قصيدة ( وطن للبيع )
صالة كبرى
هواجس تتلوى
جلس الكبار
يترقبون ماذا سيعرض للبيع
كرسي ، منصب ، تمثال نادر ، أم لوحة الربيع
ينتظرون ، ينتظرون ، يتساءلون
لم تأخر العرض البديع ؟
هرج ومرج
كأنك في صالة خدج
على المنصة ظهر رجل رفيع
يا سادة يا كرام
نعرض لكم اليوم
ما تجلى من قاطع وقطيع
يختلف عن كل الأشياء
والمسميات والعناوين
من تاريخ الطوفان وحتى بعد ثورات الربيع
تركه لنا الأنبياء والأجداد
وكل من مر عليها بزمن سريع
نهض واحد من الكبار
كفى هذيانا ، كفى ضياعا للوقت
قل ماذا ستبيع ؟
رفع سبابته ، يا سادة يا كرام
لدينا اليوم ، وطن للبيع !!!
همس أحدهم للآخر
لا يهم ، أنا أبيع الأطفال
والصبايا عبر بحر وبحر
وقال آخر
أنا بطل السلاح والخراب والدمار
وفي كل مكان أترك أثر
وقال آخر
أنا منبر الحصار والاحتكار
وأسيطر على دوام الجوع والحاجة والفقر
وقال آخر ضاحكا
أنا نار الفتنة والفرقة
ولا احتكم على قانون من مطاط أو حجر
وتحرك ضمير أحدهم قليلا
إلا الوطن يا كبار
إن بيع الوطن ، لا يابس يبقى لنا ولا أخضر !!!
لا مكان ، لا زمان
لن نبقى من أنواع البشر !!!
صمت الجميع ، دق الناقوس
بيع الوطن من خلف الكراسي
للطاغوت الأكبر ، الأكبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الكاتب
عصمت شاهين دوسكي