مقالات
غزة “بنت الأجيال” التي صمدت أمام الاسكندر المقدوني: شوكة في أعين الغزاة والمحتلين!
بيدر ميديا.."
غزة “بنت الأجيال” التي صمدت أمام الاسكندر المقدوني: شوكة في أعين الغزاة والمحتلين!
علاء اللامي*
كان اسمها عند الكنعانيين هزاتي وعند المصريين القدماء غزاتو وعند الآشوريين الرافدينيين عزات، أما في اللغة العبرية فيطلق عليها “عزة” بالعين أو بالهمزة بدلاً من العين، وعند العرب غزة، وعرفت في العصر الإسلامي بـ “غزة هاشم”، نسبة إلى هاشم بن عبد مناف، الجد الثاني للنبي العربي الكريم محمد بن عبد الله. وتوفي هاشم في غزة شاباً في الثلاثينيات من عمره ودُفن فيها في القرن الخامس الميلادي. وفيها ولد فيها الإمام الشافعي مؤسس المذهب الإسلامي الشهير باعتداله، الذي قال عنها:
وإني لمشتاقٌ إلى أرضِ غزةَ …… وإنْ خانني بعدَ التفرقِ كتماني
و”جاء في المعجم اليوناني أنها سميت عبر العصور بأسماء مختلفة، منها “إيوني” و”مينووا” و “قسطنديا”، كما أطلق عليها الغزاة الفرنجة “الصليبيون” غادريس. ويقول يوسابيوس القيصري الذي يلقب بـ “أبي التاريخ الكنسي”، إن “غزة” تعني العِزة والمَنَعة والقوة. وانضم إليه في ذلك، بحسب المؤرخ المقدسي عارف العارف، السيرُ وليام سميث في قاموس العهد القديم الذي صدر عام 1863. كتب العارف في كتابه (تاريخ غزة) “غزّة ليست وليدة عصرٍ من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها.. لم يبق فاتح ولا غازٍ، إلا ونازلتْه، فإمّا يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعتْه”.
كانت غزة في القرن الثاني عشر ق.م، واحدة من المدن الخمس التي بناها شعب الفلسطة المهاجر من جزر المتوسط إلى الساحل الجنوبي لبلاد كنعان كما يعتقد باحثون بناء على توثيقات إركيولوجية عثر عليها في مصر القديمة وتحديدا نقوش الملك رعمسيس الثالث (ابن إله الشمس) في معبده الجنائزي في طيبة ذكر فيها ثلاث حملات عسكرية انتصر فيها على شعوب البحر وهي حملات حقيقية في السنوات 5 و8 و12 من حكمه. وهناك باحثون يعتقدون أن غزة بناها الكنعانيون أصلاً، وهاجر إليها وسكنها المهاجرون الفلسطة الذين هزمهم رعمسيس الثالث واندمجوا بسكانها الأصليين وذابوا فيهم خلال خمسة قرون، إلى جانب مدن أخرى هي: عسقلان، أسدود، جت وعقرون، في الساحل الجنوبي ما بين يافا ووادي العريش، وقد أعطى الفلسطة اسمهم لاحقا للبلاد كلها فأصبحت تسمى فلسطين.
وبهذا، فغزة تؤكد حقيقتين: الأولى أنها كانت همزة وصل عريقة جدا بين فلسطين الكنعانية (أرض كنعان) والجزيرة العربية، وخصوصاً الحجاز واليمن، على مرّ العصور قبل الإسلام وليس بعده كما يقول الصهاينة، ومن والاهم من كتبة مأجورين يريدون قطع الصلة بين الفلسطينيين وبلادهم الأصلية فلسطين، ويكررون القول أو الإيحاء بأنهم مهاجرون كلهم جاؤوا من بلاد عربية أخرى. والحقيقة الثانية هي أن هجرة الأقوام الجزيرية «السامية» بين أقاليم المشرق العربي حقيقة واقعة، لكنها ليست كل الحقيقة. فهناك شعوب أصلية وأخرى مهاجرة تندمج بالسكان الأصليين كما اندمج شعب الفلسطة البحري بالكنعانيين. والفلسطينيون العرب اليوم شعب أصيل وعريق وهو وريث الشعوب القديمة وفي مقدمتها شعب الفلسطة والكنعانيون ومن هؤلاء، اليبوسيون وهم القبيلة الكنعانية التي بنت مدينة أورسالم/ القدس والأدلة الآثارية الملموسة على هذه الحقيقة كثيرة، أما الأدلة الوراثية الجينية الحديثة فقد أكد قرابة الشعب الفلسطيني المعاصر إلى الشعوب الجزيرية “السامية القديمة كالكنعانيين وبُعْد الأشكناز الخزر المتهودين الذين يحتلون فلسطين اليوم بُعْدا كبيرا عن الشعوب السامية ولكنهم يتسلحون بالدفاع عن السامية ويحتكرونها كذباً وزيفاً ويبتزون العالم كله بمعاداة السامية هم يقتلون الساميين الحقيقيين “الجزيريين” أي الفلسطينيين .
