السويد : قانون جديد يمنح الوالدين الحق بمراقبة أبنائهم . . لحمايتهم من مخاطر الانترنت
يدخل حيز التنفيذ في شهر مايو / أيار المقبل القانون الجديد لحماية البيانات الشخصية في السويد وبقية أوروبا، ووفقاً للقانون يتوجب على الأطفال واليافعين دون سن 16 عاماً الحصول على موافقة الوالدين للتسجيل في المواقع التي تخزن البيانات الشخصية كالفيس بوك وسناب تشات.
وتمتلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الحق في اختيار الحد الأدنى للسن بين 13 الى 16 عاماً وقد اختارت السويد سن 16 عاماً كحد أدنى .
و قال الأخصائي في الطب النفسي “زياد يانس” في حديث لراديو السويد “القسم العربي” : أن اختيار السويد لهذا السن جاء موفقاً , و إن سن 16 هي الأكثر ملائمة ، و القدرة على الاختيار بمعنى الاستقرار الذهني والنفسي في هذا السن تكون أكثر مما هي في دونه.
و أضاف “يانس” قائلاً : الإدمان على الانترنت بحد ذاته خطر على تطور الملكات الاجتماعية وقدرة الناس على التواصل الذهني والعقلي كما أن المحتوى غير الآمن كأفلام الرعب قد تترك علامات من الخوف عند الأطفال تبدأ بالكوابيس الليلة وتنتهي بعدم الاستقرار العصبي والنفسي، لكن ثمة مخاطر أخرى للإنترنت تتمثل في تعرض الأطفال للمضايقات الجنسية:
و البعض يتطفلون لتحقيق مآرب شخصية كمحاولة تأسيس علاقة مع طفل عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو الوصول اليه جسدياً.
و أشارت “نادية عزيز” و هي أم و جدة : أن مساحة الحرية الممنوحة للأطفال اليوم كبيرة وبأن الانترنت أصبح رفيقاً للأطفال ولا يمكن لهم أن يبقوا بدونه ولو كان الأمر بيدها لمنعت الأطفال من استخدام الهواتف المحمولة.
و اضافت “عزيز” : لو أن القرار بيدي لسحبت الهواتف من أيدي الأطفال، لا ينبغي ان يحمل الطفل هاتفاً محمولاً لأنه يصبح من الصعب السيطرة عليه، طالما الانترنت في الجهاز فماذا بيدك أن تفعل.
وافقت الحكومة في يناير / كانون الثاني / 2016 على قانون يضع حدود عمرية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ضمن قانون حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي , وبموجب القانون يُسمح فقط لمن هم فوق سن 16 بالتسجيل في المواقع التي تخزن البيانات الشخصية للمستخدمين دون اشراف من الوالدين، على سبيل المثال موقع فيسبوك وسناب تشات وأيضاً مواقع أخرى منها بريس اونغدومس موتاجننغ.
لكن بعض الأطفال يمتلكون القدرة على التعامل مع الهواتف الذكية والحواسيب وذلك بإزالة كل المعلومات التي تؤدي الى قدرة الوالدين على المراقبة لدرجة أن ثمة أطفال بإمكانهم محو بيانات ما شاهدوه أو مع من تحدثوا، و قالت “نادية عزيز” :
يقوم الأطفال بحذف كل ما لا يريدونك ان تعرفه وهم أذكياء، وهكذا يقعون في المشاكل، وحتى من يتعاملون معهم ليسوا أغبياء فهم يخافون أن ينكشفوا، والأفضل هو سحب الهواتف من أيدي الأطفال.
الغرض من وضع حد عمري هو حماية الأطفال عند التعامل مع بياناتهم الشخصية في الأنشطة التجارية مثل شبكات التواصل الاجتماعية , ويؤكد المؤيدون للحد الأدنى للسن على أن حق الأطفال في التعبير عن أنفسهم والحصول على المعلومات يجب أن يتجاوز رغبة الوالدين في حماية الأطفال.
اما “باسم سيلاتي” قال : أن الأهل هم من يتحملون مسؤولية ما يفعله أطفالهم على الانترنت , و يستطيع الأهل التحكم بما يشاهده أطفالهم باستخدام الحجب وإتاحة مواقع معينة تعرض للأطفال فقط برامج كرتونية أو تعليمية، الأهم هو أن تظل عين الابوين على الأطفال.
وتتفق مع هذا الرأي “لين حمادة” التي ترى : بأن الأهل هم من باستطاعتهم حماية الأطفال بالتوعية التي هي أفضل الطرق والتحذير من الرد على الآخرين أو دخول المواقع الخطأ , و ان الأم بإمكانها متابعة طفلها فتمنعه من تنزيل تطبيقات من مثل سناب تشات وتحصره في الألعاب والبرامج التعليمية وتتابع ما يشاهده ولمن بعث أو من تحدث اليه.