محمد الكنس _ بيدر ميديا ” المغرب “
انطلقت الدورة الـ 24 من المعرض الدولي للنشر و الكتاب بالدار البيضاء في المغرب من 9 إلى 18 فبراير 2018 , و التي نظمت من قبل وزارة الثقافة والاتصال , و بالتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات و المكتب الوطني للمعارض، بمشاركة 709 عارضين، من بينهم 305 عارضين مباشرين و 404 غير مباشرين ، من 45 دولة.
و يأمل المنظمون في أن تكرس دورة هذه السنة « المكانة الدولية المرموقة التي بات يحظى بها المعرض ضمن قائمة المعارض العالمية المهداة للنشر والكتاب »، وأن تثبت كيف « اصبحت حدثاً ثقافياً دولياً يكرس الوجه الحداثي للمغرب كأرض لحوار الثقافات » .
و أقترح المنظمون , من أجل ذلك . . برنامجاً منوعاً يشمل فقرات مختلفة و ندوات ثقافية و فنية مرافقة للبرنامج .
يخصص معرض الدار البيضاء، في دورة هذه السنة، برنامجاً خاصاً لـ «ضيف الشرف ” مصر ” »، وذلك للمكانة المميزة التي يحتلها هذا البلد العريق ضمن الخريطة الحضارية و التاريخية الإنسانية، وكذلك لموقعها الثقافي الريادي الذي نَحَته كتابها ومبدعوها في ذاكرة و وجدان جميع أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
وقال المنظمون إن اختيار مصر يأتي لـ « يكرم ويحتفي بتجربة ثقافية رائدة، و نموذج إبداعي خلاق كان سباقاً إلى الإسهام، بشكل كبير في انتشار قيم الحداثة و التنوير و التجديد، كما كان له الفضل في انتشار مبادئ الثقافة النقدية وإعمال سلطة العقل، من خلال السبق التاريخي الذي كرسه النوابغة المصريين ، سواء في تسهيل سبل تداول الكتاب وتوسيع دائرة نشره، أو في تجديد الأفكار، واقتراح البدائل الثقافية التي أفادت الأمة العربية والعالم المتحضر على حد سواء، في تجديد الأسئلة الثقافية لزمننا الحديث والمعاصر».
واعتبر “محمد الأعرج”، وزير الثقافة و الاتصال، ان احتفاء معرض الدار البيضاء بمصر « تكريساً واحتفاءاً بالروابط التاريخية والثقافية بين المغرب وهذا البلد العربي الشقيق ذو العمق الحضاري الكبير، و تثميناً للعلاقات الخصبة والمتواصلة التي تجمع باستمرار مثقفي البلدين »، و أشار “الأعرج” : إلى أن هذا التكريم الموجّه للثقافة المصرية سيكون « فرصة أخرى ثمينة للقراء المغاربة وعموم زوار المعرض , كي يلتقوا مباشرة مع بعض أبرز المبدعين والباحثين المصريين الأشقاء الذين سيحضرون في إطار الفقرات الخاصّة بـ« ضيف الشرف ».
و من المتوقع أن يساهم في البرنامج الثقافي للدورة، التي تقترح ما يناهز أربعة عشر نشاطاً في اليوم، نحو 350 مشاركاً من المغرب وخارجه، في الندوات التي ستقام ، و الليالي الشعرية، واللقاءات المباشرة حول تجاربهم الإبداعية، والاحتفاء بشخصيات إبداعية و بحثية، سواء ممن لا يزالون يواصلون إنتاجهم الرصين و القيم أو الذين رحلوا و بقيت أعمالهم الخالدة ، مع كثير من الفقرات المهداة إلى الكتاب حول الحوار مع جغرافيات ثقافية أخرى.
وفضلاً عن البرنامج الخاص بضيف المغرب، الذي يتألف من ندوات فكرية ولقاءات إبداعية وفنية و حوارات ثقافية تلقي الضوء على جديد الساحة الثقافية المصرية وعلى أسئلتها الراهنة، و التي سيقوم بادارتها و تقديمها نخبة من خيرة المفكرين والمثقفين والكتاب والمبدعين، إلى جانب فقرات موازية يقدمها عدد من دور النشر المصرية الرائدة، كما سيتم تسليم «جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة» المقدمة من المركز العربي للأدب الجغرافي، و «جائزة القراءة» المقدمة من شبكة القراءة بالمغرب والتي تهدف إلى تشجيع الناشئة والشباب على القراءة.
كما يتضمن برنامج الدورة , فقرات أخرى متنوعة و مميزة ، من قبل « تجارب في الكتابة » و « ليالي الشعر » و «ساعة مع كاتب » و « ذاكرة » و «أ سماء فوق البوديوم » و « أدباء قادمون » و « ثنائيات : لقاء بين كاتبين من جيلين مختلفين » و « المغرب – إسبانيا : ثقافات متقاطعة » و « أصوات أميركا اللاتينية » و « في حضرة كتاب » .
بالاضافة إلى عدد من الندوات التي تسعى حسب المنظمين، إلى « تسليط الضوء على طبيعة العلاقة الرفيعة التي يؤسسها و يسعى إلى ترسيخها الخطاب الأدبي، باعتباره فعالية تعبيرية تستثمر في الكتابة لمساءلة الإنسان والعالم، في علاقته بمختلف الفنون التعبيرية والجمالية الأخرى، من قبل السينما و التشكيل و الموسيقى و التصوير الفوتوغرافي و المسرح و الدراما التلفزيونية، باعتبارها فنوناً سمعية بصرية ».
