مقدّمة كتاب الدكتور محمد جواد فارس!
عبد الحسين شعبان*
“ماذا كان يفعل ذلك “الفتى̍” حين هبط عليه الخبر مثلما تهبط قذيفة هاون إسرائيلي، وهو يعالج مريضاً أو جريحاً أثناء الحصار الإسرائيلي. لقد جاءه (الخبر) عبر الهاتف… إنك مفصول بسبب عدم اعترافك بالمؤتمر الرابع.
أكيد أن “الشاب” لم يكن يتوقّع نهاراً سيئاً كالذي صادفه في ذلك اليوم التشريني الأسود (1985) فقد إعتاد أن يقول ما يفكّر به.
كان يحمل سمّاعته، يواصل فحص مرضاه، يعيد البسمة إلى وجوه الأمّهات بمعالجة الأطفال ويزيل الهمّ عن الشيوخ بتخفيف الآلام… يتلقّى الأنباء عن أخبار مراجعيه ويزورهم ويسأل عنهم. حبّه للعمل كان يغدو أحياناً وجهاً آخر لحبّه لشعبه وللناس ولحزبه… لم يكن يفكّر بأنّ هناك من يرصد له حديثه أو يحاسبه على قول رأيه بشكل حرّ ودون مداهنة أو مسايرة.
أكيد كان “الكهل” سيعود إلى عيادته ومرضاه في ذلك اليوم المشؤوم بعد تلقّيه مكالمة تلفونية، يواصل فحص مراجعيه، ويمزح معهم ويبحث لهم عن الدواء ويتلقّى أنباء تقدّم صحتهم.
أكان له سيعيش بتلك “البراءة” لو أن “القرار” أخطأه أو تحاشاه؟ أتراه سيسكت ويرعوي أم يستمرّ في الإعتراض والإحتجاج خصوصاً عندما طالت الإجراءات صميم ما يعتزّ به ورفاقه؟… إنه فاعل بالتأكيد. إنه سيستمرّ لأنه صادق مع نفسه وواثق من صواب موقفه.
والدته “أم سامي” فعلت ذلك، يوم حملت “الزنبيل” وسارت به بين المدن، تحمل البريد القادم من بغداد ومعه الخير والأمل.
لقد رأيتها قبل حوالي 20 عاماً وهي تحمل البريد وخبز تنور عراقي، متّقدة الوجه، حزينة وصارمة. إنها أم سامي أم الدكتور، تلك التي لم يفكّر بها أبطال المؤتمر الرابع وحاشيتهم الميامين.
فهل أدركوا ما هم فاعلون؟”
II
حين طلب مني الرفيق الصديق محمد جواد فارس كتابة مقدّمة لمذكّراته التي قرأتها بشغف ومتعة ونقد ومراجعة وبعقل مفتوح استعدت ذلك النص الذي كتبته في صحيفة المنبر الموسوم “أم سامي والمؤتمر الرابع” وأم سامي هي والدته وأسمه الحركي “سامي” (العدد السابع، كانون الأول / ديسمبر 1988).
وكنت قد تعرّفت عليه بعد الإنشقاق في الحزب الشيوعي أيلول/سبتمبر1967 وانقسامه إلى مجموعتين (اللجنة المركزية التي كنّا نعمل تحت لوائها والقيادة المركزية التي كانت بقيادة عزيز الحاج) وقد كان مجال اللقاء الأول عن طريق اتحاد الطلبة، حيث كان فارس مسؤولاً عن تنظيم الطلبة في الحلّة وفيما بعد كان العنصر الأساسي والمنسّق لتنظيمات الفرات الأوسط التي تضمّ الحلّة وكربلاء والنجف والديوانية والسماوة، وكان مفعماً بالحيويّة والنشاط، وأتذكّر أنه حضر التعزيّة باستشهاد الرفيق ستار خضير 1969.
