“نوري السعيد” و دوره في تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921 – 1958
نوري باشا السعيد (1888 – 1958)، سياسي عراقي شغلَ منصب رئاسة الوزراء في المملكة العراقية 14 مرة بدءا من وزارة 23 مارس 1930 إلى وزارة 1 مايو 1958.
كان نوري السعيد ولم يزل شخصية سياسية كَثُر الجدل والآراء المتضاربة عنه. اضطر إلى الهروب مرتين من العراق بسبب انقلابات حيكت ضده. ولد في بغداد وتخرج من الأكاديمية العسكرية التركية في إسطنبول، خدم في الجيش العثماني وساهم في الثورة العربية وانضم إلى الأمير فيصل في سوريا، وبعد فشل تأسيس مملكة الأمير فيصل في سوريا على يد الجيش الفرنسي، عاد إلى العراق وساهم في تأسيس المملكة العراقية والجيش العراقي.
هو نوري بن سـعيد بن صالح ابن الملا طه القرغولي، ولد ببغداد سنة 1888م، من عائلة من الطبقة الوسطى، حيث كان والده يعمل مدققاً في إحدى الدوائر في العهد العثماني وتعلم في مدارسها العسكرية. وتخرج بالمدرسة الحربية في الآستانة (1906) ودخل مدرسة أركان الحرب فيها (1911) وحضر حرب البلقان (1912-1913) وشارك في اعتناق «الفكرة العربية» أيام ظهورها في العاصمة العثمانية عسكري وسياسي من قادة العراق ومن أساطين السياسة العراقية والعربية وعرابها إبان الحكم الملكي، وزير ورئيس وزراء لفترات متعددة ساهم بتأسيس عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية التي كان يطمح بترأُسِهَا، كانت له ميول نحو مهادنة بريطانيا على الرغم من حسه الوطني العالي.
بدأ حياته ضابطا في الجيش العثماني وشارك بمعارك القرم شمال البحر الأسود بين الجيش العثماني والجيش الروسي وبعد خسارة العثمانيين عاد لوحده من القرم إلى العراق، قاطعا مسافات كبير ما بين سيرا على الأقدام أو على الدواب. انتمى إلى الجمعيات السرية المنادية باستقلال العراق والعرب عن الدولة العثمانية ثم شارك في الثورة العربية الكبرى مع الشريف حسن بن علي، يشير عبد الوهاب بيك النعيمي في مراسلات تأسيس العراق بأنه قد اختير لعضوية المجلس التأسيسي للعراق عام 1920 من قبل الحكومة البريطانية في العراق برئاسة المندوب السامي السير بيرسي كوكس حيث تشير المراسلات بأنه كتبت المس بيل بعد أول لقاء لها مع نوري سعيد: “إننا نقف وجهاً لوجه أمام قوة جبارة ومرنة في آن واحد، ينبغي علينا نحن البريطانيين إما أن نعمل يداً بيد معها أو نشتبك وإيّاها في صراع عنيف يصعب إحراز النصر فيه” وفي اعتقاد السفير البريطاني في بغداد بيترسون بان، نوري باشا ظلّ لغزاً كبيراً، لأنه بات بعد العام 1927 وتحديدا بعد انتحار رئيس الوزراء عبد المحسن بيك السعدون أصبح نوري السعيد صعب الإقناع في بلد لم يتعود الإذعان لرجل أو الخضوع لسلطة ونوري كان يريد بناء العراق برغم كل الدعايات ضده من الحكومات والشعب.
درس في المدرسة الاعدادية العسكرية في إسطنبول كان نوري السعيد دبلوماسيا من الطراز الأول يتحدث الإنجليزية بطلاقة، كان يبدو في مظهره جاداً وحازماً بل وقاسياً عند الضرورة، حاد الطبع، عصبي المزاج، سريع الغضب، الصفات التي لازمته طيلة حياته السياسية، حتى قيل عنه أنه كثيراً ما كان يشترك في المشاجرات والمشاحنات، لكنه إذا ما أراد الوصول إلى غاية ما أو تكريس سياسة ما، فإنه لا يثور ولا يتأثر، بل يتحمل النقد اللاذع من خصومه ويتعمد الغموض في أحاديثه ويوحي لمخاطبيه عن قصد بإشارات متناقضة أو تنطوي على تفسيرات متعددة، وبالفعل، كان نوري مناوراً بصورة فريدة، يعرف كيف يستغل الظروف والمتغيرات ويكرّسها لخدمة أهدافه. كان ميكافيلياً بالفطرة، يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، فكان يجيد اختيار ساعته ويعرف كيف يقتنص الفرص الثمينة لتقوية أوراقه الرابحة له مبدأ خاص في الحكم عرف به وهو مبدأ “خذ وطالب”.
