مقاطعة الاحتلال ليست عداء للسامية… و«التبولة» إسرائيلية «الكبة» صهيونية والفلافل «أدرعيّة»!!!
بيدر ميديا.."
مقاطعة الاحتلال ليست عداء للسامية… و«التبولة» إسرائيلية «الكبة» صهيونية والفلافل «أدرعيّة»!!!
شهدت منصات التواصل الاجتماعي العربية والعالمية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، دعوات وحملات لمقاطعة بعض العلامات التجارية العالمية؛ بسبب دعمها أو دعم وكلائها لجيش الاحتلال، الذي يستمر في عدوانه المتواصل على قطاع غزة.
وقد دعت هذه الحركات إلى عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً، وملاحقة جنرالات الاحتلال في المحاكم الدولية لارتكابهم جرائم حرب راح ضحيتها ما يقارب 20 ألف فلسطيني وآلاف المفقودين والجرحى، ناهيك عن تشريد أكثر من نصف سكان القطاع على مرأى من «العالم الحر» وحياد كاذب هو أقرب إلى الخندقة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفيما قوبلت هذه الدعوات باستخفاف شديد وتشكيك بجدواها من ذيول المطبّعين، إلا أنها موقف أخلاقي وإنساني يعكس قوة الرفض لـ»حق الفيتو الأمريكي» ولمنطق القوة الذي يسود عالم اليوم.
وبينما يرى الاحتلال أن حركات المقاطعة التي تتصاعد يوماً بعد يوم من أكبر «الأخطار الاستراتيجية» التي تفضح صورته، يذهب بعض منظريه إلى محاولة الربط الخبيثة بين نقد سياسات إسرائيل الدموية وبين فكرة «معاداة السامية» التي يرفضها الجميع. وأولهم الضحايا في فلسطين الذين دفعوا وما يزالون يدفعون ثمن جريمة الهولوكست، التي ارتكبها الأوروبيون، ويدفع فاتورتها العرب والفلسطينيون. والهدف من ذلك كله تبرير جرائم الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من حقهم في إقامة دولتهم المستقبلة.
وقد نجحت حركات المقاطعة بتسجيل نتائج ملموسة على أرض الواقع. ففي تقرير نشرته قناة «الجزيرة» قال المتحدث باسم شركة «بوما» الألمانية للملابس الرياضية إنها بصدد إنهاء رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم العام المقبل. وأضاف المتحدث في بيان عبر البريد الإلكتروني «بينما وقع منتخبان وطنيان حديثاً اتفاقاَ سيتم الإعلان عنه في وقت لاحق من هذا العام، ستنتهي في 2024 عقود عدد من الاتحادات الوطنية مثل إسرائيل وصربيا».
وتابع المتحدث أن الشركة «اتخذت هذا القرار في 2022 كجزء من إستراتيجيتها الجديدة، والتي تتماشى مع الجداول الزمنية لتصميم وتطوير قمصان الفريق».
وكانت حركة المقاطعة التي يقودها ناشطون داخل وخارج فلسطين، قد دعت لمقاطعة شركة «بوما» – قبل عملية طوفان الأقصى – بسبب رعايتها للمنتخب الإسرائيلي.
كذلك نجحت تحرّكات اعتراضية في الضغط على شركة زارا للملابس الجاهزة، لسحب الإعلان الترويجي لتشكيلتها الجديدة، والذي حاكى مشاهد الدمار والقتل في غزّة. ولم تعتذر الشركة عن الإساءة التي أقدمت عليها، إلا أنّها عبّرت في بيان عن أسفها لـ»سوء فهم» الجمهور للحملة الإعلانية، مدّعيةً أنه تمّ إعداد الحملة وتصويرها في تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر الماضيَين. وزادت دعوات المقاطعة قوة وامتدت لتشمل المزيد من الشركات والمنتجات عقب عدوان الاحتلال على القطاع.
إذن المقاطعة أضعف الإيمان.. المقاطعة نجت مع بوما، وستنجح مع منتجات أخرى صديقة للاحتلال وداعمة له.. المقاطعة هي الحل الممكن الذي يستطيع جميعنا القيام به، دون أن ننتظر من حكوماتنا العتيدة إيقاف قطار التطبيع الذي يعلم الله أن غزة أوقفته إلى أجل بعيد.
«بطولات» إسرائيلية!
لا يمكن إلا وأن نشيد ببطولات الاحتلال الأخيرة.. بطولات أبهرت العالم أجمع؟! كيف لا وقد استطاع جندي كسر الألعاب في متجر صغير في غزة وتدميرها كلها.. هو لم يكسرها وحدها، بل كسر الباب أيضاً قبل أن يدخل.. نعم التفاصيل مهمة للغاية والتطرق إليها بأمانة غاية في الأهمية، فالمصداقية عندما يتعلق بالجنود الأبطال هي أقل ما يمكننا أن نقدمه لهم.
ليس هذا فقط لقد تمكن عدد من الجنود الإسرائيليين من الاشتباك مع جدران مدرسة فارغة ولقنوها درساً لن تنساه. جدران غزاويّة زرقاء ومتخلفة لم تنحن للأبطال ولم تكترث لهم. بقيت واقفة كالبلهاء لا تتحرك تتلقى لكماتهم بصمت كيّاد. هكذا استمروا بإطلاق النار عليها دون توقف فسجلوا رقماً قياسياً، يحسدون عليه، في موسوعة «غينيس» وتحديداً في قائمة التشاجر مع الحيطان.
ولا ننسى طبعاً حربهم الرابحة ضد الكتب. لقد أسقطوها جميعاً.. هي الأخرى كاذبة.. كلها كاذبة.. لا تذكر مجد إسرائيل ولا تحكي عن تاريخها، الذي يمتد لآلاف السنين ولا عن ثقافتها العريقة.. حتى كتب الطبخ مضللة.. فهي لا تعترف بأن التبولة إسرائيلية والكبة صهيونية والفلافل «أدرعيّة» نسبة لأفخاي أدرعي، المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي. فهو من أكد لنا في أحد فيديوهاته الفكاهية أن الطعمية أو الفلافل هو الصحن الإسرائيلي المفضل بالنسبة له ولكثير من الإسرائيليين، وهو جزء لا يتجزأ من المطبخ الإسرائيلي! كل الكتب عدوة للمحتل.. لذلك تستحق الحرق والضرب والسحق والقصف بكل أنواع الصواريخ واستخدام الأسلحة الممنوعة دولياً للقضاء عليها.
أما أكبر البطولات وأهمها فكانت تعرية امرأة حامل ومحجبة من ثيابها وضربها على بطنها وتهديدها بالاغتصاب. هكذا «ادعت» ريم، سيدة فلسطينية في شهرها الخامس، لكننا طبعاً لا نصدقها. هي فقط تحاول خدش صورة الجنود الإسرائيليين الرائعة وتلبيسهم عنوة ثوب الشياطين.. هم كانوا يحاولون تفتيشها وحين علموا أنها تخفي في بطنها جنيناً قد يصبح مشروع «إرهابي» أرادوا أن يسقطوه! هي من أخفت في أحشائها الإرهاب، وهم تمكنوا بنجاح من التغلب عليه.. لكن الجنين عنيد لم يسقط، وأمه ما زالت بخير.. ذلك الجنين هو غزة الصامدة.. أما أمه فهي تمثل الشعب الفلسطيني، الذي يحتضن أرضه ويحتمل التجويع وكل أنواع العذابات والموت كي لا تسقط غزة.. ولن تسقط غزة!