وحتى قبل الإسلام بقرون عدة، كانت غزة مركزاً تجارياً كبيراً للتجار العرب الجزيريين من الحجاز واليمن كما قلنا، ويبدو أنَّ العرب كانوا على اتصال وثيق بالشطر الجنوبي من الساحل الفلسطيني منذ ظهورهم في التاريخ. ففي المدونات التاريخية، نقرأ أنَّ تاجراً مكياً يسمّى عقبة بن أبي معيط كان له ــ قبل الإسلام ـــ متجر كبير في مدينة صفورية القريبة من الناصرة. أما أبو سفيان، فقد كان يملك عقارات ومتاجر في فلسطين. كيف كانت غزة ومشاركاتها في تاريخ دول المدن في ما نسيها اليوم بلاد الشام في خضم الصراع الدولي بين الإمبراطوريتين الرافدانية “العراقية القديمة” في وادي الرافدين والمصرية القديمة في وادي النيل؟ هذا ما سنتوقف عنده في الجزء القادم من هذه المقالة.. شكرا لكم على المتابعة والنصر للمقاومة الفلسطينية الغزاوية!
*في 720 ق.م، اندلعت ثورات ضد الهيمنة الآشورية في حماة وغزة ودمشق والسامرة، بتحريض ودعم مصرييْن على الأرجح، واستطاع سرجون الثاني الآشوري أن يقضي على هذه الثورات، في ولايات الشمال الكنعاني، في موقعة «قرقرا». ثم زحف سرجون الثاني جنوباً حتى وصل إلى ربيحو «رفح»، فأوقع هزيمة نكراء بـ «سيبو» قائد جيوش مصر الفرعونية، الذي أرسله ملك مصر لنجدة حنون «هانُّو» ملك غزة، فانسحبت القوات المصرية وتركت غزة تواجه مصيرها وحيدة.
*لقد حاولت مصر الاستمرار في دعمها للممالك الفلسطينية ضد غريمها الرافديني الآشوري، فتشجّع حنون ملك غزة – وكان لاجئاً سياسياً في مصر – على الثورة ضد الدولة الآشورية، وأمر الفرعون قواته في ربيحو «رفح» بقيادة سيبو بدعم الثائرين الفلسطة. وحين بدأ الصدام العسكري، هرب القائد الفرعوني سيبو ودمّر سرجون الثاني مدينة رفح وأسر ملكها حنون.
*نافست مدينة ومملكة غزة مملكة صور الفينيقية شمالاً في عنادها وصمودها الأسطوري. ولم تتعظ من نهاية جارتها الشمالية المأساوية، التي دمّرها الإسكندر المقدوني وأسر سكانها بالجملة، فلم يتعامل مع المدينة الجريحة صور بشهامة كما فعل الملك الرافديني نبوخذ نصر سنة 585 ق.م، الذي احترم أهلها ولم يؤذهم، بل فتكت الجيوش المقدونية بأهلها بقسوة بعدما قاتلوا قتال الأحرار المستميتين، وباع الإسكندر أكثر من ثلاثين ألفاً من سكانها، نساء وأطفالاً، في أسواق الرقيق سنة 332 ق.م.