تولى نوري السعيد منصب رئاسة الوزراء في العراق 14 مرة:
23 مارس 1930 – 19 أكتوبر 1932.
20 أكتوبر 1932 – 27 أكتوبر 1932.
25 ديسمبر 1938 – 6 أبريـــل 1939.
7 أبريـــل 1939 – 21 فـبرايــر 1940.
22 فبراير 1940 – 21 مــارس 1940.
9 أكتوبــر 1941 – 8 أكـتوبــــر 1942.
9 أكتــوبر 1942 – 25 ديسمـبر 1943.
26 ديسمبـر 1943 – 3 يـونيـــو 1944.
21 نوفمبر 1946 – 11 مــارس 1947.
6 ينـــاير 1949 – 10 ديسمبر 1949.
15 سبتمبر 1950 – 10 يوليـــو 1952.
2 أغسطس 1954 – 17 ديسمبر 1955.
18 ديسمبر 1955 – 8 يونـــيو 1957.
3 مارس 1958 – 13 مايــــو 1958.
عُرف عن نوري سعيد تعلقه وحبه للقب (الباشا) مذ كان طالبا بالكلية الحربية بالأستانة…كما عُرِفَ عن الباشا تعلقه بكل ما هو بغدادي وعراقي أصيل. فالباشا اشتهر بعشق الاكلات البغدادية الأصيلة، حُبّاً جَمّاً فكان يحب الدولمة والشيخ محشي والتشريب والباجة والتمن والباميا، وكان يطلب أحياناً أن تنقل إليه حيث يكون . . وكان يعرف ما تمتاز به بيوت أصدقائه وخصومه السياسيين، مِن أكلات بغدادية، لذا كان لا يتردد أحياناً عن أخبارهم بقدومه لتناول الغداء عندهم.
كما كان يُحِب تناول الخبز العراقي حاراً مِن تنور أحد جيرانه البُسطاء دون مَحاذير أمنية. كان يُحِب تناول الطعام على الطريقة البغدادية، بدون تكلّف، مُرتدياً دشداشة وبيَده وبدون مَلاعق أو شوكات. اعتاد سَماعَ الموسيقى والأغاني التي يحبها عِبر الراديو مِن إذاعة العراق التي كانت تنقل حفلات نجوم الغناء العراقي كزهور حسين وعفيفة اسكندر وسليمة باشا والقبانجي وناظم الغزالي. أما بَيت الباشا فقد كان كأيّ بيت بغدادي بسيطا بعيدا عَن الزخارف والنقوش والأبهة، وإذا عاد الى البيت كان يلبس الدشداشة أو البيجاما والنعال ويُشغل نفسه بالأمور البيتية كتصليح الراديو أو رَش الحديقة أو مداعبة أحفاده أو رعاية الحيوانات التي كان يقتنيها مِن طيور وقطط وكلاب وقردة (يقول الأستاذ مصطفى القرةداغي: أن غوغاء الثوار نفذوا فيها جميعاً أحكام الأعدام يوم 14 تموز لميولها الاستعمارية ربما!!!).
كما عُرف عن الباشا أيضاً حُبّه للمفاجآت، فقد كان يذهب أيام الصيف لمَكتبه مُرتدياً بنطلوناً قصيراً وقميصاً، وقد يدخل فجأة الى مَجالس خصومه مِن الساسة فيضفي عليها روحاً مَرحة بنكاته الساخِرة وتعليقاته المبطنة. كما عُرف عَن الباشا أنه يلفظ كلمة عراق بضَم العَين (عُراق)، وليس (عِراق)، وحين سُئِل عن السَبَب في لفظِه لها بهذه الطريقة أجاب “لأني لا أريد أن أكسِر عَين العراق”. هكذا كان الباشا، وهكذا كانت روحه الطَيّبة. لذا لكل صفاته هذه وأكثر مما لا مَجال لذكره هنا أحب العراقيون الطيبون الباشا برغم اختلاف الكثيرين مِنهُم مَعه، ولعل هذا هو السِر في أن أحداً لم يُفكر يوماً باغتياله برَغم قيامه بأمور كانت تُخالف أحياناً رأي عَوام الشعب، ورَغم تحريض خصومه المستمر ضدّه وقلة الحراسة عليه.
