و كنت . . رائد فهمي
تابعت المقابلة التلفزيونية التي بثتها قناة دجلة الفضائية والتي شارك بها السيد رائد فهمي ( أبو رواء) / سكرتير الحزب الشيوعي العراقي والسيد جاسم الموسوي المستشار الإعلامي للسيد نوري المالكي يوم الأربعاء 28/ 12/ 2017. تابعت المقابلة بلهفة بعد غياب للرأي الشيوعي إستمر بضعة أشهر رغم الأحداث الدراماتيكية التي مر بها العراق .
كنت أتوقع خطابا يتلائم مع المرحلة الخطيرة التي يمر بها العراق خاصة التوقعات لعام 2018 في ظل النزاع الدولي الذي تشارك فيه دول عديدة وسيكون العراق الضحية فيه إذا تركت القوى السياسية الحالية وخاصة الإسلاموية تتلاعب بمصير العراق كما تشاء وكما فعلت طيلة 14 سنة.
لم أحصل من المقابلة إلا الإحباط والصدمة بسبب إستمرار الخطاب الشيوعي المجامل الذي سنه أبو داود ويبدو إنه سيستمر في ظل قيادة أبو رواء. ورغم الفارق العلمي والسياسي والأكاديمي بين السيد فهمي والسيد الموسوي لصالح فهمي ،إلا إن الموسوي المعروف عنه التهريج هيمن على اللقاء، فيما كانت أجوبة السيد فهمي ضعيفة وخجولة ومجاملة، وساقدم لكم الدليل وسأتخيل نفسي رائد فهمي وأجيب بدلا عنه….
أدان الموسوي رفع التيار المدني شعار (بإسم الدين….باكونا الحرامية)) وهو الشعار الذي هز القوى الإسلاموية ..ولازال يرعبها…
وبدلا من تبني الشعار …تنازل عنه السيد فهمي وقال إنه شعار الجماهير وليس شعارنا….
لو كنت مكانه لقلت نعم هذا شعارنا لأنكم -أي حزب الدعوة- هيمنتم على الحكومات لأكثر من 12 سنة وكانت ميزانية الدولة مئات المليارات والنتيجة وصل عدد الفقراء في العراق الى عشرة ملايين وبإمكاني أن أعطي أمثلة عن تضخم ثروات الإسلامويين وخاصة من يرفعون راية الإسلام والذين تم تهريبهم بعلم حزب الدعوة.
قال الموسوي إن الحكومات المتعاقبة منذ 2003 لم تكن إسلامية بل أغلبها مدنيون ليحمل الجميع مسؤولية الفساد.. سكت فهمي ولم يرد، ولو كنت مكانه لقلت كلا.. كانت الحكومات إسلامية / شيعية وسنية،ووجود وزراء من غير تلك الأحزاب لايعني مدنية الحكومة لأن مفاتيح السلطة الأساسية كانت بأيديهم، بل كانت كل السلطات تحت هيمتنهم بما فيها السلطة القضائية والتشريعية ،كما تحالفت هذه القوى مع القوى العشائرية وسكتت على الفساد وبيدها فقط أدوات السلطة وهيئة النزاهة وحتى المحاكم…ولا يجوز لهذه القوى أن تحصد المكاسب وتتهرب من المسؤولية…والدليل إنتشار الفساد في ظل روؤساء وزارات من الدعوة ….والمعروف إن رأس الوحدة الإدارية يتحمل كل المسؤولية …خاصة وإن من يدعي الإسلام يفترض به أن يكون حساسا من شيء إسمه السرقة، فكيف زاد الفساد في ظل قيادتهم.
ألا يتباهى الإسلامويين بأنهم طردوا المحتل لأن رئيس الوزراء منهم وينسبون الأمر لهم فقط، فلماذا لا يتحملون مسؤولية الفساد.