*صمدت “غزاتو” كما صار اسمها، تقاتل قتالاً بطولياً ضد جيش الإسكندر بن فيليب الجرار، وشارك في القتال جميع سكان في تجربة حرب شعبية هي الأولى من نوعها في التاريخ البشري المعروف. وكان يقود قواتها الشعبية عسكري إغريقي مهاجر يدعى باطيس لجأ إليها هاربا من ظروف الاستعباد اليونانية وأحبها وأهلها وأحبوه فجعلوه قائدا لجيشها واندمج بهم، واستمر القتال على أسوار غزة تصل إلى أربعة أشهر حسب الروايات، وهي أطول مدة تصمد فيها مدينة أمام جيش الاسكندر الذي كان اسمه يثير الفزع ويدفع أعداءه إلى الاستسلام دون قتال، ثم، وبعد هذا الصمود الأسطوري البطولي، دخلتها جيوش الإسكندر بعد تدميرها تماما، وقبض الغزاة على القائد الغزاوي باطيس، وأمر الإسكندر بإعدامه بطريقة وحشية وجبانة. “فوفقاً للمؤرخ الروماني روفوس، قُتل باطيس على يد الإسكندر تقليداً لمعاملة أخيل لهيكتور حيث تم إمرار حبل من خلال كاحلي باطيس، ربما بين عظم الكاحل ووتر العرقوب، وجروا باطيس حياً بعربة حربية تحت ما تبقى من أسوار مدينة غزة حتى مات”. وقد نهب الغزاة الإغريق بضائع التجار العرب في أسواق المدينة، ولا سيما العطور والبخور، ووزّعها الإسكندر بنفسه على أعوانه ورجال دولته. وهذا دليل لا ينكر على وجود العرب في غزة منذ القرن الرابع قبل الميلاد وعلى العلاقات الوثيقة بين المدينة والحجاز واليمن كما قلنا!
*ملاحظة توثيقية: بعض الفقرات الخاصة بغزة القديمة مقتبسة من كتابي «موجز تاريخ فلسطين منذ فجر التاريخ وحتى الفتح العربي الإسلامي» (دار الراعي – سنة 2019). أما المعلومة والاقتباس عن كتاب عارف العارف فقد وردتا في مقالتين الأولى بقلم أميمة الشاذلي ونشرت على موقع بي بي سي بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والثانية باسم طالب الدغيم على موقع الجزيرة، بتاريخ 2 تشرين الثاني 2023، من دون توثيق دقيق من كليهما. وإذا أخذنا بتاريخ النشر فمقالة أميمة الشاذلي هي الأقدم بيومين من مقالة الدغيم وهي موسعة أكثر.
وإني لمشتاقٌ إلى أرضِ غزةَ …… وإنْ خانني بعدَ التفرقِ كتماني
و”جاء في المعجم اليوناني أنها سميت عبر العصور بأسماء مختلفة، منها “إيوني” و”مينووا” و “قسطنديا”، كما أطلق عليها الغزاة الفرنجة “الصليبيون” غادريس. ويقول يوسابيوس القيصري الذي يلقب بـ “أبي التاريخ الكنسي”، إن “غزة” تعني العِزة والمَنَعة والقوة. وانضم إليه في ذلك، بحسب المؤرخ المقدسي عارف العارف، السيرُ وليام سميث في قاموس العهد القديم الذي صدر عام 1863. كتب العارف في كتابه (تاريخ غزة) “غزّة ليست وليدة عصرٍ من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها.. لم يبق فاتح ولا غازٍ، إلا ونازلتْه، فإمّا يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعتْه”.
كانت غزة في القرن الثاني عشر ق.م، واحدة من المدن الخمس التي بناها شعب الفلسطة المهاجر من جزر المتوسط إلى الساحل الجنوبي لبلاد كنعان كما يعتقد باحثون بناء على توثيقات إركيولوجية عثر عليها في مصر القديمة وتحديدا نقوش الملك رعمسيس الثالث (ابن إله الشمس) في معبده الجنائزي في طيبة ذكر فيها ثلاث حملات عسكرية انتصر فيها على شعوب البحر وهي حملات حقيقية في السنوات 5 و8 و12 من حكمه. وهناك باحثون يعتقدون أن غزة بناها الكنعانيون أصلاً، وهاجر إليها وسكنها المهاجرون الفلسطة الذين هزمهم رعمسيس الثالث واندمجوا بسكانها الأصليين وذابوا فيهم خلال خمسة قرون، إلى جانب مدن أخرى هي: عسقلان، أسدود، جت وعقرون، في الساحل الجنوبي ما بين يافا ووادي العريش، وقد أعطى الفلسطة اسمهم لاحقا للبلاد كلها فأصبحت تسمى فلسطين.
