ذكرى 8 شباط
محمد حسن السعدي
في كل مرور سنوي لـ “ذكرى 8 شباط” ، أنتظر تقييم جديد لها ممن عاصروها وممن كان مهتماً بأحداثها , باستنتاجات واقعية بعيداً عن العواطف والأيديولوجيات .
المؤيدون لثورة 14 تموز يشتمون أنقلابي 8 شباط .. والذين قاموا بمجزرة 8 شباط 1963 يشتمون الزعيم قاسم والشيوعيين والمقاومة الشعبية . . أذن , نحن أمام مفصل تاريخي مهم لبناء بلد يبحث عن تاريخه السياسي الحديث ( الضائع ) .
لا أختلف مع أحداً حول جرائم أنقلابي 8 شباط وما تركوه من دمار وخراب وقتل ومن يقف خلفهم بتدمير مشروع ثورة و انسان , نحن أمام سلسلة من التساؤلات .. لماذا فشلت ثورة تموز ومن المسؤول عن تحطيمها ؟.
كيف تمكن لحفنة من ضباط صغار . . بالقضاء خلال ساعات على ثوار وجماهير غصت الشوارع بهم طيلة عمر الجمهورية بالهتاف للزعيم ؟ , لماذا تخلى ضباط ومؤيدي الزعيم قاسم وتركوه محصورا بمبنى المحكمة الشتوي ليتصل ظهراً يوم 9 شباط بالانقلابيين في مبنى الصالحية يطلب منهم التفاوض ليسلم نفسه مع صحبه وهو الأعرف بالنتيجة ؟.
لماذا لم يفعل مثلما قام الرئيس الشيلي المنتخب ( سلفادور الليندي ) خر صريعاً أمام القصر ببنادق الانقلابيين وهو الذي واجه أشرس نظام فاشي ( بيونيشت ) ؟ , لماذا أبيد الشيوعيين من خلال قرار 13 بعد ما رأت القيادة القومية أن الشيوعيين سيكون موقفهم محايداً وان بعدت قليلاً سيقومون بمظاهرات سلمية ضدنا في الشوارع سرعان ما تخفت .. ونقوم بعدها بالتفاوض ومشاركتهم بالحكم الجديد .
وهذا الاستنتاج حصل عند الانقلابيين , بعد مارأوا قلق العلاقة بين الزعيم قاسم والشيوعيين , و أحدهم سأل القائد العالمي نابليون في منفاه في جزيرة ( سانت هيلانه ) في المحيط الأطلسي .. لماذا هزمت ؟ , أجاب لأنني قللت من قوة عدوي ولَم أحترمها ورأيت نفسي ولَم أنصت للأخرين فهزمت , الشهيد الزعيم قاسم لا أختلف مع أحد عن نظافته ووطنيته ، لكن لا ينكر كان يرى نفسه كعسكري ولَم ينصت للآخرين والتشبث بمواقفه السياسية نتاج لعسكريته الضيقة كانت ثقته العاليه بنفسه وعدم سماع الأخرين حتماً ستقوده الى التهلكه .
كان المعلن بعد ثورة تموز بعامين سوف تنتقل السلطة الى المدنيين وتجري أنتخابات مثلما وقع وفعل في السودان الشقيقةً عبد الرحمن سوار الذهب قائد الانقلاب على الرئيس جعفر النميري سلم السلطة بعد عام الى السياسيين المخضرمين وجرت الانتخابات .