وحين واجهتنا أزمة نقل البريد إلى الفرات الأوسط، ولم نرغب في نقله عبر القنوات الحزبية بسبب تأخّره أحيانًا، بادر هو بالتطوّع لحلّها، فعرّفني بوالدته أم سامي، واتّفقنا على أن تأتي إلى بغداد بمواعيد محدّدة لاستلام البريد، وتكون الإشارة عن طريق الحزب في حالة وجود أي طارىء.
وكنت حينها قد تخرّجت من الجامعة وأعمل شبه متفرّغ للحزب، ولكن عملي الشخصي كان مع والدي في تجارة الأقشمة حيث كان عضواً في غرفة تجارة بغداد (مستورداً)، وله محل بالقرب من خان شعبان الذي يملكه جدّي حمّود شعبان ويعمل معه أخوالي ناصر شعبان ورؤوف شعبان (خرّيج كليّة التجارة ونائب رئيس غرفة تجارة بغداد) والمحامي جليل شعبان، وكنت قد انضممت مؤقّتاً إلى هذه التشكيلة مع والدي في خان النبكة الملاصق لخان شعبان، وخان العلي بالقرب منه والذي يملكه والد الصديق المحامي محمود العلي، وذلك بالقرب من مكتب عبد الهادي الرحيم ومهدي الرحيم والد رندا الرحيم.
وكل هؤلاء وآخرون كانوا على ملاك اليسار فيها، إضافة إلى عدد آخر من آل شعبان وبعض الأصدقاء الآخرين، من الكرد، بما فيه مقابل محل والدي، وكان من السليمانية.
كان الإتفاق أن تحمل “أم سامي” زنبيلاً معها ونفس الزبيل وشكله أحضره أنا وأتركه عند المدخل على جهة اليمين وتأتي لتسأل عن نوع قماش أو إسم أو أي شيء آخر، وتترك الزنبيل الذي معها والذي تخبّئه تحت عباءتها لتأخذ الزنبيل الذي أكون قد أحضرته لنقل البريد فيه إلى الفرات الأوسط، وحين أشاهدها قادمة وعلى الموعد أتوجّه إلى جارنا الكردي “أبو سيروان” متغافلاً عنها وشاغلاً النظر إلى المحل، وكانت تقوم بالعملية بخفّة ومهارة دون إلتفات من أحد وأحياناً يكون والدي واقفاً بالقرب من الزنبيل، وكان قد سألني مرّة أو أكثر ما قصّة هذا الزنبيل، فقلت له إن إحدى السيدات جلبته معها وتركته عندنا، وستأتي لتأخذه، وبعد إتمام العملية أقوم بإخفائه وإلى المرّة القادمة.
III
المذكّرات التي كتبها د. محمد جواد فارس انطلق من أرضية انتمائه الأول وتطوّره وعمله الحزبي، وخصوصاً بعد انقلاب 8 شباط / فبراير العام 1963. وفيما بعد تدرّجه في العمل الحزبي الطلابي واعتقاله وتعرّضه للتعذيب، وعمله في صفوف اتحاد الطلبة وحضوره اجتماعات وكونفرنسات في الحلّة وبغداد، ثم مرحلة الإنشقاق العام 1967 وما تلاها، واضطراره إلى السفر إلى دمشق ومحاولة إكمال دراسته بانتظار حصوله على زمالة حزبية، ثم سفره إلى الإتحاد السوفيتي وإكمال دراسته وزواجه، وتطوّعه للعمل في أنغولا ضمن الفريق الأممي (كطبيب) لمساعدة الشعب الأنغولي، وبعد ذلك مجيئه إلى المنطقة (الشام – بيروت) وعمله في مستشفى تابعة للتنظيمات الفلسطينية في مخيّم اليرموك ومساعدته للعراقيين، وتطوّعه خلال الإجتياح الإسرائيلي في لبنان 1982 لمعالجة الجرحى.
