قصيدة ( حلم الامازيغية )
دكتورتي ، معلًلتي
جئتِ من أحلام أمازيغية
بين الأزقة والشوارع والسيارات
والأسواق المدنية
تبحثين عن حلم تاه
بين دروب وأمواج بحر قصية
حقيبتك أقلام مكياج وهاتف عصري
وسماعة بالجراحات مطوية
يسعى حلمك أن يسمو بالحب والجمال
تائه من قال ، بربرية
انتظرت أمام غرفتك
أترقب دوري المعنى بصمت الإنسانية
لا تنظري إلى ملابسي وشكلي ولوني
فقد دفعت مسبقا ثمن الكشفية
سألتِ : ما بك ؟
سالت دموعي من وجع المأساة الزمنية
عقلي سليم رغم الركام
رغم المسافات والقلوب الحجرية
قلبي ما زال ينبض
يلم من حبر الدم قصائد منفية
روحي تلهف للحب والأمان
وسلام جريح في دروب وهمية
أما جسدي يا سيدتي الأمازيغية
كوطن مشتت مجزأ
كثرت فيه خطوط طولية وعرضية
معللتي لا تدوني مأساتي
كل المآسي جردتني من حلمي ، حريتي
لا تكشفي لون الجراحات
يا امازيغية الحياة
والصمت والصبر ورؤى الآهات
يا صوت ينادي الجبل والنهر
والورد وسحر الأمسيات
أغيثيني من وجع الأحلام
والسفر بلا سفر ، ونزيف الأمنيات
أغيثيني من شعر يتدرج
على أكتاف الحرمان
بين ضباب المكان ونبرة الأنات
من عيون أبحرت
بين الجنان بلا أجنحة
ولا حقيبة حبلى بهزائم الانتصارات
من خدود كالروابي علت
وخلقت بطيفها جنات وجنات
من شفتين ذاقت مر العلقم
بعد شروخ الفتات
وإن جادت بعمق
دنت أحلامها من تبر الأرض والسموات
يا أميرة كل مكان
عللي الوصل ، الوصول إليك
لا يحتار أي زمان
دعي المسافات تنحني
كلمسات يديك برقة وحنان
ارسمي الرافدين على صدرك المغترب
فمن يروي الحب والأمان ؟
من يقرب البحار
ويجد بلسم الغبار
بين الرؤى والهذيان ؟
جذري كشجرة خضراء
أغصانها تعلو للسماء
وتمسك البديع والبيان
أنا فقير في وطن يشرب النفط
بلا كؤوس ، بلا غثيان
أنا مشرد في أرض
تجسد الطوفان
وتسجد لصورة الأوثان
أنا عاشق في زمن بلا عشق
يداعب بلذة صولة الفرسان
كيف تشفيني يا سيدتي الأمازيغية
وكل ما في جعبتي
قلم وقرطاس وحلم
بلا خمر سكران ؟
دكتورتي
لا تعللي ، كفى صمتا وتحليلا
فقد دفعت ثمن الكشفية
قبل أن يولد أي إنسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الكاتب
عصمت شاهين دوسكي
“أمازيغ” كلمة أمازيغية تجمع على “إيمازيغن” ومؤنثها “تمازيغت” وتجمع “تِمازيغين”. يعني اللفظ في اللغة الأمازيغية الإنسان الحر النبيل.
حسب ابن خلدون – أن الأمازيغ كنعانيون تبربروا. أي: إن البربر هم أحفاد مازيغ بن كنعان. وفي هذا المقام، يقول ابن خلدون أيضا: والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم؛ إنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح؛ كما تقدم في أنساب الخليقة. وأن اسم أبيهم مازيغ، وإخوتهم أركيش، وفلسطين إخوانهم بنو كسلوحيم بن مصرايم بن حام” .
هناك مجموعة من الباحثين يذهبون إلى أن الأمازيغ من أصول مشرقية عربية حميرية، هاجروا بسبب الجفاف، وتغير المناخ، وكثرة الحروب إلى شمال أفريقيا، من اليمن والشام، عبر الحبشة ومصر، فاستقروا في شمال أفريقيا، وبالضبط في غرب مصر، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وشمال السودان، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاصو، وجزر الكناريا، والأندلس، وجزر صقلية بإيطاليا .