نتاج و مخطوطات الشيخ “طاهر الشوشي”
عصمت شاهين دوسكي
في إحدى قاعات جامعة دهوك أقام الدكتور حمزة شوشي معرضا راقيا و مميزا ، في أحياء ذكرى أحد أعلام الكورد في القرن الماضي ” طاهر شوشي ” الذي يتميز بالمعرفة والأصالة والدقة في مجالات الأدب والعلم والدين .
كما كانت له أساليب راقية في العرض الفكري والشعري من خلال استخدامه رموزا وأشكالا تجسد مدى اهتمامه لما بين يديه ورؤاه العميقة ، اللوحات منها بخط يده جسدت بشكل عصري ليعرف العالم هذا المخزون العلمي والأدبي والارث النادر ، هي لوحات تاريخية ، وقد تم العثور على نقوشها القديمة بأوراقها الصفراء العتيقة وبعض اللوحات العصرية التي جددت صورة القديم في كتب ودفاتر وأوراق و يصف الأدب الشوشي العديد من الأمثلة على جمالية ذلك الزمن والطبقة الفكرية المزودة بلوحات شعرية مزخرفة، تعد هذه اللوحات القديمة الأهم من بين اللوحات التي مازالت باقية.
لتحيي عالم راقي مشع بالأصالة الإنسانية كما تميزت اللوحات الصغيرة والمخطوطات التي تعتبر الأكثر شهرةً في هذا العصر على الرغم من إنها نشئت في عصور قديمة و تمثل اللوحة الوردية مزيجا من المنمنمات الشعرية التي تبدأ بحروف عربية وتنتهي بحروف كوردية وبالعكس مع الدقة في التعبير والشكل ، وقد اشتهر أسلوبه بالرقي والجمالية ، وقد سعى الدكتور حمزة شوشي في تطوير وتجديد هذه الأساليب الفنية التي جسدت الجمال والحب والسمو الروحي والارتقاء الفكري ، كما وضع بعض اللمسات الفنية ،أدت إلى حداثة اللوحة والمخطوطة ،والتي تعود بشكل كبير إلى أصولها الشوشية .
كما تتميز هذه اللوحات بالإحساس الفني الممتد من الحضارة القديمة وحتى يومنا هذا. كانت اللوحات تتسم بالطابع الديني، ثم تطورت على مر السنين لتصبح مزيجا عصريا مختلفا من الثقافات. وحينما التقيت بالدكتور حمزة شوشي في المعرض وشرح لنا ميزة بعض اللوحات وقال ( الهدف من هذا أحياء ذكرى وفاته في 12/12/1962 الذي يعد أحد أعلام الكرد في القرن الماضي. كان له باع طويل في مختلف العلوم الإسلامية العقلية والنقلية والشرعية واللغوية وكان ملما بقرض الشعر باللغة الكردية والعربية والفارسية وكان له إلمام بالتركية حيث يعد أول طالب من طلبة النور في العراق وكردستان وقد أجازه الخطاط الكبير محمد طاهر الكردي الذي كان يسكن مكة المكرمة , تم في هذا المعرض عرض ما يقارب الخمسين مخطوطة من خط يده الذي يتميز بالدقة الهندسية والجمالية الفنية ما بين الكبير والصغير. قسم منها من تأليفه والقسم الآخر من نسخ يده حيث لم تكن الكتب المطبوعة مستساغة لطلبة المساجد , وقسم منها أضاف عليها تعليقاته وزياداته , وفي جانب آخر تم عرض لوحاته الخطية وهذا الخزين محفوظ لدي .
هذا الاهتمام من قبل الدكتور حمزة شوشي راقي جدا ويجب دعمه بكل الايجابيات والاطر التي تحافظ على هذا التراث النادر ، يبقى على الجهات المعنية المسؤولة على التراث الفكري والإبداعي أن تهتم بمثل هذه المخطوطات النادرة وتحافظ عليها .ولو كانت هذه المخطوطات النادرة في دول أخرى اهتموا فيها وعرضوها في متاحفهم العالمية , والسؤال هنا إلى متى نبقى لا نهتم بالماضي ولا بالحاضر ولا بالمستقبل .؟
طاهر الشوشي
ولد في قرية ” شوش” في غرب مدينة عقرة عام 1917م .
تعلم في الكتاتيب التي كانت بمثابة المدارس الدينية .
تنقل إلى عدة مناطق منها عقرة دهوك سوران وبالك .
درس في أربيل وحصل على الإجازة العلمية عام 1947م على يد العالم المعروف ” عبد الله البيتواتي ” .
أصيب بداء السل عام 1955م وادخل مستشفى الأمراض الصدرية في الموصل وبغداد .
كتب عن سيرة الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم شعراً باللغة الكردية عام 1956م .
أعد نجله ” حمزة ” كتاب رياض النور كوليزار الجزء الأول عام 1987م .
كتاب العبر والنصائح إعداد نجله ” حمزة الشوشي ” دهوك 1997م.
وهناك كتب لم تطبع لحد الآن منها ” الشرح المنظوم ، فن القافية ، والمنتخب في ذكرى فخر العرب والعجم باللغة العربية وموجز تاريخ حياتي .
إضافة إلى الشعر كان خطاطاً بارعاً وحصل على إجازة في الخط من قبل الخطاط الكردي المعروف محمد طاهر الكردي في بلاد الحجاز
توفي 12/ك1/1962م في مدينة عقرة ثم نقل جثمانه إلى قرية ” الشوش ” ليدفن هناك في مسقط رأسه .