لا تسمحوا بعقد صفقة أردوغان الاجرامية لمصادرة مياه الرافدين!
علاء اللامي*
لا تسمحوا بهذه الجريمة.. أردوغان في بغداد الاثنين القادم بهدف انتزاع موافقة الحكومة العراقية على مبادلة مياهنا المحجوزة خلف سدود تركيا بضمان تدفق النفظ والغاز شبه المجاني من العراق الى تركيا…يقول الخبر: “قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر إن أردوغان سيجري زيارة رسمية إلى العراق، وإنّ بغداد وأنقرة قد توقّعان “اتفاقية استراتيجية” الإثنين على هامش الزيارة. وكان أردوغان، قد أكد في وقت سابق من اليوم، أن قضية المياه ستكون واحدة من أهم بنود جدول أعماله خلال زيارته للعراق، وأن تركيا تدرس طلبات تقدم بها الجانب العراقي بخصوص المياه، مردفاً بالقول: “هم يريدون منا حلها وستكون خطواتنا بهذا الاتجاه، وهناك أيضاً قضايا تتعلق بتدفق الغاز الطبيعي والنفط إلى تركيا، وسنسعى إلى معالجتها أيضًا”.
هذا ما حذرنا من حدوثه قبل أكثر من ربع قرن وقلنا ان تركيا ستبيعنا مياه أنهارنا بأموال نفطنا وغازنا تطبيقا لمقولة الرئيس التركي الأسبق توركت أوزال (لقد أعطى اللهُ النفطَ للعرب والمياه للاتراك، ومن حقنا ان نقايض مياهنا بنفطهم”!
هل تعرفون ماذا يعني ذلك لو حدث ووافقت حكومة الفساد و الطائفية على هذا الابتزاز التركي؟ انه يعني خسارة أنهارنا الى الأبد ورهن ثرواتنا النفطية والغازية لتركيا تتحكم بها، وهكذا سنشتري مياهنا بنقود نفطنا..وماذا سيحدث حين ينفد النفط وينتهي الغاز؟ سيزول العراق وانهاره من الوجود سيبوء حكام العراق اليوم ومراجعهم وحماتهم بالعار الأبدي…لقد فشل العراق في عقد اتفاقية دولية للتقاسم العادل لمياه الرافدين بموجبةالقانون الدولي بين الدول المتشائطة وفرَّط بما لديه من أوراق قوة هائلة منها تبادل تجاري وحيد الطرف والبالغ عشرين مليار دولار سنويا مع تركيا ولم يهدد مجرد تهديد ولو تلميحا بوقف هذا التبادل وهو عبارة عن استيراد بنسبة تفوق 95 بالمائة. كما فرَّط بورقة تدويل مشكلة المياه وتقديم شكوى للمحاكم والمؤسسات الدولية!
لقد دخلنا منطقة الخطر الشديد والعرق والرافدين في خطر ونحن نعيش على الامطار القليلة منذ أعوام.. يجب منع توقيع الاتفاقية الابتزازية التي يريدها اردوغان وسيوافق عليها الفاسدون في حكم الطائفية السياسية فهؤلاء لايهمهم العراق وانهاره ونخيله ونفطه بل يريدون أن يظلوا حكاما حتى لو حكموا قطيعا من الماعز في البرية ليلطموا فيها براحتهم وسيتولى اردوغان تزويدهم ببعض مياه الشرب!
أختم بالتذكير بما قاله الراحل هادي العلوي مؤسس “لجنة الدفاع عن الرافدين” في تسعينات القرن الماضي، قال: إذا سمح العراقيون بجفاف وزوال دجلة والفرات فسيكونون أهون على الله من بعوض المستنقعات”!
*رابط يوثق الخبر: