الليبرالية والفاشية:شريكتان في الجريمة.

يلقي المثقفون حجابًا على الطابع الدكتاتوري للديمقراطية البرجوازية، ليس أقله من خلال تقديم الديمقراطية على أنها النقيض المطلق للفاشية، وليس كمجرد مرحلة طبيعية أخرى منها حيث تنكشف الدكتاتورية البرجوازية بشكل أكثر وضوحا”.
المسرحي الماركسي برتولت بريخت

طلال الربيعي
—–
ذكرت في مكان آخر:
“ديكتاتورية (اله) السوق ويده الخفية!
ان فكرة اليد الخفية لآدم سميث وحكمة السوق اللامحدودة والأبدية هي صورة كاربكاتورية حداثوية للمفهوم اللاهوتي لما قبل الحداثة, بكون الله غير مرئي ويُدرك بالعقل كاليد الخفية.
وهو منظور حداثوي يجسد ظل يونغ وباثولوجية الحداثة المدمرة بعرف نيتشه. انه مفهوم يسلب البشر قوتهم وارادتهم وانسانيتهم واخلاقياتهم ويجعلهم عبيدا للسوق وآلهته والغلبة هي للأقوى كما لدى ضواري الغاب (التغريب لدى ماركس). انه تقهقر الى عصر الغاب. وتصبح الديموقراطية المزعومة ديكتاتورية السوق وقمعيته الميكانيكية, كميكانيكية فيزباء نيوتن, التي لا ترحم, والتي اقتصادها تم استبداله مؤخرا بعلم اقتصاد آخر, يسمى أقتصاد الفراشة
https://www.ssrcaw.org/ar/—-print—-.art.asp?aid=584637&ac=1
الذي يحرر البشر من عبودية (اله) اليد الخفية ويرجع لهم سيادتهم على مصائرهم وانسانيتهم المسلوبة من قبل اله السوق: السوق هو من صنع البشر وليس العكس.
ولكن حتى لو كان للسوق اله وكان الهه حكيما كما تقترض الحكاية ويبشر بها عِباد السوق, فلا ادري كيف سيكون جواب اله السوق, اذا كان فعلا حكيما, عن جواب الرب عندما سيُسأل
(وقد سأله -ابنه- هذا السؤال عشية صلبه او ما يسمى الأغواء الأخير بما مفاده):
Sometimes I want to ask God why He allows poverty, famine, and injustice when He could do something about it, but I’m afraid he might just ask me the same question.”
Abdul-Bahá
-أحيانًا أريد أن أسأل الله لماذا يسمح بالفقر والمجاعة والظلم في حين أنه يستطيع أن يفعل شيئًا حيال ذلك، لكنني أخشى أنه قد يسألني نفس السؤال.-
https://twitter.com/MustafaAli_X/status/1725405021284479439”