وأتذكّر أنه قدّم طلباً للسفر إلى كردستان للإلتحاق بفصائل الأنصار، وكنت قد أوقفته حينها بإقناع اللجنة القيادية لحاجة الشام لطبيب عراقي متفاني بمساعدة أعداد غفيرة من العراقيين، وكان نموذجاً رائعاً لنكران الذات. ولا أظنّ أن أحداً ممن راجعوه في القضايا والإستشارات والمعالجات الطبية ولم يكن يخرج منه إلاّ ممتناً تماماً.
فكّرت قبل أن أخطّ هذه المقدّمة، هل سأكتب عنها أو عن الصديق الإنسان “محمد”، فقسم من الكتب بما فيها كتب المذكّرات تستهويك أحداثها والقسم الأخير يبهرك صاحبها، فما بالك حين تكون قريباً منه، وبل وقريب جدّاً من هذه الأحداث ذاتها التي مرّ بها، وعلى أقلّ تقدير، باستثناء فترة دراسته في الإتحاد السوفيتي، فإنني كنت قريباً جدّاً منه وفي معظم الأنشطة والفاعليات، سواء خلال العمل في الشام أو بعد ذلك في حركة المنبر الشيوعي، حيث كان عضواً في اللجنة القيادية المؤقّتة التي شكّلناها، وكان مساهماً نشيطاً في الكتابة للجريدة التي أصدرناها.
وقد ضيّف د. محمد جواد فارس الإجتماع الموسّع الذي ضمّ 30 مثقّفاً في منزله، وكان ذلك تمهيداً للمذكّرة التي أصدرها 75 مثقّفاً إحتجاجاً على بعض الإجراءات التعسّفية التي طالت بعض أعضاء رابطة الكتّاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين التي ترأسها الشاعر الكبير سعدي يوسف حينها قبل أن يعلن اعتزاله وابتعاده واستقراره في قبرص، وذلك بعد أحداث اليمن الدموية في 13يناير/كانون الثاني 1986.
IV
وبحكم الصداقة فقد كنت متابعاً لنشاطه في الشام حتى بعد سفري وانتقالي إلى لندن وذلك بصورة مباشرة وفي بعض الأحيان من الرفيق العزيز صاحب جليل الحكيم “أبو بشائر” لعلاقته الوطيدة مع الدكتور محمد جواد فارس وآخرين. وقد ساهم د. محمد بنشاط في الكونفرنسين اللذين عقدناهما في براغ وضمّ الأول 18 رفيقاً قيادياً وكادراً والثاني 22 رفيقاً يمثّلون شبكة كبيرة في الكادر الممتد والمنتشر في بلدان المنافي، إضافة إلى بعض النواتات والتعاطفات في كردستان ومن داخل التنظيم الرسمي.
وتابعت سفره إلى ليبيا وشجّعته على الذهاب إلى طرابلس للأجواء المتوتّرة التي كانت قد سادت أوساط العراقيين في دمشق والتقاطعات التي حصلت حينها، كما تابعت أيضاً عودته واعتقاله بعد ذهابه إلى بغداد في العام 2002 ضمن وفد عبّر عنه تصريحات مسؤوليه في التضامن ضدّ الغزو الأمريكي المحتمل. وحين علمت لاحقاً بسفره مع الوفد احترمت اجتهاده مقدّراً وطنيته الصادقة وحرصه المسؤول في ما ذهب إليه، بغضّ النظر عن الإتفاق أو الإختلاف بشأن تلك الخطوة وتوقيتها وجدواها، خصوصاً في ظلّ التباسات واستعداءات مسبقة وغير قليلة.
كما كان موقفه واضحاً من الحصار الدولي الجائر المفروض على العراق، إضافة إلى موقفه الحازم من الإحتلال الأمريكي للعراق وتكريس جهده مع آخرين من أجل التنديد به بالأشكال المتوفّرة إعلامياً وسياسياً وفي المحافل العربية والدولية، وهو ما فعله بنشاط وحيويّة، مثلما كان خلال الحرب العراقية – الإيرانية 1980 -1988، وخصوصاً بعد احتلال الفاو حيث وقف ضدّ المشروع الحربي والسياسي الإيراني وأعلن مع حركة المنبر وشخصيات أخرى أنه وإن كان مع تغيير النظام الدكتاتوري ولكنه لا يريد ذلك إلاّ بأيادٍ عراقية ولا يحقّ لأحد التجاوز على حق الشعب العراقي في تقرير مصيره. وكان مؤمناً في مسألة الدفاع عن الوطن بغضّ النظر عن موقفه من الدكتاتورية والإستبداد.