وبهذا، فغزة تؤكد حقيقتين: الأولى أنها كانت همزة وصل عريقة جدا بين فلسطين الكنعانية (أرض كنعان) والجزيرة العربية، وخصوصاً الحجاز واليمن، على مرّ العصور قبل الإسلام وليس بعده كما يقول الصهاينة، ومن والاهم من كتبة مأجورين يريدون قطع الصلة بين الفلسطينيين وبلادهم الأصلية فلسطين، ويكررون القول أو الإيحاء بأنهم مهاجرون كلهم جاؤوا من بلاد عربية أخرى. والحقيقة الثانية هي أن هجرة الأقوام الجزيرية «السامية» بين أقاليم المشرق العربي حقيقة واقعة، لكنها ليست كل الحقيقة. فهناك شعوب أصلية وأخرى مهاجرة تندمج بالسكان الأصليين كما اندمج شعب الفلسطة البحري بالكنعانيين. والفلسطينيون العرب اليوم شعب أصيل وعريق وهو وريث الشعوب القديمة وفي مقدمتها شعب الفلسطة والكنعانيون ومن هؤلاء، اليبوسيون وهم القبيلة الكنعانية التي بنت مدينة أورسالم/ القدس والأدلة الآثارية الملموسة على هذه الحقيقة كثيرة، أما الأدلة الوراثية الجينية الحديثة فقد أكد قرابة الشعب الفلسطيني المعاصر إلى الشعوب الجزيرية “السامية القديمة كالكنعانيين وبُعْد الأشكناز الخزر المتهودين الذين يحتلون فلسطين اليوم بُعْدا كبيرا عن الشعوب السامية ولكنهم يتسلحون بالدفاع عن السامية ويحتكرونها كذباً وزيفاً ويبتزون العالم كله بمعاداة السامية هم يقتلون الساميين الحقيقيين “الجزيريين” أي الفلسطينيين .
وحتى قبل الإسلام بقرون عدة، كانت غزة مركزاً تجارياً كبيراً للتجار العرب الجزيريين من الحجاز واليمن كما قلنا، ويبدو أنَّ العرب كانوا على اتصال وثيق بالشطر الجنوبي من الساحل الفلسطيني منذ ظهورهم في التاريخ. ففي المدونات التاريخية، نقرأ أنَّ تاجراً مكياً يسمّى عقبة بن أبي معيط كان له ــ قبل الإسلام ـــ متجر كبير في مدينة صفورية القريبة من الناصرة. أما أبو سفيان، فقد كان يملك عقارات ومتاجر في فلسطين. كيف كانت غزة ومشاركاتها في تاريخ دول المدن في ما نسيها اليوم بلاد الشام في خضم الصراع الدولي بين الإمبراطوريتين الرافدانية “العراقية القديمة” في وادي الرافدين والمصرية القديمة في وادي النيل؟ هذا ما سنتوقف عنده في الجزء القادم من هذه المقالة.. شكرا لكم على المتابعة والنصر للمقاومة الفلسطينية الغزاوية!
*في 720 ق.م، اندلعت ثورات ضد الهيمنة الآشورية في حماة وغزة ودمشق والسامرة، بتحريض ودعم مصرييْن على الأرجح، واستطاع سرجون الثاني الآشوري أن يقضي على هذه الثورات، في ولايات الشمال الكنعاني، في موقعة «قرقرا». ثم زحف سرجون الثاني جنوباً حتى وصل إلى ربيحو «رفح»، فأوقع هزيمة نكراء بـ «سيبو» قائد جيوش مصر الفرعونية، الذي أرسله ملك مصر لنجدة حنون «هانُّو» ملك غزة، فانسحبت القوات المصرية وتركت غزة تواجه مصيرها وحيدة.