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=813704
والسؤال ذاته هو تهرب من مواجهة الظل بعرف المحلل النفسي كارل يونغ وعقيدة فاسدة بعرف جان بول سارتر وانتحار فلسفي بعرف البير كامو.
والظل هو الظل عندما تسعى “الحكومات الليبرالية” للتخلص من عقدة الذنب والقاء تبعية جرائمها النكراء في منتصف القرن الماضي ضد اليهود على الفلسطينيين, او بتسمية اسرائيل لأهالي غزة بالحيوانات! انه اسقاط نفسي. والاسقاط هو, بعرف التحليل النفسي, من اكثر الدفاعات النفسية بدائية ويميز بشكل خاص اضطرابات نفسية خطيرة مثل البارانويا او الشيزوفرينيا. انهم لا بخدعون سوى انفسهم وعبيدهم ممن ارتضوا الذل وادنموا على المهانة ويخشون الاعتراف بظلهم اكثر من خشيتهم الموت.
لذا اترجم هذه المقالة بقلم الصديق غابرييل روكهيل.
روكهيل فيلسوف وناقد ثقافي وناشط فرنسي أمريكي. وهو المدير المؤسس لورشة عمل النظرية النقدية وأستاذ الفلسفة في جامعة فيلانوفا. تشمل كتبه التاريخ المضاد للحاضر: استجوابات غير مناسبة في العولمة والتكنولوجيا والديمقراطية (2017)، وتدخلات في الفكر المعاصر: التاريخ والسياسة والجماليات (2016)، والتاريخ الراديكالي وسياسة الفن (2014) ولوجيك دي ل. “التاريخ (2010).” بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، فقد شارك بنشاط في أنشطة خارج الأكاديمية في عالم الفن والناشط، فضلاً عن كونه مساهمًا منتظمًا في النقاش الفكري العام. تابع على تويتر:GabrielRockhill
——–
الليبرالية والفاشية: شريكتان في الجريمة
نسمع مرارا وتكرارا أن الليبرالية هي الحصن الأخير ضد الفاشية. إنها تمثل دفاعًا عن سيادة القانون والديمقراطية في مواجهة الديماغوجيين المنحرفين الحاقدين العازمين على تدمير نظام جيد تمامًا لتحقيق مكاسبهم الخاصة. وكانت هذه المعارضة الواضحة متجذرة بعمق في ما يسمى بالديمقراطيات الليبرالية الغربية المعاصرة من خلال أسطورة الأصل المشترك. وكما يتعلم كل طفل في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، هزمت الليبرالية الفاشية في الحرب العالمية الثانية، وهزمت الوحش النازي من أجل إنشاء نظام دولي جديد، رغم كل أخطائه وآثامه المحتملة، مبني على مبادئ ديمقراطية أساسية. التي تتعارض مع الفاشية.

هذا التأطير للعلاقة بين الليبرالية والفاشية لا يعرضهما على أنهما متضادان تمامًا فحسب، بل إنه يحدد أيضًا جوهر الكفاح ضد الفاشية باعتباره النضال من أجل الليبرالية. ومن خلال القيام بذلك، فإنها تصوغ عداءًا أيديولوجيًا زائفًا. إن ما تشترك فيه الفاشية والليبرالية هو إخلاصهما الدائم للنظام العالمي الرأسمالي. على الرغم من أن أحدهما يفضل القفاز المخملي للحكم المهيمن والتوافقي، والآخر يعتمد بسهولة أكبر على القبضة الحديدية للعنف القمعي، فإن كلاهما عازم على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الرأسمالية وتطويرها، وقد عملا معًا عبر التاريخ الحديث من أجل تحقيق ذلك. لذا. ما يخفيه هذا الصراع الواضح -وهذه هي قوته الأيديولوجية الحقيقية- هو أن الخط الفاصل الحقيقي والأساسي ليس بين نمطين مختلفين للحكم الرأسمالي، بل بين الرأسماليين ومناهضي الرأسمالية. إن حملة الحرب النفسية الطويلة التي تم شنها تحت راية “الشمولية” الخادعة قد فعلت الكثير لإخفاء هذا الخط الفاصل من خلال تقديم الشيوعية بشكل مخادع كشكل من أشكال الفاشية. وكما أوضح (الفيلسوف الايطالي. ط.ا) دومينيكو لوسوردو وآخرون بدقة وتفصيل تاريخي كبير، فإن هذا مجرد هراء أيديولوجي.
https://www-youtube-com.translate.goog/watch?v=kMxrFxDKDiw&_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp&_x_tr_hist=true

