لقد جاء الرد الرادع
كفاح حسن
منذ ليلة أمس و أنا أشعر بغصة كبيرة و حزن شديد لم أشعر به طيلة حياتي.. لقد شاهدت الجماهير المنتفضة في مدينة قلعة دزه و هي تضرم النيران في مقر الحزب الشيوعي الكردستاني.. هذه الجماهير التي قدمنا لأجلها الغالي و النفيس.. نفس الجماهير التي كانت تستقبلنا بترحاب و إحترام و تقدير طيلة السنين.. نفس تلك الجماهير التي عشت معها الظروف الصعبة خلال عملي في قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في الثمانينيات .. و لكن هذه الجماهير وجدت في الحزب الشيوعي الكردستاني الذي ولد ولادة قيصرية من رحم الحزب الشيوعي العراقي, وجدت في هذا التنظيم شيء غريب لا يمت بصلة بتأريخ الشيوعيين في العراق.. لقد تحول هذا التنظيم الى بوق من أبواق السلطة المحلية الفاسدة في الإقليم.
لقد كنت في موسكو في بداية تسعينيات القرن الماضي و عايشت تسلسل الأحداث في إنهيار الاتحاد السوفياتي منذ الإنقلاب العسكري الفاشل ضد غورباتشوف ألى إعلان يلسن إنهيار الأتحاد السوفياتي و حل الحزب الشيوعي السوفياتي.. لقد شاهدت بأم عيني إحتضار الشيوعية السوفياتية. و لم يحزنني هذا المنظر. لأنني أدركت إن هذه نهاية حتمية لنظام حكم منهار.و لكن النيران المشتعلة في مقر الحزب الشيوعي الكردستاني في قلعة دزه أجبرتني على ذرف الدموع .. فحالنا هنا كحال الأب الذي إنتفض ضده أبنائه.. إن هذه النيران هي ناقوس خطر لنا كلنا في الإنتباه لجماهيرنا و تصحيح أخطائنا.. فاليسار و الشيوعيين في العراق جسد واحد من الفاو ألى زاخو, و النار التي ألتهبت في قلعة دزه مست هذه الجسد كله.. إنتهت حجة الفصل البائسة و الممجوجة مابين عراقي و كردستاني.. علينا نحن اليساريين العراقيين سواء داخل الحزب الشيوعي العراقي أو خارجه أن نتحرك بهمة لإستعادة دورنا المفقود وسط جماهيرنا.
و نهضت صباح اليوم, لأفاجأ ببيان مختصر للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني عن الأحداث, بيان ينطبق عليه القول.. العذر أقبح من الفعل.. و لكي لا أتهم بالتضليل أو التشويه, أنشر أدناه نص البيان قبل أن اتجدث عن الثغرات فيه..
( بيان صادرمن المكتب السياسى للحزب الشيوعى الكوردستانى )
يا جماهير شعبنا الكوردستانى المناضل! اثر تراكم الازمة الشاملة في كوردستان والتي كان يستوجب العمل الجدى لمعالجاتها، وتزامنا مع فجوة الثقة الموجودة بين الشعب والحكومة بسبب العوز وتدهور الحياة المعيشية للناس وفقدان الخدمات واتساع البطالة والفقر وانقطاع الرواتب ، اضافة الى الازمة السياسية المتعلقة بادارة السلطة واتساع الفساد وفقدان الشفافبة، اندلعت منذ يوم 18 كانون الاول مظاهرات واعتراضات جماهيرية تخللتها التوترات واعمال العنف والاصطدامات المسلحة والتي أثرت و تؤثر سلبا حسب اعتقادنا على تحقيق المطالب المشروعة وتحسين حياة المواطنين.
ان موقف حزبنا هو كالتالى :
1_ان مطالب الناس والمتظاهرين من اجل ضمان الرواتب وتحسين حالتهم المعيشية مطالب عادلة ، ويدعم الحزب هذه المطالب و يدعو كافة القوى الكوردستانية الى اسنادها والعمل من أجل وضع حد للعوز وتدهور مستلزمات الحياة المعيشية، مما يتطلب اعادة دفع الرواتب وحقوق المواطنين وتغيير السياسة الاقتصادية وتحقيق الشفافية ومواجهة الفساد وتحقيق الاصلاحات في كافة المجالات.
2_يؤكد حزبنا على اهمية السبيل الديموقراطي المدني والاساليب السلمية في التعبير عن مطالب الشعب وفي تبادل السلطة كطريق ضامن لارادة الشعب الكوردستاني في هذا الظرف العصيب لمواجهة جوانب الازمة الداخلية، وأزمة العلاقة مع العراق التي لا يمكن معالجتها من خلال اتفاق حزبي ثنائي. اننا ندعو كافة احزاب السلطة الى التعامل بمسؤولية مع الاحداث، وأن لا يفسحوا المجال لاصدامات مسلحة تهدد مستقبل كوردستان.
3_ سبق وأن طالب حزبنا ومنذ بداية الشهر المنصرم الى ضرورة العودة الى الشعب واجراء انتخابات نزيهة والالتزام بنتائجها كطريق لتحقيق ارادة شعبنا عبر صناديق الاقتراع.
النصر لارادة الشعب ولنضاله الديمقراطي المدني السلمي.
المكتب السياسى
للحزب الشيوعى الكوردستانى- العراق
18-12-2017
هذا البيان الذي يتحدث بلغة يسقط مولانا السلطان.. و أثار إنتباهي في البيان مقطع يقول..
( في هذا الظرف العصيب لمواجهة جوانب الازمة الداخلية، وأزمة العلاقة مع العراق التي لا يمكن معالجتها من خلال اتفاق حزبي ثنائي) .
أزمة العلاقة مع العراق؟؟؟ و هل الإقليم تحول إلى دولة مستقلة, يثير العراق اللعين مشاكل ضدها.. أعتى الأحزاب القومية الكردية لم تكتب كذلك.. لا أدري هل لا يزال الحزب الشيوعي الكردستاني حزب طبقي, أم إنه ترك صراع الطبقات و تفرغ لشن حروب قومية فارغة و خاسرة..
و هنا أوجه ندائي إلى كل اليساريين العراقيين من زاخو إلى الفاو إلى العمل الجدي من أجل أن يستعيد اليسار دوره التأريخي المفقود .. و يستعيد إحترام الجماهير له ..