قال الموسوي إن الدعوة ليس حزبا طائفيا ولم يكن له دور في نشر الطائفية ، ولم يرد فهمي ، ولو كنت مكانه لقلت له: يبدو إنكم لا تتعلمون من أخطائكم….كيف لا يكون حزبا لاينتمي له إلا الشيعة ، كيف لا يكون طائفيا ، ومن يراجع التاريخ يعرف إن الدعوة تبنى منهج ولاية الفقيه في الحكم وهو منهج طائفي ….
كانت فرصة ذهبية لفهمي ليوصل رسلة للناس إن الدعوة مصر على منهجه وبالتالي فالمستقبل سيكون أسوا من الماضي ..ولو كنت مكان فهمي لقلت بأنه كان يتوقع من الدعوة أن يكون وطنيا خاصة وهو يدعي دعمه للدولة المدنية ولكن يبدو إن الدعوة يغازل العراقيين وأنه لم يتعلم الدرس رغم الكوارث التي حلت بالعراق.
وعندما إدعى الموسوي إن الإسلاميين هم من حرر العراق من داعش،كانت الفرصة سانحة لفهمي لكي يكون أكثر فطنة، ويكشف موقف الأحزاب الإسلامية… لو كنت مكانه لقلت … هذا دليل آخر على رغبة القوى الإسلاموية في الإستحواذ .. لأن الفضل في إنتصارات الحشد الشعبي يعود لمرجعية السيد السيستاني الذي لايقلده حزب الدعوة بل يقلد السيد الخامنئي والدليل إن محمد باقر الصدر قال ( ذوبوا في الإمام الخميني)..بل إن الأحزاب الإسلاموية شوهت سمعة الحشد الشعبي والدليل تعدد تنظيمات الحشد،ولو ترك الأمر للأحزاب فقط لما تحقق النصر ومايدور من نقاش الآن حول مصير الحشد سببه الأحزاب التي إنشغلت في الدفاع عن أجنحتها العسكرية وأهملت شهداء الحشد وجرحاهم الذن لايحتاجون لدعايات بل لرعاية لا تتوفر لهم.
وعندما إدعى الموسوي إن الأحزاب الإسلامية لم ترفع شعار الإسلام..كان على فهمي أن يرد بقوة …ولو كنت محله لقلت له : إن كل شعاراتكم الإنتخابية كانت تستخدم المقدسات ومنها الدين والدليل إن حزب الدعوة رفع شعار الإسلام طريقنا..وهو شعار الإخوان المسلمين ( الإسلام .. هو الحل) والكل يعرف الإرتباط الفكري للدعوة بالإخوان منذ أيم سيد قطب عندما أغمي على السيد محمد باقر الصدر عند سماعه إعدام قطب….كما إنهم إستخدموا المساجد في حملاتهم الإنتخابية في تصرف مشين لأن بيوت الله لا يجب أن تستخدم في السياسة ..لقد أفسدت الأحزاب الإسلاموية الدين والدليل إن قيمة العمامة أصبحت في موقع أدنى عما كانت عليه قبل 2003 .. والدليل الأقوى ترفع المرجعية عن مقابلة قادة هذه الأحزاب، وأعود لشعار بإسم الدين باكونا الحرامية لأوضح للسيد الموسوي الدرس الذي يجب أن يتعلموه .. إن الشعب صدق الإسلاميين سنة وشيعة بإنهم من أتباع علي وعمر ولكنهم فوجئوا بإنهم عندما أصبحوا في الحكم سلكوا سلوك معاوية والدليل إنهم سكنوا قصور صدام فيما يعاني شهداء الحشد الشعبي وجرحاهم الإهمال بل إن عدد الفقراء تضاعف في ظل الاحزاب الإسلاموية حتى وصل عشرة ملايين فيما تخلى الإمام علي عن دار الخلافة عندما أصبح خليفة لذلك يقول العراقيون إن الشيوعيين أقرب إلى الله من غيرهم لأننا نحن الشيوعيين لانهتم بالسلطة بل نريد عدالة إجتماعية .
