الكص / الشاورما / دونار
في أوربا
ضرغام الدباغ
تلعب الوجبة / الأكلة الشعبية المعروفة في دول كثيرة دول المشرق العربي، تركيا، اليونان، دورا
ثقافياً مهماً في حياة سكان هذه المناطق، وتطلق عليها تسميات مختلفة، ولكن القاسم المشترك
بينها، هي أكلة من اللحوم، الدجاج، أو الغم، العجل. وتعرض بشكل بطيئ وتدريجي للنار، الفحم، أو
الغاز، ولرخض ثمنها تعتبر وجبة دسمة، شهية مشبعة، وتلعب جودة اللحوم والشوي ودور صناع
سيخ الكص / الشاورما دورا في أن تكون الوجبة لذيذة جدا،ً أو
متوسطة الجودة،
وقد انتشرت هذه الأكلة الشعبية بدرجة واسعة في البلدان
الأوربية، وحيث تتواجد جاليات عراقية / سورية/ لبنانية/ فلسطينية
/ تركية. وأبتدأ الانتشار منذ بدايات السبعينات، أو في أواسطها،
ولكن منذ أوائل القرن بدأت تنتشر بشكل كثيف جدا،ً ففي برلين
مثلاً لا يخلو شارع منها، بالأحرى بالعديد منه هذه المطاعم التي
بعضها عبارة عن أكشاك، أو مطاعم رسمية. وبات يلعب دوراً هاماً
في حياة السكان، بدرجة بات يؤثر بشدة على سوق الوجبات
السريعة الألمانية )الصوصج / الفورس(، أو الهمبرغر الأمريكي
)المكدونال/ البورغركينع( أو البيتزا الإيطالية. وأعتقد حتى على
الوجبة السريع )فش آند جبس(. وسواها من ألاكلات السريعة التي
باتت مهمة في حياة الشعوب.
وتتراوح وجهات النظر حيال هذا الانتشار الواسع، بين من يعتبرها امتداد ثقافي، ربما يستدعي
الانتباه له، وبين أراء المواطنين الذين يرون فيها أنها وجبة رائعة وبثمن مناسب. وفي مطلع الألفية
)2000( كان سعر وجبة الشاورما )لفة بخبز أو صمون( يتراوح بين 1 يورو إلى واحد ونصف يورو،
في برلين، اليوم تباع ب 7 يورو في برلين، ولكن مع ذلك تجد الناس يقفون في طوابير لشراءه،
ورغم الانتشار الكثيف جداً لمحلات بيع الشاورما العربية والتركية حيث تبلغ محلات البيع )مطعم /
كشك( المسجلة رسمياً في ألمانيا 24 ألف مطعم وكشك. وتبلغ عائدات تجارة
يتراوح وزن سيخ اللحم بين 50 / 60 كيلو من اللحم الخاضع بدقة للرقابة الصحية، وهناك 800
مصنع يتولى تصنيع سيخ الشاورما وتحضيره للتسويق وفق نظام يضمن السلامة الصحية، ويعمل
في مجال تصنيع الشاورما نحو 100 الف شخص، وتبلغ عائدات هذه الصناعة 7 مليار يورة …! بما
في ذلك المصدرة لباقي الأقطار الأوربية. وتحتوى اللفة الواحدة )السندويتش( على 150 غرام من
اللحم، بشرط أن لا تزيد كمية الدهون فيها عن ،%25 والأنظمة الصحية الرسمية تضمن وصول
الأطعمة بأمان ليد المستهلك وهذه مسألة مؤكدة لا ريب فيها.
ويزداد الطلب على الشاورما بأزدياد العرب والمسلمين التي باتت أعدادهم بالملايين، وبذلك تتكاثر
أبضاً معامل صنع الشاورما، وحتى المعامل الصغيرة يمكنها إنتاج 100 كيلو غرام في اليوم الواحد.
وكان أول مصنع قد تأسس في ألمانيا عام ،1982 وبعدها تكاثر عدد المصانع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع : ترك برس