وبالنظر إلى الطرق التي يميل بها النقاش العام الحالي حول الفاشية إلى تأطيره في علاقته بالمقاومة الليبرالية المزعومة، فمن الصعب أن تكون هناك مهمة أكثر ملاءمة من تلك المتمثلة في إعادة النظر بدقة في السجل التاريخي لليبرالية وفاشية موجودة بالفعل. وكما سنرى حتى في هذه النظرة الموجزة، فإنهم بعيدًا عن كونهم أعداء، فقد كانوا – أحيانًا ماكرين، وصريحين أحيانًا – شركاء في الجريمة الرأسمالية. ومن أجل الجدال والإيجاز، سأركز هنا في المقام الأول على وصف ظرفي للحالتين غير المثيرتين للجدل في إيطاليا وألمانيا. ومع ذلك، فمن الجدير بالذكر في البداية أن الدولة البوليسية العنصرية النازية والثورة الاستعمارية – التي تجاوزت قدرات إيطاليا بكثير – تم تصميمها على غرار الولايات المتحدة .
Hitler s American Model: The United States and the
Making of Nazi Race Law
https://www-amazon-com.translate.goog/Hitlers-American-Model-United-States/dp/0691183066/ref=sr_1_1?dchild=1&keywords=the+nazi%27s+american+model&qid=1602191574&sr=8-1&_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp

التعاون الليبرالي في صعود الفاشية الأوروبية
من الأهمية بمكان أن تنشأ الفاشية في أوروبا الغربية داخل الديمقراطيات البرلمانية بدلاً من التغلب عليها من الخارج. صعد الفاشيون إلى السلطة في إيطاليا في لحظة أزمة سياسية واقتصادية حادة في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ثم في وقت لاحق الكساد الكبير. كان هذا أيضًا هو الوقت الذي شهد فيه العالم للتو أول ثورة ناجحة مناهضة للرأسمالية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. موسوليني، الذي اكتسب خبرة كبيرة في العمل لدى MI5 لتفكيك حركة السلام الإيطالية خلال الحرب العالمية الأولى، حصل لاحقًا على دعم من كبار الرأسماليين الصناعيين والمصرفيين. لتوجهاته السياسية المناهضة للعمال والمؤيدة للرأسمالية.
Recruited by MI5: the name s Mussolini. Benito Mussolini
https://www-theguardian-com.translate.goog/world/2009/oct/13/benito-mussolini-recruited-mi5-italy?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp
https://www-theguardian-com.translate.goog/world/2009/oct/13/benito-mussolini-recruited-mi5-italy?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp
كان تكتيكه هو العمل داخل النظام البرلماني، من خلال حشد المؤيدين الماليين الأقوياء لتمويل حملته الدعائية الموسعة، بينما كانت قمصانه السوداء تدوس بعنف على صفوف الاعتصامات ومنظمات الطبقة العاملة. في أكتوبر من عام 1922، قدم له كبار رجال اتحاد الصناعة وكبار قادة البنوك الملايين اللازمة للمسيرة إلى روما كاستعراض مذهل للقوة. ومع ذلك، لم يستولي على السلطة. وبدلا من ذلك، كما أوضح دانييل جيرين في دراسته الرائعة “الفاشية والشركات الكبرى”، تم استدعاء موسوليني من قبل الملك ( فيكتور عمانوئيل الثالث. ط.ا) في 29 أكتوبر وتم تكليفه، وفقا للمعايير البرلمانية، بتشكيل مجلس الوزراء. سلمت الدولة الرأسمالية نفسها دون قتال، لكن موسوليني كان عازما على تشكيل أغلبية مطلقة في البرلمان بمساعدة الليبراليين. لقد دعموا قانونه الانتخابي الجديد في يوليو 1923 ثم شكلوا قائمة مشتركة مع الفاشيين للانتخابات في 6 أبريل 1924. حصل الفاشيون، الذين لم يكن لديهم سوى 35 مقعدًا في البرلمان، على 286 مقعدًا بمساعدة الليبراليين.
Fascism and Big Business
https://www-amazon-com.translate.goog/exec/obidos/ASIN/0873488784/counterpunchmaga?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp

وصعد النازيون إلى السلطة بنفس الطريقة تقريبا، من خلال العمل داخل النظام البرلماني وكسب تأييد كبار رجال الصناعة والمصرفيين. وقد قدم الأخيرون الدعم المالي اللازم لتنمية الحزب النازي وتأمين النصر الانتخابي في سبتمبر 1930 في نهاية المطاف. وتذكر هتلر لاحقًا، في خطاب ألقاه في 19 أكتوبر 1935، ما يعنيه الحصول على الموارد المادية اللازمة لدعم 1000 نازي. الخطباء (الذين يلقون الخطابات تمجيدا للفوهرير وللنازية. ط.ا ) بسياراتهم الخاصة، الذين يمكنهم عقد حوالي 100000 اجتماع عام على مدار العام. وفي انتخابات ديسمبر/كانون الأول عام 1932، رفض زعماء الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذين كانوا أقصى يسار الليبراليين المعاصرين ولكنهم شاركوا أجندتهم الإصلاحية، تشكيل تحالف مع الشيوعيين ضد النازية. كتب مايكل بارينتي : “كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى في الماضي والحاضر، كذلك في ألمانيا، فإن الديمقراطيين الاشتراكيين يفضلون التحالف مع اليمين الرجعي بدلاً من إقامة قضية مشتركة مع الحمر”.
The Book
http://citylights.com/book/?GCOI=87286100403620
(انظر ايضا: بروفسور مايكل بيرينتي الذي عادته المؤسسة الأكاديمية بسبب ماركسيته- اللينينية ومواقفه الثورية يفضح أكاذيب الرأسمالية وجنودها الأذلاء بخصوص التجارب الشيوعية في البلدان الاشتراكية السابقة والحالية.
Thank you, Michael Parenti
https://www.facebook.com/100032726692341/videos/295992544834966
ط.ا.).

قبل الانتخابات، قال مرشح الحزب الشيوعي إرنست تيلمان إن التصويت لصالح المشير المحافظ فون هيندنبورغ (رئيس المانيا وقتها. ط.ا) كان بمثابة تصويت لهتلر وللحرب. بعد أسابيع فقط من انتخاب هيندنبورغ، دعا هتلر ليصبح مستشارًا.

وصلت الفاشية في كلتا الحالتين إلى السلطة من خلال الديمقراطية البرلمانية البرجوازية، حيث قام رأس المال الكبير بتمويل المرشحين الذين سينفذون أوامرها بينما خلقوا أيضًا مشهدًا شعبويًا – ثورة زائفة – حشدت جاذبية جماهيرية. لقد تم استيلاءها على السلطة ضمن هذا الإطار القانوني والدستوري، الذي أمّن شرعيتها الواضحة على الجبهة الداخلية، وكذلك داخل المجتمع الدولي للديمقراطيات البرجوازية. لقد فهم ليون تروتسكي هذا الأمر تمامًا وقام بتشخيص ما كان يحدث في ذلك الوقت ببصيرة رائعة:
THE JEWISH QUESTION
A Marxist Interpretation
https://www.pathfinderpress.com/products/jewish-question-a-marxist-interpretation_by-abram-leon_2

والنتيجة في متناول اليد: الديمقراطية البرجوازية تتحول بشكل قانوني وسلمي إلى دكتاتورية فاشية. السر بسيط بما فيه الكفاية: الديمقراطية البرجوازية والدكتاتورية الفاشية هي أدوات في يد نفس الطبقة، المستغِلين. ومن المستحيل على الإطلاق منع استبدال أداة بأخرى عن طريق اللجوء إلى الدستور، والمحكمة العليا في لايبزيغ، وإجراء انتخابات جديدة، وما إلى ذلك. والأمر الضروري هو تعبئة القوى الثورية للبروليتاريا. إن الشهوة الدستورية تقدم أفضل مساعدة للفاشية.

