الإفراج عن كتاب “أبو عبيدة” بعد سحبه من معرض القاهرة.. ومؤلفه: جعل من البلاغة مفرزة هاون
بيدر ميديا.."
الإفراج عن كتاب “أبو عبيدة” بعد سحبه من معرض القاهرة.. ومؤلفه: جعل من البلاغة مفرزة هاون
القاهرة- “القدس العربي”: على أحد أرفف معرض القاهرة الدولي للكتاب غلاف حمل صورة المتحدث باسم “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ملثم بكوفيته الحمراء، ومعنون بـ “أبو عبيدة.. قائد سلاح الحرب الإعلامية”.
جذب الكتاب اهتمام رواد المعرض، فالتقط الكثير منهم صوراً وهم يحملون الكتاب، ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يثير قرار إدارة المعرض سحبه من العرض جدلاً واسعاً، انتهى مع قرار الهيئة العامة المصرية للكتاب الإفراج عنه، أمس الأربعاء، وطرحه ضمن أجنحة المعرض.
الكاتب والروائي المصري سيد دواد المطعني، مؤلف الكتاب، قال لـ “القدس العربي” إن الكتاب يرصد تطور خطاب المقاومة الفلسطينية الإعلامي من خلال خطابات “أبو عبيدة”.
المؤلف: الكتاب يرصد تطور خطاب المقاومة الفلسطينية الإعلامي من خلال خطابات “أبو عبيدة”
وأضاف المطعني أن إعلام الاحتلال الصهيوني هاجمَ الكتاب، وطالبَ برفعه من المعرض، لكنه أكد أن قرار رفع الكتاب لأيام جاء من خلال أحد مسؤولي المعرض الذي طلب فحصه قبل أن يتأكد أنه لا يدعو للإرهاب أو التطرف، فقررت الهيئة إعادة عرضه.
يرد المطعني عن اتهامٍ واجَهَه خلال الأيام الماضية، بشأن الفترة التي استغرقها لإعداد الكتاب، وهي أقل من شهرين، بعد اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فقال: “البعض اعتقد أني اخترت فكرة الكتاب ورتّبت عناصره وجمعت معلوماته وكتبته خلال شهرين، باعتبار أن معرفة الناس بأبي عبيدة جاءت بعد عملية طوفان الأقصى، لكني أتابعه منذ سنوات”.
وأضاف: “تَفتّح وعيي على القضية الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، عام 2000، واستشهاد محمد الدرة الذي كان في نفس عمري وقتها، وكنت أتابع قيادات المقاومة، وبدأت معرفتي بأبي عبيدة، عام 2012، عندما ظهر للمرة الأولى، لكنه لفت نظري عام 2014 في معركة “العصف المأكول”، ثم في 2021 في معركة “سيف القدس”، وبالتالي جمع المعلومات عن خطابات المقاومة وما شهدته من تطور استغرق سنوات، وليس شهرين”.
إعلام الاحتلال الصهيوني هاجمَ كتاب “أبو عبيدة”، وطالبَ برفعه من المعرض
وتابع: “خطاب المقاومة تطور من مجرد عرض الخبر، إلى التهديد والحرب النفسية، وفرض السيطرة على مدن الأرض المحتلة”، لافتاً إلى أن “تطور خطاب المقاومة بدأ عام 2014، خاصة مع واقعة أسر الجندي جلعاد شاليط، وكيف أدار إعلام المقاومة حرب المعلومات مع الاحتلال، بدءاً من الإعلان عن أسر الجندي دون ذكر اسمه، ثم إنكار الاحتلال، ورد المقاومة بعرض الرقم العسكري للجندي الأسير”.
يصف المطعني في كتابه “أبي عبيدة” بأنه “جعل من البلاغة مفرزة للهاون، ومن حروف الهجاء مواد قابلة للاشتعال، ومن الكلمات رؤوساً نووية ثقيلة، إن سقطت على العقول فقدت، وإن هبطت على القلوب اهتزت، وزلزلت صدور أصحابها، تهز صدور المجرمين هيبته، وتسر أفئدة الأحرار طلته”.
ويتابع: “تزلزل كيان الغاصبين كلماته، إذا أشار للحقيقة بإصبعه، خونت بعضهم أصابعهم، وإذا رفع نحو المجد رأسه، نكسوا في الرمال رؤوسهم، يميط ببيانه اللثام عن اللئام، ويخيف عدوّه دون أن يفارق الغمد الحسام، ويبث من بين الأنفاق في باطن الأرض فلسطين، ما يحيي أمل النازحين من الديار، فوقها، ولسان حاله يخبرهم أن العودة باتت أقرب من أي وقت مضى”.