جوانب من المسار من “تقدم” إلى “سائرون “
حسان عاكف
خلال الاسبوعين الماضيين وصلتني، ومازالت حتى اللحظة، على بريدي الالكتروني والبريد الشخصي، كذلك على الصفحة الشخصية للفيسبوك، اسئلة وجهها لي اكثر من مئة رفيق وصديق عن السر وراء هذه الاستدارة المفاجئة التي قامت بها قيادة الحزب من تحالف “تقدم” المسجل حاليا باسم التحالف المدني الديمقراطي الى تحالف “سائرون”.
إضافة الى ما نشرته جريدة طريق الشعب من مقالات وتصريحات لرفاق قياديين حول الموضوع، بودي الاشارة الى جانب يتعلق بخلفيات ودوافع اخرى اتسمت بالسلبية لعبت دورا في هذه الانتقالة المفاجئة ومهدت لها، معتمدا على مواقف تم نشرها بشكل علني في اعلام الحزب ، ومتجنبا في ذات الوقت الخوض في مواقف وتفاصيل داخلية يسبب الحديث العلني عنها ضررا للحزب في اللحظة الراهنة.
بعد اعلان تحالف تقدم باسابيع قليلة، وفي اجواء الترحيب الحار والاشادة بهذا التحالف الوليد من وسط مدني ديمقراطي واسع في الداخل والخارج، فاجأنا الرفيق عضو المكتب السياسي للحزب جاسم الحلفي يوم ٧ كانون الاول الماضي في عموده الاسبوعي في جريدة طريق الشعب، بمقالة عنوانها “فهم جديد . . إطار سياسي جديد”، اثارت استغراب رفاق من اللجنة المركزية في بعض فقراتها، لانها حملت موقفا سلبيا متعارضا مع مواقف الحزب من تحالف تقدم والهيئة المؤقتة لقيادته، التي تم اختيارها باتفاق احزاب التحالف لادارة العمل لحين وضع ضوابط واليات تنظيمية يجري الاتفاق عليها.
في هذه المقالة قدم الرفيق جاسم، وبعد مقدمة متشعبة، نصائحه لما اسماه “مشروع تقدم”، مؤكدا ان عليه (تغيير الفهم لعملية تنسيق الجهود الرامية الى تشكيل الاطار السياسي . . ومن الوقوع في فخ النخب . . وعدم حصر الانشطة في العاصمة بغداد ومراكزالمحافظات … الخ)، ليصل في النهاية الى لب ما كان يريده وهو ادانة احزاب تقدم بكونها مهتمة بالشكليات ومصابة بالبيرقراطية، داعيا اياها الى الابتعاد عن التعالي والتهميش واثارة الحساسيات ..!! لاحظوا كل هذا وتحالف القوى الديمقراطية المدنية(تقدم) مايزال رضيع في اسبوعه الخامس.
الغرابة في الامر ان المقالة نشرت في جريدة الحزب المركزية وموقع الحزب على الانترنيت ووزعت الى قرابة 2000 عنوان الكتروني عبر مركز الاعلام والاتصالات التابع للحزب، في وقت يشرف على الاعلام رفيقان من المكتب السياسي وعضو لجنة مركزية !.
بعد اعتراض عدد من رفاق اللجنة المركزية، وانا من ضمهم، على ما ورد في المقالة التقاني الرفيق مفيد الجزائري رئيس تحرير الجريدة وقدم لي اعتذاره عن الخطأ الذي حصل بنشر المقال، باعتباري مسؤول لجنة العلاقات في الحزب والمسؤول المباشر عن القضايا التي تناولها المقال بالنقد.
شخصيا مازلت اعتبر ان ما نشره الرفيق جاسم في مقالته تلك كان اعلان واضح لبدء مغادرة تقدم والاستدارة الاخيرة صوب التحالف مع الصدريين. وهذا ما اكدته طريقة ادارة هذا الملف والاتصالات والخطوات التالية التي انتهت بالذهاب الى سائرون.
وبالنسبة للرفيق جاسم فالى جانب قناعاته السياسية والفكرية بافضلية سائرون على تقدم، وهذا امر طبيعي لا غبار ولا اعتراض عليه، فان الرفيق كان ومايزال عضوا في لجنة خماسية يشرف عليها السيد مقتدى الصدر قامت بتشكيل حزب استقامة، حليفنا الاساسي في سائرون، ومعنية بتقديم المشورات والتوصيات للسيد مقتدى الصدر في ميدان تشكيل الاحزاب والائتلافات والتحالفات، وهذه العضوية امر علني ومعروف، لكنها تمت بدون قرار من اي جهة حزبية وغير مفهومة من كثيرين، شيوعيين وغيرهم.