فما مِن سياسي عراقي حَظيَ بحُب البغداديين وأثارت مزاياه وخِصاله أعجابهم مثل ما حَظيَ به الباشا نوري، سواء أثناء حياته أو بعد مماته، والسِر هو بَغداديته الصَميمية التي كانت تُكوّن مُقومات شخصيته وتحكم طبائعه وسَجاياه، والتي كان البغادلة ولا يزالون يعتزون بها ويفتخرون بمن يبرز بها الى الصَدارة وواجهة الأحداث. هذه الرواية منقولة عن المرحوم العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي السكرتير الشخصي للباشا نوري السعيد كان الباشا نوري السعيد يشغل منصب وزير الدفاع وفي احد الايام اقتضت الحاجة الى قاموس عربي انكليزي علما ان الباشا يجيد اللغة الانكليزية بطلاقة فاوعز بشراء قاموس من مكتبة مكنزي في شارع الرشيد ذهب المرافق الى محاسب وزارة الدفاع وكان في حينها كافة العاملين في الامور المالية من الموظفين المدنيين واخبر المحاسب بطلب الباشا رد المحاسب على طلب الوزير لا توجد تخصيصات مالية في ميزانية الوزارة لشراء قاموس لان هذا طلب شخصي علما ان ثمن القاموس خمسة دنانير – عاد المرافق واخبر الباشا بما قاله المحاسب – رد الباشا على كلام المرافق – هذا المحاسب يستحق ترفيع درجة لانه يحافظ على المال العام – اخرج الباشا محفظته واعطى المرافق خمسة دنانير من جيبه الخاص وقال له اذهب للمكتبة اشتري القاموس.
في الخمسينات كان الباشا نوري السعيد رئيسا للوزراء وكانت دوائر الحكومة معظمها في منطقة القشلة وكان في حينها يبقى بعد الدوام الرسمي حاكم تحقيق (خفر) للنظر في الدعاوى الطارئة المحالة من مراكز الشرطة لمدينة بغداد – في ليل احد الايام زار الباشا حاكم التحقيق وطلب منه غلق التحقيق بقضية معينة وفي صباح اليوم التالي ذهب حاكم التحقيق الى مكتب وزير العدل وبيده طلب (عريضة) يطلب فيها الاستقالة من عمله وعند الاستفسار منه من قبل وزير العدل عن الاسباب شرح له طلب الباشا رئيس الوزراء فكان جواب وزير العدل لا ابني مو انت تستقيل وزير العدل يجب ان يستقيل .. وقام من مكتبه وذهب الى مكتب الباشا رئيس الوزراء وقدم طلب الاستقالة وعند الاستفسار عن السبب قال الوزير انتهى القانون في العراق اجاب الباشا خير شنو صاير وانا ما اعرف اجاب الوزير لا باشا انت تذهب بالليل وتطلب من حاكم تحقيق الخفر غلق القضية الفلانية وهذا خلاف لاحكام القانون – قام الباشا نوري السعيد اعتذر من وزير العدل وذهب الى بيت حاكم التحقيق لان حاكم الخفر ياخذ استراحة في دوام اليوم التالي لخفارته واعتذر منه وقال له هكذا يجب ان يكون حكام العدل بالعراق.
عند ترسيم الحدود بين العراق وايران من قبل الانكليز في ثلاثينات القرن الماضي وضعوا في كل متر مشكلة على الحدود بين العراق مع ايران هذا ديدن خبثهم – في خمسينات القرن الماضي في احد الليالي فتح حرس الحدود الايراني النار على المخفر الحدودي العراقي في منطقة زين القوس في خانقين الذي بسبب نفس هذا المخفر اشتعلت نار الحرب العراقية الايرانية وكان عدد افراد الحرس في المخفر العراقي لا يتجاوز عن خمسة افراد تم اخبار الموقف من قبل وزارة الداخلية الى رئاسة اركان الجيش وفي صباح اليوم التالي تحرك رئيس اركان الجيش الى بعقوبة ومنها الى المنصورية وجلولاء حيث كانت معسكرات الفرقة الثالثة في حينها هناك واستصحب معه امري الوحدات ذاهبا الى منطقة خانقين وجرت العادة في وزارة الدفاع ان يلتقي الوزير مع رئيس اركان الجيش في بداية الدوام الرسمي وفي هذا اليوم لم يشاهد الباشا نوري السعيد رئيس اركان الجيش وعند الاستفسار من هيئة ركنه اخبروه بما حصل امس على الحدود وان رئيس اركان الجيش ذهب الى خانقين فما كان من الباشا إلا ان يستقل سيارته وينطلق باقصى سرعة لها قاصدا خانقين فوجد رئيس اركان الجيش يصدر اوامره الى امري الوحدات لغرض شن هجوم على المخفر الايراني – قال له ماذا تفعل؟؟
شرح رئيس اركان الجيش الى الباشا نوري السعيد ما حصل يوم امس – فقال الباشا الى امري الوحدات اركبوا عجلاتكم واذهبوا الى وحداتكم واوعز الى رئيس اركان الجيش بالركوب مع الباشا ودار بينهم حديث طويل حتى وصولهم الى بغداد واوعز الباشا باعداد برقية شرح فيها ما حدث من اعتداء على المخفر العراقي من قبل حرس الحدود الايراني وارسلت البرقية عن طريق وزارة الخارجية العراقية الى حكومة الشاه ولم تمض 24 ساعة جاء رد الحكومة الايرانية متمثلا بالشاه شخصيا بتقديم اعتذار رسمي الى الحكومة العراقية ومحاسبة الذين تسببوا في هذا الحادث من قبل الشاه شخصيا وتعهد بعدم حدوث مثل هذا الموقف مستقبلا عند ذلك استدعى الباشا رئيس اركان الجيش وقال له اقرأ البرقية وبعد قرائته للبرقية علق الباشا نوري السعيد (مشاكل الحدود ما تنحل بالحروب تنحل بالسياسة).