وعندما عرض المذيع فيديو للشيخ الكفيشي وهو يهاجم التيار المدني ويتهمهم بالعمالة للغرب،قلت جاءت الفرصة سيستغلها أبو رواء .. وإذا به يصمت ولا يرد .. بالرغم من إن الكفيشي حرض على المدنيين وإتهمهم بالكفر وكان على الشيوعيين رفع دعوة قضائية ضده بتهمة التحريض.
لو كنت مكانه لقلت : هذا الشيخ نموذج لإستغلال الدين في السياسة فهو يستغل عمامته والمسجد ليهاجم خصوم سياسيين بدلا من الوعظ وهو وظيفته الأساسية وهو دليل على محاولة تسييس الدين بعكس رغبة المرجعية والشعب ،وعلى الأحزاب الإسلامية أن تبتعد عن تسييس الدين لمصالحهم ولو كنت محل حزب الدعوة لمنعته من الخطبة….الخ
أما عن الوطنية والعمالة للغرب فكل العراقييين يعرفون إن السيد المالكي كان يتفاخر بدعم السيدة رايس له وإتفاق أميركا وإيران على ترشيحه لدورة ثانية رغم فوز علاوي.. ولكن ضاعت الفرصة على أبو رواء بسبب مجاملته غير المبررة، في وقت يشن الإسلاميون حملات التشهير ضد الشيوعيين والتي ستزداد شراسة مع قرب الإنتخابات لأن الأحزاب الإسلاموية أكثر وعيا من قيادة الحزب الشيوعي بخطورة الشيوعيين عليهم كرمز للنزاهة تعمقت من التاريخ الناصع للشيوعيين كأفراد،ولأن العراقيين لا زالوا يقارنون بين فساد الإسلامويين مقابل نزاهة الشيوعيين،وهو مالم يدركه السيد فهمي.
الأخ رائد فهمي … الإخوة في المكتب السياسي..
ستكون سنة 2018 حاسمة في تاريخ العراق حيث التصارع الدولي وخاصة بين روسيا وإيران من جهة مقابل أميركا والسعودية، وسيكون العراق ملعبا ندفع ثمنه نحن العراقيون إن لم تتغير القيادات الإسلامية …هذه الحالة تتطلب خطابا من نوع خاص ….
لا أريد أن اذكركم بتاريخ ثورة أوكتوبر 1917 فأنتم أعرف بها مني ، ولكنكم تعرفون إن الثورة على القيصر كانت في شباط وكان قادة الحكومة من غير الشيوعيين وسادت الفوضى إلا إن لينين بعبقريته إستغل الوضع وإشتهر بخطاباته النارية والتحريضية وكان يقول إن الجماهير أكثر ثورية من القيادات لذلك رفع شعار الأرض للفلاحين / المصانع للعمال / إنهاء الحرب… فغازل الفلاحين وكانوا الأغلبية والعمال المنتفضين من أجل حقوقهم البسيطة وليس إمتلاك المصانع ووعد الجنود بالسلم لإنقاذ حياتهم، وبسبب خطاباته حشد الجماهير معه وأسقط حكومة شباط وحقق ثورة أوكتوبر..
وكان فهد يهاجم نوري السعيد ( وهو رجل دولة حقيقي وأفضل من الإسلاميين بكثير) ويتهمه بالعمالة ،وبسبب خطابه التحريضي إلتف الكثير من العراقيين حول الشيوعيين إعجابا ببطولاتهم ولأن خطابهم كان هو نفسه كلام الناس..
إذن الخطاب التحريضي ليس عيبا بل هو ضرورة خاصة في مواقع يزداد سوء…بل إن الدعوة بدأ هجومه عليكم وسيتهمكم بالكفر ….فما مبرر المجاملة !!!!!
أنتم من علم العراقيين الثقافة والخطاب ومنكم خرج الجواهري والسياب والنواب وفهد وسلام عادل والمئات من الشعراء الشجعان الذين كانو يواجهون الطغاة بأعنف الألفاظ … أنتم إسطوات الثقافة وأساتذة العمل الجماهيري…
في السبيعينيات إجتمع رئيس الإتحاد الوطني لطلبة العراق بأعضاء الإتحاد ووبخهم لتقدم الشيوعيين في الكليات فقام أحد المشاركين وقال له : رفيق ..صحيح إحنا نغولة…بس الشيوعيين أنغل منا….!!