وقد تابعت مواقفه فيما كتبه وفيما قام به في دور في المؤتمر القومي العربي الذي هو عضوٌ فيه، وقد ساهم في بلورة رؤى “عراقية” بالتعاون مع آخرين وقد اطلعت على بعضها حيثما تسنّى لي ذلك، حتى من خارج الدائرة المعنية. وقد اضطرّ السفر إلى ليبيا للعمل فيها بمساعدة الصديق الدكتور جلال خضيّر لكن ظروفه الخاصة والعامة كانت قاسية جدّاً، خصوصاً بعد الإنتفاضة الشعبية ضدّ النظام واندلاع القتال بالتدخّلات الدولية فانقطعت به ومن معه السبل، فقرّر الذهاب إلى العراق وتحديداً إلى الحلّة حيث واصل تعبئته ضدّ الإحتلال وضدّ المشروع الطائفي – الإثني الذي قام على المحاصصة والتقاسم الوظيفي.
V
قلت أحياناً تستهويك المذكّرات، وأحياناً يستهويك صاحبها، فما بالك حين تستهويك المذكّرات ويستهويك صاحبها، فقد أعجبت بمذكّرات الصديق محمد جواد فارس، مثلما أنا معجب بشخصيته وشجاعته وتواضعه وشعوره العالي بالمسؤولية، ولا يمنع ذلك من اختلاف بعض توجهاتنا ووسائلنا في التعبير، لكنّنا بشكل عام كنّا على توافق مستمر طيلة العقود الخمسة الماضية.
ولذلك سوف أركّز هنا على محمد جواد فارس الإنسان والمناضل وأترك المذكّرات تحكي عن نفسها باستعراض الأحداث ومساهمته فيها ومشاركته المباشرة أو غير المباشرة في بعضها.
الرفيق أبو فراس (محمد جواد فارس) يتمتّع بجاذبية خاصّة، فهو شخصية اجتماعية منفتحة ولديه علاقات واسعة على الصعيد العراقي والعربي وبشكل خاص الفلسطيني. ويمتاز بشجاعة فائقة، فهو غير هيّاب، بل يمتلك جرأة كبيرة في التعبير عن وجهات نظره. وقد تلمّست ذلك خلال معرفتي به في العمل الحزبي وكذلك في المجالات المختلفة، ولا شكّ أن شجاعته تنعكس على عطائه وكرمه فكل شجاع كريم، فمحمد جواد فارس كريم لدرجة أقرب إلى السخاء أحياناً، سواء كان لديه ما يكفي أو لا يكفي، وكم استضاف في منزله عشرات الرفاق وقدّم لهم ما يتمكّن من مساعدات ماديّة ومعنوية وعلاجية ودوائية، وحين يقدّم ذلك يشعر هو بامتنان لأنه تمكّن من توفير ما يجب لمرضاه أو أصدقائه أو معارفه، وأعرف عشرات الحالات التي كان يوليها اهتماماً خاصّاً، بل أنها كانت على حساب نفسه، ولا يكتفي بذلك بل كان يزور مرضاه ليطمئنّ على أخذهم للدواء ويتابع تطوّر حالتهم الصحيّة.
لقد جُبِل محمد جواد فارس على ذلك العمل الذي يتّسم بالمروءة وحبّ الخير وعدم قبول الظلم من أي كان، ولذلك وقف ضدّ العسف والإضطهاد الذي تعرّض له بعض الرفاق، وخصوصاً من هم كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة مثل الراحل حسين سلطان.