سنة 1958 قامت الوحدة بين سوريا ومصر كانت في ذلك الوقت تجاذبات سياسية كثيرة وعند ذلك جرى الاتفاق على اقامة الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن وحضر الوفد الاردني الى العراق واختتمت المباحثات يوم 13 تموز 1958 وفي ساعة متاخرة من ليلة 13/14 تموز 1958 ذهب السكرتير الشخصي المرحوم العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي الى بيت نوري السعيد لغرض توقيع محضر اجتماع مباحثات الاتحاد الهاشمي من قبل الباشا نوري السعيد عند دخوله الى البيت يقول المرحوم العقيد الركن فاضل احمد عبد العزاوي وجدت الباشا يرتدي بجاما وجالسا على الزولية وامامه صينية وفي الصينية ماعون كبير فيه طعام فقال لي اتفضل فاضل خوش ثريد بامية يقول المرحوم فاضل العزاوي جلست معه وتناولنا ثريد الباميا وكانت هذه اخر وجبة عشاء يتناولها بهدوء وفي صباح اليوم التالي حدثت الثورة وهرب نوري السعيد ولم ينفذ الاتحاد الهاشمي بسبب قيام الثورة وقتل نوري السعيد. اما المشاريع التي تم بناؤها من قبل مجلس الاعمار قبل الثورة سنة 1958 تعتبر من اهم المشاريع في منطقة الشرق الاوسط الى الوقت الحاضر التي خططت لها حكومة الباشا رحمه الله ومنها :
أ.سد دوكان ومحطته الكهرومائية.
ب.سد ونفق دربندخان الجبلي الشهير الذي يربط طريق السليمانية من جهة كلار.
ج مشروع الثرثار ومحطة كهرباء سامراء الكهرومائية.
د. جسري الجمهورية والائمة في بغداد.
هـ.محطة قطار بغداد العالمية.
و.بناية البلاط الملكي التي سميت لاحقا القصر الجمهوري وبناية مجلس النواب التي سميت لاحقا بناية المجلس الوطني التي لم ينعقد فيها المجلس ولا مرة واحدة والان فيها مقر وزارة الدفاع. في ملفّات وزارة الماليّة وثيقة فيها من العبرة ما يدعو إلى أن نتأمّلها كلّ يوم، لنعرف أين كنّا وكيف أصبحنا …!
تقول الوثيقة، أنّ الجّهات الرّقابيّة أثبتت أنّ الباشا نوري سعيد تجاوز سقف الصّرفيّات المخصّصة له خلال أحد إيفاداته، وصرف مبلغا قدره 100 فلس خارج الضّوابط والتّعليمات …!
ربّما كانت المئة فلس قيمة عشاء، أو مرطّبات طلبها الباشا لأحد ضيوفه في الفندق الّذي يقيم فيه، لكنّها بالتّأكيد لم تكن قيمة صفقة فاسدة، أو عقد وهمي، أو هديّة من النّوع النّادر جلبها الباشا معه لإحدى صديقاته، أو خصّ بها مقاولا متكرّشا بينهما خصوصيّات، ومحرّمات تحت الطّاولة أو بجانبها.. يقول السيد طالب مشتاق في كتابه “أوراق أيامي عن الباشا”: “كان الباشا بغدادياً بكل ما في الكلمة مِن مَعنى ودلالة. كان بغدادياً في أخلاقه وشمائله، وبغدادياً في طعامه وشرابه، وبغدادياً في وفائه لأصدقائه وفي عِشرَته ونُكتِه، وبغدادياً في ذوقه الموسيقي وولعه بالمقام العراقي”. كان معتاداً على شراء فاكهته من محل المرحوم مهدي كَنّو الملقب (ابن كَنّو) قرب تمثال الرصافي مقابل سوق الأمانة، واعتاد الناس على رؤيته بعد خروجه من مجلس الوزراء وقبل عبوره باتجاه منزله في كرادة مريم ينتقي فاكهته من ابن كنّو بلا حراسة ولا مرافقين ولا مصفحات ولا مواكب.