هل يعقل إنكم لاتملكون عشرين مثقفا متمكنا للظهور على شاشات الفضائيات المتعطشة للكلام الصادم والمثير، خاصة وانتم تملكون معلومات كثيرة تستطيعون بكشفها تعرية القوى الإسلامية وتهزون الشارع وتحرضونه على الطبقة السياسية ..
ألا تستطيعون عمل قنوات على اليو تيوب وهناك أفراد فعلوها….
ألا تعرفون كيف تسخرون عدد من الأشخاص ممن لا يعملون بإسمكم ليقولوا مالم تستطيعون قوله لإعتبارات سياسية..
عشرة ملايين فقير منهم مليوني عاطل هم جماهيركم..خدرتهم القوى الإسلامية بطقوس دينية ..يحتاجون للتوعية …ليعرفو من أفقرهم وليبحثوا عن سعادتهم في الأرض..
سؤال …هل الشيوعيين في العراق هم إثنين فقط …رائد فهمي وجاسم الحلفي…لماذا لانشاهد غيرهم في الفضائيات…
سؤال آخر …أين عريان ..أين كوكب…أين أغانيكم الجميلة التي كان يرددها الفقراء بل وحتى كبار السن….
ألا تعرفون إن الفنانين كلهم معكم…ومع الوطن …لماذا لا تذهبون لهم وتحثوهم على العمل معكم….
أين نشاطكم في المعامل / والشوارع / والمزارع / والجامعات……
ولك عزيزي أبو رواء نصيحة …كلامك سريع وأحيانا لا تكمل جملتك وتدمج فقرات الكلام …خطابك ليس شعبويا بل نخبويا…والغالبية العظمى من الناخبين هم من بسطاء الناس…لذلك لا بأس من أن تتدرب على الخطاب الثوري التحريضي… راجع خطابات لينين..
وأخيرا لو كنت رائد فهمي لألغيت مقرات الحزب وطلبت من الرفاق أن يجتمعوا في بيوتهم …وأن أتوجه بخطاب تاريخي لكل القوى الوطنية العراقية من يساريين وقوميين ولكل عراقي يحب العراق وخاصة من كان شيوعيا أو يساريا أو قوميا ….. واقول في خطابي …قد نكون نحن القيادة الشيوعية أخطأنا في تقديرنا ومواقفنا ولكننا لم نخطىء عن عمد أو لمصلحة فنحن أحفاد فهد وسلام عادل، وإننا نقدر مواقفكم وتذمركم وعتبكم على الشيوعيين…ولكن الكلام والثرثرة لا تنفع لأنها لا تتعدى الغرف والصالات والمقاهي التي تجتمعون بها ….
صحيح إنكم تعلمتم على حياة هانئة في دول المهجر …لكن العراق في ضميركم وهو يستصرخكم لنجدته …وليس أمامكم غير الشيوعيين كقوة منظمة صادقة وعميقة الوطنية ولأن الحزب ليس ملكا صرفا للمكتب السياسي …بل أنتم جميعا ورثة فهد وسلام عادل وكل القيادات الوطنية العراقية وعشرات غيرهم بدء من الرحال وجعفر أبو التمن والجادرجي وصولا لعبد الكريم قاسم وورثة كل التراث الثقافي الوطني الذي أبدعه طه باقر /علي جواد الطاهر / وعلي الوردي وصولا لمطفر النواب..التراث الذي يحاول الإسلامويون مسحه من الذاكرة العراقية … حان أوان العمل ..
لنعمل سوية على توحيد كل قوى اليسار وسنتبنى خطابا جماهيريا ثوريا صادقا صادما يدخل قلوب وعقول العراقيين ويدلهم على بديل وطني بعد أن تمادى الإسلامويين في خداع الشعب وتجهيله…
إنها أمانة علينا جميعا أن نؤديها قبل أن يلعننا التاريخ والأجيال القادم