قصة اغتيال «لوثر كنج».. سجن قاتله 99 عاماً
(مثل أي شخص، أودُ أن أعيش حياة طويلة؛ طول العمر له مكانه، لكن أنا لست قلقًا بشأن ذلك الآن، أريد فقط أن تحدث مشيئة الله، ولقد سمح لي أن أرتفع إلى الجبل.. ورأيت أرض الميعاد. قد لا أصل إلى هناك معكم. ولكن أريد منك أن تعرفوا هذه الليلة، أننا، كشعب، سوف نصل إلى أرض الميعاد). كانت هذه الكلمات التي أطلقها مارتن لوثر كينج المولود 15 يناير عام 1929 والذي تحول بمرور الوقت لزعيم أمريكي من أصول إفريقية، بفضل نشاطه السياسي والإنساني، من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود في عام 1964 م حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز عليها. عانى مارتن لوثر كينج كثيرًا من أجل إنهاء التمييز العنصري تعرض لمحاولات اغتيال ونفي خارج أمريكا والعديد من المتاعب لكنه لم يتراجع عن ما بدأه من محاولات قبل أن يتم اغتياله في مثل هذا اليوم 4 إبريل. أما قصة اغتيال مارتن لوثر كينج في صبيحة اليوم التالي في الرابع من إبريل 1968، في الحادية عشرة صباحًا، وكان ينتظر إذنًا من المحكمة للقيام بمسيرة سلمية دعمًا لعمال ممفيس، وما أن وصله الخبر حتى أخذ في الاستعداد وكان معه اثنان من أصدقائه، وما أن همّ بالخروج إذ استأذنه أحد صديقيه أن يدخل ليغتسل، فانتظر «كينج» وصديقه الآخر خارج الغرفة. في هذه الأثناء كان جيمس إرل رأي، في حمام البنسيون، ليس ليغتسل كما يفعل الناس في الصباح، لكن لأمر آخر؛ فقد أخرج البندقية، وفتح النافذة قليلًا ليستطيع الرؤية، ولم يتمكن من ضبط زاويته إلا بعد الجلوس داخل المغطس، تاركًا بصماته هناك، وبينما يتحدث «كينج» مع صديقٌ جاء ليقلّهم بسيارته عندها أطلق جيمس إرل راي، رصاصة اخترقت الجانب الأيمن لوجه كينج في الساعة السادسة ودقيقة واحدة، ممزقةً نخاعه الشوكي. وبعد نقله إلى المستشفى، صارع الأطباء الرصاصة مدة 45 دقيقة، محاولين إخراجها ووقف النزيف، لكن الأمر كان انتهى، وأُعلن عن مقْتل مارتن لوثر كينج في الساعة السابعة وخمس دقائق، ليصيب ذلك الخبر الآلاف حول العالم بالصدمة، وتَبع موت المُناضل السلمي، أعمال تخريب تخلّت عن السلمية في 130 مدينة بالولايات المتحدة. وتمكن جيمس راي، من الهرب بعدها إلى بريطانيا، لكن بصماته، وسلاح الجريمة الذي تركه، ومواصفاته التي ذكرها أكثر من شاهد عيان، وضعته داخل القفص ليُحكم عليه بالسجن لمدة 99 عامًا، مات خلالها في السجن عام 1998.