المقاومة تواجه مرتزقة من جيوش عالمية… ومطالب بوضع قائمة «للمتنطعين والمتنطعات»!
كشفت عملية «طوفان الأقصى» عن حقيقة الإعلاميين العرب، فبدوا منقسمين الى فئتين، واحدة تركن إلى الصمت وعدم الإدلاء بالموقف الضروري في الوقت المناسب، والصمت في هذه الحالة تزكية لجرائم العدو ومجازره في حق الشعب الفلسطيني.
وفئة أخرى من المنتمين لوسائل إعلام خاصة لا تتردد في الجهر بإدانة حرب الإبادة، وضخ معنويات جديدة في المقاومة الفلسطينية خصوصًا والشعب العربي هموما، وذلك من موقع المسؤولية القومية والإنسانية.
غزة ليست مشهدا واحدا!
من بين هؤلاء الإعلامي التونسي المهاجر صالح الأزرق، نجم قناة «الحوار»، الذي يركز ظهوره اليومي على تقديم الدعم الإعلامي لعملية «طوفان الأقصى»، من منطلق إيمانه بأننا «عندما نتحدث عن غزة، فغزة ليست مشهدا واحدا، إنها ليست دمارا وأشلاء فقط، بل هناك صمود سوف يذكره التاريخ. هناك مقاومة تحفر الصخر وتتصدى لجيوش ظالمة. إن الذين يواجهون المقاومة ليسوا مرتزقة المحتل فحسب، بل هم كذلك مرتزقة من جيوش عالمية أخرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.»
وأكد أن هذه المقاومة تصمد وتستبسل وتحقق انتصارات في مواجهة هذه العصابات الصهيونية الإجرامية المتهالكة والمرعوبة. «نعم، هناك دمار، وهناك حصيلة ثقيلة من الشهداء، لا أحد يقلل من ذلك، ولكن معارك التحرير لم يحقق فيها أصحابها النصر دون فاتورة» وفق تعبير صلاح الأزرق الذي أعطى المثال التالي: «انظر الدول التي قاتلت النازية. مدينة ستالينغراد طُحنت طحنا، ومع ذلك استطاع السوفيات أن يلحقوا الهزيمة بالألمان ويكبدوهم خسائر كثيرة.»
وبالصراحة نفسها، يتابع الإعلامي التونسي: «المواطن الفلسطيني يتألم، بعدما دفع فواتير كبيرة، لكن كل هذا الدمار وكل هؤلاء الضحايا هم ثمن استعادة فلسطين، كل فلسطين. والشعب الفلسطيني الآن يلتف حول المقاومة، فلماذا تحاول الدول العربية أن تنزل (الحيطة)»؟
وخاطب المسؤول العربي قائلا «ارفع رأسك الى السماء! ما دامت المقاومة صامدة فسوف تنتصر. الشعب الفلسطيني قال أنا معك، فلماذا تقدم حلولا توصف بأنها ترقيعية؟ قالوا نتوقف أسبوعا أو أسبوعين، ونتفاهم حول عدد الأسرى المراد الإفراج عنهم.. يعني كله برضى «إسرائيل»؟ كلا. تبنّوا ما تطرحه المقاومة ترفعوا من قيمتكم ومن قيمة المقاومة.»
ووجه نداء مباشرا إلى الجمهور العربي: «أنت الذي تتابعني الآن، هل فكرت في المقاطعة، وأنت ترى إخوانك يُذبحون أو يساقون إلى المعتقلات بأيادٍ صهيونية مجرمة وخبيثة؟ هل فكرت في المقاطعة كأضعف الإيمان؟ أم إنك من النوع الذي يأكل ويشرب ويلبس، ولا يهتم؟ أجبني بصدق!»
بهاء السردية الفلسطينية
صباح الأربعاء، بدا الإعلامي المصري المعارض معتز مطر مبتهجا منتشيا، لا تكاد الفرحة تسعه، إذ خصص الحلقة الجديدة من برنامجه «مع معتز» المبثوث على قناته الخاصة للمنعطف الجديد في المعركة بين المقاومة الفلسطينية الباسلة وجيش العدو الصهيوني. وأفاد أن خسائر الكيان هي الأكبر خلال 48 ساعة على كل الأصعدة، وبالأرقام 120 شخصا ما بين قتيل وجريح خسرهم الكيان الاسرائيلي على جبهتي غزة وجنوب لبنان.
وأضاف إلى المشهد، الذي وصفه بالغريب معطيات أخرى: ضرب منصة غاز إسرائيلية ومحطة كهرباء؛ وهجوم بمسيّرة استهدف قاعدة تضم قوات أمريكية في أربيل شمال العراق؛ وارتفاع أسعار شحن الحاويات في أوروبا بسبب مشاكل «باب المندب»؛ ووجود حالة من الإحباط بين أوساط الرأي العام المحلي الإسرائيلي بسبب انكشاف زيف أسطورة التفوق لدى جيش العدو.
لكن معتز مطر وهو يعيش بهاء السردية الفلسطينية، لم ينس أن يثير الانتباه إلى الذين يحاولون الإساءة لها من فنانين وإعلاميين، وطالب بوضع قائمة بأسمائهم، قائلا «أرجو ألا تنسوا تسجيل أسماء كل المتنطعين والمتنطعات في هذه الأمة. هذه قائمة مهمة، سنحتاجها فيما بعد. كل الذين تاجروا بالقضية، كل الذين تاجروا بتلك الدماء، كل الذين رقصوا وغنوا في الحفلات، من مطربين ومطربات وراقصين وراقصات، كل الذين أباحت لهم أنفسهم هذا اللهو في ذلك التوقيت. الأمة التي تنسى مثل تلك القوائم تدفع الثمن غاليا… تذكروا!»
ناصر وجبورة!
على قناة «الجزيرة» الفضائية، بثت حلقة جديدة من برنامج «فوق السلطة»، بدأها الإعلامي نزيه الأحدب بالقصة التالية: جبورة، مغترب في أوروبا، لسانه عربي، لكن قلبه إسرائيلي، يعبّر عن ذلك بكل فخر ودون خجل.
جاره ناصر، مسلم عربي مناصر للحق أينما كان، بدءًا بفلسطين. يؤكد ذلك في فكره وقوله والعمل.
التقيا هذا الأسبوع، فقال جبورة:
ـ لاحظ يا ناصر كيف أن إرهابيي «حماس» دمروا غزة، بعد إجبارهم «إسرائيل» على ممارسة حقها في الرد!
رد عليه ناصر:
ـ لكن الاحتلال يردّ بقتل الأطفال والنساء. نسأل الله وحده أن يحميهم، وأن يكتب النصر للمقاومة.
قال جبورة:
ـ هذا الذي تفلحون فيه، تشجعون الفلسطينيين على الموت وأنتم مرتاحون في بيوتكم.
ففاجأه ناصر برد من عيار 205:
ـ أنت تعلم أنني وملياري مسلم ممنوعون من الوصول إلى غزة؛ لكن وصولك إلى كيان «إسرائيل» متاح. فلماذا تناصر حبيبتك «إسرائيل» عن بعد، يا «جبورة»؟!