السويد : نظرة “السويديين” للعري تتغير مع الزمن
تختلف نظرة الناس للعري والجسد من مجتمع الى آخر , وقد يعتبر المجتمع السويدي من أكثر المجتمعات تقبلاً للعري . . وكل من درس في المدارس السويدية ومارس الرياضة فيها، يعلم بأن الطلبة من ذات الجنس يستحمون عُراة أمام بعضهما بعضا , وكذلك الامر في النوادي الرياضية والمسابح . . لكن في الآونة الأخيرة بدأ العديد من طلبة المدارس تفضيل عدم الاستحمام أمام زملائهم.
يرى “يوناس فريكمان” ، البروفيسور لدى جامعة لوند في علم الأعراق و المعروف أيضاً بعلم الاثنولوجيا، والباحث في نظرة الثقافات المختلفة للجسد وللعري : “بأن المجتمع السويدي أصبح أقل إنفتاحاً على العري الذي كان في الستينات والسبعينات رمزاً للسلام، والمساواة والطبيعة , والسبب بحد تعبيره هو أن الجسد أصبح تجارياً “.
و أضاف “فريكمان” : “ما حدث خلال حوالي العشرين عاماً الأخيرة، هو أن الجسد أصبح تجارياً للغاية , اليوم أصبح العري يستخدم لبيع السلع التجميلية، الملابس، السيارات وغيره , فالجسد أصبح رمزاً جنسياً، و أن خجل الجيل الجديد في السويد من العري، هو شعور بأن أجسادهم ليست جميلة مقارنة بالأجساد المثالية العارية التي يروها في الإعلانات وعلى صفحات التواصل الاجتماعي”.
و بحسب “يوناس فريكمان” تعود فكرة السباحة العارية، والعري الجماعي في أوروبا الى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث دفع الكثير من الناس حياتهم ثمناً لتلك الحرب , وقامت المجتمعات الأوروبية خاصة فرنسا وألمانيا، بالبحث عن تعاليم جديدة للخلاص، وللإنقاذ العالم.
و تابع “فريكمان” : “هنا نشأت القوى النازية والشيوعية والى جانب ذلك نشأ مذهب العري، والذي من خلاله أراد الناس ترسيخ فكرة أن البشر سواسية ولا فرق بينهم , و أول من دعا الى مذهب العري في السويد كان “يوهان ألمكفيست”، البروفيسور في الطب و متخصص بالأعضاء التناسلية , و الذي في عام 1932 أصدر كتاباً بعنوان ” الصحة والعري”، و أشار فيه الى أنه في حال الناس رأوا بعضهما بعضا عاريين، فذلك سيقلل من قوة الانجذاب الى الأجساد، وسيجعل الناس أفضل خلقاً , و كان هنالك حلماً لبناء مجتمع أكثر نظافة وسلام، وأحسن خلقاً، وهذا ما دفع حركة العري الى الامام في السويد”.