ولكن بمجرد تأمين سلطتها، كشفت الفاشية عن وجهها الاستبدادي، وتحولت إلى ما أشار إليه تروتسكي بالديكتاتورية العسكرية البيروقراطية من النوع البونابرتي. لقد انطلقت بلا هوادة – بوتيرة مختلفة إلى حد ما في إيطاليا عنها في ألمانيا – لاستكمال المهمة التي تم تعيينها لإنجازها من خلال سحق العمل المنظم، والقضاء على أحزاب المعارضة، وتدمير المنشورات المستقلة، ووقف الانتخابات، واتخاذ كبش فداء والقضاء على الطبقات الدنيا الراديكالية، خصخصة الأصول العامة، وإطلاق مشاريع التوسع الاستعماري والاستثمار بكثافة في اقتصاد الحرب المفيد لمؤيديها الصناعيين. ومن خلال تأسيس الديكتاتورية المباشرة لرأس المال الكبير، دمرت بعض العناصر الأكثر شعبية وشعبوية في صفوفها، في حين سحقت العديد من الليبراليين المشوشين تحت وطأة الحرب الطبقية القمعية.

ولم تسمح الديمقراطية البرجوازية بصعود الفاشية داخل إيطاليا وألمانيا فحسب. فقد كان هذا صحيحاً أيضاً على المستوى الدولي. رفضت الدول الرأسمالية تشكيل تحالف مناهض للفاشية مع الاتحاد السوفييتي، وهو البلد الذي غزته واحتلته أربعة عشر دولة منها في الفترة من 1918 إلى 1920 في محاولة فاشلة لتدمير أول جمهورية عمالية في العالم. خلال الحرب الأهلية الإسبانية، والتي وصفها مؤرخون مثل إريك هوبسباوم بأنها نسخة مصغرة من حرب منتصف القرن الكبرى بين الفاشية والشيوعية، لم تدعم الديمقراطيات الليبرالية الغربية رسميا الحكومة ذات الميول اليسارية التي تم انتخابها. وبدلاً من ذلك، وقفوا مكتوفي الأيدي بينما قدمت قوى المحور دعمًا هائلاً للجنرال فرانسيسكو فرانكو أثناء إشرافه على انقلاب عسكري. ومن المثير للاهتمام للغاية أن فرانكو، الذي أعلن نفسه فاشيًا والذي غالبًا ما يتم تهميشه في المناقشات حول الفاشية الأوروبية، فهم بوضوح ملحوظ سبب اختلاف الخصائص العرضية للفاشية بشكل كبير بناءً على الظروف الدقيقة: “الفاشية، لأن هذه هي الكلمة المستخدمة، أينما تجلت، تمتلك خصائص تختلف باختلاف البلدان والمزاجات الوطنية.” لقد كان الاتحاد السوفييتي هو الذي جاء لمساعدة الجمهوريين الذين يحاربون الفاشية في إسبانيا، حيث أرسل الجنود والمواد. وفي وقت لاحق رد فرانكو الجميل، إذا جاز التعبير، من خلال نشر قوة عسكرية تطوعية لمحاربة الشيوعية الملحدة إلى جانب النازيين. وبطبيعة الحال، سيصبح فرانكو أيضًا أحد أعظم حلفاء الولايات المتحدة بعد الحرب في حربها ضد الخطر الأحمر.

وفي عام 1934، وقعت المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا اتفاقية ميونيخ، التي وافقت فيها على السماح لهتلر بغزو واستعمار منطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا. كتب إريك هوبسباوم : “إن الإحجام التام للحكومات الغربية عن الدخول في مفاوضات فعالة مع الدولة الحمراء، حتى في 1938-1939 عندما لم يعد أحد ينكر الحاجة الملحة للتحالف المناهض لهتلر، هو أمر واضح للغاية. في الواقع، كان الخوف من تركه لمواجهة هتلر وحده هو الذي دفع ستالين في نهاية المطاف، الذي ظل منذ عام 1934 بطل التحالف مع الغرب ضده، إلى الانضمام إلى ميثاق ستالين-ريبنتروب Stalin-Ribbentrop في أغسطس 1939، والذي كان يأمل من خلاله الحفاظ على الاتحاد السوفييتي. خارج الحرب.” ثم تم تقديم ميثاق عدم الاعتداء هذا بشكل مخادع في وسائل الإعلام الغربية باعتباره إشارة لا يمكن إنكارها إلى أن النازيين والشيوعيين كانوا حلفاء بطريقة أو بأخرى.
The Age of Extremes: A History of the World, 1914-1991
https://www-amazon-com.translate.goog/exec/obidos/ASIN/0679730052/counterpunchmaga?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp

الرأسمالية الدولية والفاشية
ولم يكن كبار الصناعيين والمصرفيين، فضلاً عن ملاك الأراضي، في إيطاليا وألمانيا، هم وحدهم الذين دعموا واستفادوا من الصعود الفاشي إلى السلطة. وكان هذا صحيحا بنفس القدر بالنسبة للعديد من الشركات والبنوك الكبرى التي كانت مقراتها الرئيسية في دول الديمقراطيات البرجوازية الغربية. ربما كان هنري فورد المثال الأكثر شهرة لأنه حصل في عام 1938 على وسام الصليب الأكبر من وسام النسر الألماني، وهو أعلى وسام يمكن منحه لأي شخص غير ألماني (كان موسوليني قد حصل على وسام في وقت سابق من نفس العام). لم يكتف فورد بتقديم تمويل وافر للحزب النازي، بل زوده بالكثير من أيديولوجيته المعادية للسامية والمعادية للبلشفية. اقتناع فورد بأن “الشيوعية كانت اختراعًا يهوديًا بالكامل”، على حد تعبير جيمس وسوزان بول،
Who financed Hitler: The secret funding of Hitler s rise to power, 1919-1933
https://www-amazon-com.translate.goog/Who-financed-Hitler-funding-1919-1933/dp/0803790392/ref=sr_1_1?dchild=1&keywords=who+financed+hitler&qid=1593023626&sr=8-1&_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp

شاركه فيه هتلر آيضا، واقترح البعض أن الأخير كان قريبًا جدًا من الناحية الأيديولوجية من فورد لدرجة أن بعض المقاطع من كتاب ” كفاحي” تم نسخها مباشرة من كتاب فورد المناهض للسامية اليهودي الدولي.
(Henry Ford and “The International Jew”
https://www.jstor.org/stable/23881872
ط.ا)
كانت شركة فورد واحدة فقط من الشركات الأمريكية التي استثمرت في ألمانيا، وقد استفاد العديد من البنوك والشركات والمستثمرين الأمريكيين الآخرين بشكل كبير من عملية “الآرية” (استبعاد اليهود من الحياة التجارية والنقل القسري لممتلكاتهم إلى أيدي “الآريين”)، فضلاً عن من برنامج إعادة التسلح الألماني. ووفقاً لدراسة كريستوفر سمبسون البارعة فإن “ستة شركات أميركية رئيسية ـ إنترناشيونال هارفيستر، وفورد، وجنرال موتورز، وستاندرد أويل أوف نيوجيرسي، ودو بونت ـ أصبحت منخرطة بعمق في إنتاج الأسلحة الألمانية”. والواقع أن الاستثمار الأميركي في ألمانيا زاد بشكل حاد بعد وصول هتلر إلى السلطة. يكتب
سيمبسون:
“تظهر تقارير وزارة التجارة أن الاستثمار الأمريكي في ألمانيا زاد بنحو 48.5% بين عامي 1929 و1940، في حين انخفض بشكل حاد في كل مكان آخر في أوروبا “. استخدمت الشركات الألمانية التابعة للشركات الأمريكية مثل فورد وجنرال موتورز، بالإضافة إلى العديد من شركات النفط، العمل القسري على نطاق واسع في معسكرات الاعتقال. على سبيل المثال، قام بوخنفالد بتوفير العمالة في معسكرات الاعتقال لمصنع جنرال موتورز الضخم في راسلهايم، وكذلك لمصنع شاحنات فورد الموجود في كولونيا، واستخدم مديرو فورد الألمان على نطاق واسع أسرى الحرب الروس في أعمال الإنتاج الحربي (جريمة حرب وفقًا لاتفاقيات جنيف).
The Splendid Blond Beast: Money, Law and Genocide in the Twentieth Century
https://www.amazon.com/Splendid-Blond-Beast-Genocide-Twentieth/dp/1567510620

