كلمة الشاعرة والإعلامية الدكتورة نوال الحوار
في تكريم الدكتور عبد الحسين شعبان
تحولات – بيروت
السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله..
في هذا المساء الشتوي البارد، الدافئ بحضوركم يسعدنا أن نلتقي معاً في هذا الجمع الكريم بمناسبة جمعتنا في فضاءاتها الفكرية والانسانية وتجمعنا اليوم في دفئها وغناها، في الامها واحلامها.
مرّ اربعة شهور على عملية “طوفان الأقصى” وعلى اطلاق الحرب التدميرية من قبل الجيش الاسرائيلي على غزة واهلها.
تابعنا واياكم ملاحم البطولة والفخر التي سطّرها أهل غزة، كما تابعنا بألم وحزن اداة القتل والتدمير التي حصدت عشرات الألاف من الأرواح البريئة وجلُّهم من نساء واطفال غزة وفلسطين.
ولايسعنا الا أن نكرر ما يقوله اهل الثغور في غزة هاشم، ألا إن النصر أت وقريب بإذن الله.
ولأن غزة هي الحدث والبوصلة فجلّ أنشطتنا الفكرية والثقافية تتمحور حولها، واليوم نحتفي بمفكر موسوعي، ومناضل كبير عمل حثيثا من أجل تحقيق العدالة، بكل ابعادها وشروطها الإجتماعية والسياسية والانسانية وفي المقدمة حق تقرير مصير الشعوب، وحق الشعب الذي ينتزعه بيده لا بيد من يصادر قراراه.
من أبرز مراحل حياة هذا المناضل هو البعد الفلسطيني، الذي أعطى له جزءً كبيراً من حياته ولايزال يعطي إلى الأن وأقصد الدكتور عبد الحسين شعبان الذي، نحتفي بحضوره بيننا اليوم، بكل ما حمل ويحمل من رصيد فكري ووجدان عربي، وتجربة يسارية، وعمق نجفي، وشخصية عراقية، وبعد حقوقي انساني، عبد الحسين شعبان بلا تكلف هو بيت العرب بمنازل شتى، مشرعة ابوابها لنسيم الشام وارز لبنان، ولنشامة الاردن، وفضاء مصر والسودان، من المغرب الى المشرق بيت عبد الحسين شعبان المطل على فضاء عالمي، يأنس هذا الرجل بفضاء انساني غني، كانت فلسطين جذره ونجمته التي لا صباح بدونها، يطول الكلام وتتشعب المسارات في الطريق الى من تحيطونه اليوم بإلفتكم علّها تنجح في اختصار الطريق والمسافة الى جوهرة شعبان التي تشع وتضيئ، وكلما اشتد الظلام تزداد حضورا، وتشدُّ الأبصار اليها بلا كلل ولا ملل.
يغري الحديث عن صديقنا الكبير بالمزيد، لكثرة ما لديه من ابواب الكلام والمعنى، لكن ما يدفعني الى الاقتضاب هي المرايا التي تحملونها، وحبرُ اللغة والفكر الذي تخطونه. لذا نتشوق لسماع انغامه في ليلنا هذا، وعلى طريق الفجر الذي نكابده. عبد الحسين شعبان نجمتنا فهللو لفلسطين، وهاتو الينا بضوء الحسين في زحمة السواد.
ولا بد قبل وبعد أن أوجه الشكر للأستاذ سركيس أبو زيد مؤسس مجلة تحولات الفكرية الذي نلتقي برعايته اليوم علّنا نلتقط بعضا من التحولات التي لا بد ان تختصر الطريق الى المحتفى به.