“مؤمن الملا ” الإنسان و المبدع
ماهر برادعي
تراودني منذ فترة فكرة الكتابة عن المخرج السوري “مؤمن الملا” ، و الحديث عن “مؤمن” أو أي أحد من أبناء الراحل “أدهم الملا”، حيث أشعر و أنا أكتب أنني لست حيادياً , فهذه العائلة تشبعت بالفن إلى حد التخمة، الفن لدى ( آل الملا ) أكثر من مجرد ترف إنها الوجبة اليومية وهي جزء من حياة تبدأ في استديوهات التلفزيون السوري ولا تنتهي في كواليس الإنتاج الدرامي.
“مؤمن الملا ” على الصعيد الإنساني شخص يتمتع بخفة دم عالية، فهو على استعداد أن يسخر من أي شيء وكل شيء إلا أنه لا يشعرك بالضيق , يمسك بأطراف الحديث بتأني العارف والواثق لا تضجر من كلامه بل تنسحب معه إلى غايته دون أن تشعر، وهو زوج و أب و أخ يعرف تمام حدوده و واجباته , فتجده عند كل زاوية دون كلل أو ملل حتى أنك تفاجئ كيف يجد الوقت لإدراك كل واجباته ؟ .
“مؤمن” المخرج والمبدع ينفرد بحس جمالي عالي الطراز يدرك مفاصل العمل الفني فلا تغيب عنه التفاصيل و يدير انتاجه بدقة عالية و يوجه العمل إلى حيث يريد بسلاسة تدهشك , فيرسم شخصياته وحركتها دون عناء وتتحرك عدسته بسلاسة فتأخذ المشاهد إلى أدق التفاصيل ليعيشها بنفسه، ورغم أنه من المتشبثين بالعهد القديم , أي حراس الأعمال الكلاسيكية إلا أنه لا يرفض التحديث في أعماله . . يدرك بحسه الفني أن الجمهور لا يرحم بأحكامه فيبقى على تماس مع كل جديد ولكنه يحسب كل نقلة له حسابات دقيقة .
أذكر أنني أخذت معه وقت طويلا لينتقل من العمل بأنظمة التسجيل والمونتاج القديمة باستخدام الأشرطة إلى أنظمة العمل التي تستخدم الكومبيوتر، كنت استغرب في البداية تردده إلا أنه في يوم قال لي : “أنا من الأشخاص اللذين يحترمون ما يقدمونه ويقدسه , لا يمكنني أن أجعل الأمر مجرد تجربة . . عليٌ أن أكون واثق كل الثقة بما أقوم به” .
يمكنك أن تدرك أن شخصاً يحمل بداخله كل ذلك الحب والاحترام لما يقوم به , يدرك تماماً معنى العمل التلفزيوني واليوم ونحن نتنقل بين محطات التلفزة , نشعر بحاجة إلى أشخاص بحجم “الملا” ، أشخاص يحترمون أعمالهم وجمهورهم .
لابد أن “مؤمن” يرفض هذه السطور ولن يكون سعيداً بها وأدرك أنه سيعلق ضاحكاً ( عم تفاول علي ؟!! ) أنه العزيز “مؤمن الملا” أطال الله بعمره ليقدم للجمهور العربي ما تعودنا دائماً أن يقدمه.
“مؤمن الملا” مخرج سوري
من أهم أعماله :
باب الحارة الجزء الخامس
حمام شامي