جون فوستر دالاس وألين دالاس، الذي أصبحا فيما بعد على التوالي وزير الخارجية ورئيس وكالة المخابرات المركزية، كانا يديران شركة سوليفان وكرومويل، والتي يعتبرها البعض أكبر شركة محاماة في وول ستريت في ذلك الوقت. لقد لعبا دورًا مهمًا للغاية في الإشراف وتقديم المشورة وإدارة الاستثمار العالمي في ألمانيا، التي أصبحت واحدة من أهم الأسواق الدولية – خاصة بالنسبة للمستثمرين الأمريكيين – خلال النصف الثاني من عشرينيات القرن الماضي. عملت شركة سوليفان وكرومويل مع جميع البنوك الأمريكية الكبرى تقريبًا، وأشرفت على استثمارات في ألمانيا تجاوزت مليار دولار. لقد عملوا أيضًا مع العشرات من الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم، لكن جون فوستر دالاس، وفقًا لسيمبسون ، “أكد بوضوح على المشاريع الخاصة بألمانيا، والمجلس العسكري في بولندا، ودولة موسوليني الفاشية في إيطاليا”. في فترة ما بعد الحرب، عمل ألين دالاس بلا كلل لحماية شركائه في العمل، وحقق نجاحًا ملحوظًا في تأمين أصولهم ومساعدتهم على تجنب الملاحقة القضائية.

وفي حين تركز معظم الروايات الليبرالية عن الفاشية على مسرحها السياسي وغرابة أطوارها العرضية، وبالتالي تجنب التحليل المنهجي والجذري، فمن الضروري أن ندرك أنه إذا سمحت الليبرالية بنمو الفاشية الأوروبية، فإن الرأسمالية هي التي قادت هذا النمو.

من هزم الفاشية؟
ليس من المستغرب أن كانت الديمقراطيات البرجوازية في الغرب بطيئة للغاية في فتح الجبهة الغربية، مما سمح لعدوها السابق، الاتحاد السوفييتي، بالنزيف على أيدي آلة الحرب النازية المؤيدة للرأسمالية (التي تلقت تمويلاً وافراً من الروس البيض).

وفي الواقع، في اليوم التالي لغزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفييتي، أعلن هاري ترومان بشكل قاطع : “إذا رأينا أن ألمانيا تنتصر، فيتعين علينا أن نساعد روسيا، وإذا انتصرت روسيا، فيتعين علينا أن نساعد ألمانيا، وبهذه الطريقة دعهم ينتصرون”. اقتل أكبر عدد ممكن، على الرغم من أنني لا أريد أن أرى هتلر منتصراً تحت أي ظرف من الظروف. بعد دخول الولايات المتحدة الحرب، عمل مسؤولون أقوياء مثل ألين دالاس خلف الكواليس لمحاولة التوسط في اتفاق سلام مع ألمانيا من شأنه أن يسمح للنازيين بتركيز كل اهتمامهم على القضاء على الاتحاد السوفييتي.
Did Truman say this about helping whichever of Germany and Russia were losing during the war?
Yes, in so far as he allegedly told these lines a reporter from the New York Times and was then quoted in that way in the New York Times
https://skeptics.stackexchange.com/questions/52081/did-truman-say-this-about-helping-whichever-of-germany-and-russia-were-losing-du