*لقد حاولت مصر الاستمرار في دعمها للممالك الفلسطينية ضد غريمها الرافديني الآشوري، فتشجّع حنون ملك غزة – وكان لاجئاً سياسياً في مصر – على الثورة ضد الدولة الآشورية، وأمر الفرعون قواته في ربيحو «رفح» بقيادة سيبو بدعم الثائرين الفلسطة. وحين بدأ الصدام العسكري، هرب القائد الفرعوني سيبو ودمّر سرجون الثاني مدينة رفح وأسر ملكها حنون.
*نافست مدينة ومملكة غزة مملكة صور الفينيقية شمالاً في عنادها وصمودها الأسطوري. ولم تتعظ من نهاية جارتها الشمالية المأساوية، التي دمّرها الإسكندر المقدوني وأسر سكانها بالجملة، فلم يتعامل مع المدينة الجريحة صور بشهامة كما فعل الملك الرافديني نبوخذ نصر سنة 585 ق.م، الذي احترم أهلها ولم يؤذهم، بل فتكت الجيوش المقدونية بأهلها بقسوة بعدما قاتلوا قتال الأحرار المستميتين، وباع الإسكندر أكثر من ثلاثين ألفاً من سكانها، نساء وأطفالاً، في أسواق الرقيق سنة 332 ق.م.
*صمدت “غزاتو” كما صار اسمها، تقاتل قتالاً بطولياً ضد جيش الإسكندر بن فيليب الجرار، وشارك في القتال جميع سكان في تجربة حرب شعبية هي الأولى من نوعها في التاريخ البشري المعروف. وكان يقود قواتها الشعبية عسكري إغريقي مهاجر يدعى باطيس لجأ إليها هاربا من ظروف الاستعباد اليونانية وأحبها وأهلها وأحبوه فجعلوه قائدا لجيشها واندمج بهم، واستمر القتال على أسوار غزة تصل إلى أربعة أشهر حسب الروايات، وهي أطول مدة تصمد فيها مدينة أمام جيش الاسكندر الذي كان اسمه يثير الفزع ويدفع أعداءه إلى الاستسلام دون قتال، ثم، وبعد هذا الصمود الأسطوري البطولي، دخلتها جيوش الإسكندر بعد تدميرها تماما، وقبض الغزاة على القائد الغزاوي باطيس، وأمر الإسكندر بإعدامه بطريقة وحشية وجبانة. “فوفقاً للمؤرخ الروماني روفوس، قُتل باطيس على يد الإسكندر تقليداً لمعاملة أخيل لهيكتور حيث تم إمرار حبل من خلال كاحلي باطيس، ربما بين عظم الكاحل ووتر العرقوب، وجروا باطيس حياً بعربة حربية تحت ما تبقى من أسوار مدينة غزة حتى مات”. وقد نهب الغزاة الإغريق بضائع التجار العرب في أسواق المدينة، ولا سيما العطور والبخور، ووزّعها الإسكندر بنفسه على أعوانه ورجال دولته. وهذا دليل لا ينكر على وجود العرب في غزة منذ القرن الرابع قبل الميلاد وعلى العلاقات الوثيقة بين المدينة والحجاز واليمن كما قلنا!
*ملاحظة توثيقية: بعض الفقرات الخاصة بغزة القديمة مقتبسة من كتابي «موجز تاريخ فلسطين منذ فجر التاريخ وحتى الفتح العربي الإسلامي» (دار الراعي – سنة 2019). أما المعلومة والاقتباس عن كتاب عارف العارف فقد وردتا في مقالتين الأولى بقلم أميمة الشاذلي ونشرت على موقع بي بي سي بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والثانية باسم طالب الدغيم على موقع الجزيرة، بتاريخ 2 تشرين الثاني 2023، من دون توثيق دقيق من كليهما. وإذا أخذنا بتاريخ النشر فمقالة أميمة الشاذلي هي الأقدم بيومين من مقالة الدغيم وهي موسعة أكثر.
Svara
Svara alla
Vidarebefordra