أتذكّر أنني إلتقيت الدكتور محمد جواد فارس في صنعاء حيث كنت مدعوّاً لإلقاء محاضرة، كما كنت أعرف ظروفه القاسية بعد إبعاده من الشام إثر وشايات وغلٍّ، ولكنّه أصرّ إلاّ أن يدعوني إلى مطعم الشيباني الخاص بالسمك المشوي بالتنور، وهو ما كنت أتردّد عليه خلال زياراتي إلى اليمن لتناول الغداء، وهو ما دعوته أنا إليه، وفي سفرة سابقة كان فاضل العكّام “أبو ضافر” وزوجته الدكتورة، والأستاذ جهاد زاير (شقيق اسماعيل) على موعد في مطعم الشيباني أيضاً.
وكنت قد شجّعته بعد فترة قاسية قضاها في ليبيا على الذهاب إلى لندن والإلتحاق بزوجته الصديقة د. رحيمة السلطاني، وهو ما حصل. وإلتقيته عدّة مرّات خلال زياراتي المختلفة وكم قلقت عليه خلال إجرائه عملية القلب المفتوح، وهي العملية ذاتها التي أجريتها قبله بخمس سنوات.
VI
أستطيع القول أن د. محمد زاخر بالحيويّة، ولا سيّما في الممارسة الميدانية وهو من نوعٍ من المناضلين الذين تتولّد لديك عاطفة بالمحبة والمودّة والتقدير لهم منذ أن تلقاهم، وتظلّ تلك العاطفة تنمو باطراد كلما طالت رفقتك لهم وتعرّفك عليهم، بسجاياهم المتميّزة وخصالهم الإنسانية الباهرة. وأعتقد أن الحركة اليسارية هي أكثر الحركات التي بحاجة إلى هذه النماذج التي جمعت القيم النضالية بالإستقامة الأخلاقية.
وإذا كان الإنسان معرّض لضغوط الحياة، فالمناضلين اليساريين بشكل خاص أكثر عرضة للإغراءات لتكييف مواقفهم تبعاً للأهواء والمصالح أحيانًا، وهو ما تريده بعض الجهات منهم وأحياناً هناك من يتطوّع لذلك بزعم المرونة والواقعية وعدم العزلة. هكذا يحصل التعارض بين الشخصي والنضالي، وبين القيمي والسلوكي وبين السياسي والإنساني وبين الحزبي والإجتماعي.
إن الحركة اليسارية تتطلّب ذلك النوع القيمي الإنساني والإجتماعي والثقة بالنفس التي لا يكتمل بناؤها دون فعل يومي شاق ومجاهدة مع النفس، وأحياناً حتى مع أقرب الناس لحلّ هذا التناقض، دون أن يكون الإنسان معصوماً من الخطأ أو الوقوع في الزلل، فنحن بشرٌ من لحمٍ ودم وطالما نعمل فأننا نخطأ، وثمّة خطأ صميمي بالإجتهاد، وخطأ آخر مع سبق الإصرار والمعرفة المسبقة. وحسب فولتير فالبشر خطّاؤون، لذلك علينا أن نأخذ بعضنا البعض بالتسامح مثلما أن الإعتراف بالخطأ فضيلة فلنمارس جميعاً فضيلة الإعتراف بالخطأ بما يقصّر الطريق نحو الحقيقة.
أظنّ أن محمد جواد فارس هو من النوع الأول الذي لا يتوانى من الإجتهاد وكل مجتهد وصاحب رأيٍ لا بدّ أن يخطأ في حين أن هناك من يتّكل أو يعوّل على غيره مبتعداً عن اتخاذ رأيٍ أو موقفٍ خشية من الوقوع في الخطأ فيبقى عائماً وعابراً وعاثراً حتى وإن لم يتحرّك لأنه لا يمكنه الوصول إلى الحقيقة إلا بالجهد والإجتهاد والعمل والحركة وتلك من صفات الصديق فارس. فإليه أهدي تمنياتي بالصحة وراحة البال والعطاء الدائم والعمر المديد.
أكاديمي ومفكّر يساري
2023-12-04