إن الفكرة المنتشرة على نطاق واسع، على الأقل داخل الولايات المتحدة، بأن الفاشية هُزمت في نهاية المطاف على يد الليبرالية في الحرب العالمية الثانية، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تدخل الولايات المتحدة في الحرب، هي فكرة كاذبة لا أساس لها من الصحة. وكما ذكَّر بيتر كوزنيك، وماكس بلومنثال، وبن نورتون المستمعين في مناقشة جرت مؤخراً ، فإن 80% من النازيين الذين لقوا حتفهم في الحرب قتلوا على الجبهة الشرقية مع الاتحاد السوفييتي، حيث نشرت ألمانيا 200 فرقة (مقابل 10 فقط في الغرب). لقد ضحى 27 مليون سوفييتي بحياتهم في محاربة الفاشية، في حين مات 400 ألف جندي أمريكي في الحرب (وهو ما يعادل حوالي 1.5% من عدد القتلى السوفييت). ففي المقام الأول، كان الجيش الأحمر هو الذي هزم الفاشية في الحرب العالمية الثانية، والشيوعية – وليس الليبرالية – هي التي تشكل الحصن الأخير ضد الفاشية. وينبغي أن يكون الدرس التاريخي واضحا: لا يمكن للمرء أن يكون مناهضا للفاشية حقا دون أن يكون مناهضا للرأسمالية.
CORRECTING WWII HISTORY: HOW THE USA ERASED THE USSR VICTORY OVER NAZI GERMANY – WITH PETER KUZNICK
https://moderaterebels-com.translate.goog/wwii-history-ussr-nazi-germany-peter-kuznick/?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp

أيديولوجية العداءات الكاذبة
إن البناء الأيديولوجي للعداءات الزائفة، في حالة الليبرالية والفاشية، يخدم أغراضًا متعددة:
+ إنه يؤسس جبهة الصراع الأساسية كجبهة بين المواقف المتنافسة داخل المعسكر الرأسمالي.

+ إنه يوجه طاقات الناس إلى الصراع حول أفضل الأساليب لإدارة الحكم الرأسمالي بدلا من إلغائه.

+ إنها تقضي على المباديء الحقيقية لترسيم الصراع الطبقي العالمي.

+ إنها تحاول ببساطة إخراج الخيار الشيوعي من على الطاولة (بإزالته بالكامل من ميدان النضال، أو تقديمه بشكل مخادع كشكل من أشكال “الشمولية”).

وعلى غرار الأحداث الرياضية، التي تعتبر طقوسًا أيديولوجية مهمة جدًا في العالم المعاصر، فإن منطق الخصومات الكاذبة يضخم ويضخم كل الاختلافات الشخصية والمنافسات الشخصية بين فريقين متعارضين إلى حد أن المشجعين المسعورين ينسون أنهم يلعبون نفس اللعبة في النهاية.

في ظل الثقافة السياسية الرجعية للولايات المتحدة، التي حاولت إعادة تعريف اليسار على أنه ليبرالي، من الأهمية بمكان أن ندرك أن المعارضة الأساسية التي شكلت، وما زالت تنظم، العالم الحديث هي المعارضة بين الرأسمالية – والتي يتم فرضها والحفاظ عليها من خلال الأيديولوجية والمؤسسات الليبرالية، بالإضافة إلى القمع الفاشي، اعتمادًا على الزمان والمكان والسكان المعنيين – والاشتراكية. ومن خلال استبدال هذا التعارض بالمعارضة بين الليبرالية والفاشية، تهدف أيديولوجية التناقضات الزائفة إلى تحويل معركة القرن إلى مشهد رأسمالي وليس إلى ثورة شيوعية.
…….
المقالة
Liberalism and Fascism: Partners in Crime
BY GABRIEL ROCKHILL
https://www-counterpunch-org.translate.goog/2020/10/14/liberalism-and-fascism-partners-in-crime/?_x_tr_sl=en&_x_tr_tl=ar&_x_tr_hl=de&_x_tr_pto=wapp