وسط كم هائل من تدفق للمعلومات، بحيث تصل قيمة المعلومة إلى ما يقارب الصفر ما زال البعض يقدم بعطاء دون أن ينتظر مقابل، هذه الفكرة ظلت تدور برأسي وأنا أقراء رواية “بيت حُدد” لفادي عزام، وعزام هذا قلب مازال ينبض بالحب للحق والعدل والجمال، مبدع بقدر ما لهذه الكلمة من معنى حيث تجد في “بيت حًدد” تفاصيل الشخوص ورسمها بدقة متناهية حتى أنها تشعرك بأنك تعرفها وقد قابلتها يوما، الرواية تضعك وسط أحداث تتسلسل بهدوء وتأخذ القارئ إلى عوالم مختلفة من سوريا إلى دبي إلى بريطانيا دون أن تدرك فرق الزمن والمسافة.
“بيت حًدد” هي الرواية الثانية لفادي عزام وقد صدرت في العام 2017 عن دار الآداب وهي رواية من القطع المتوسط وتقع في 464 صفحة، الرواية تمسك بالقارئ وسط انتقال متنوع وسلسل للأحداث والأفكار، وعلى الرغم من غزارة الأحداث وكم المعلومات المطروح إلا أنك لا تمل بل تجعلك متشبثا بمعرفة ماذا سيحدث لاحقا، فلا تتوقف إلا وقد وصلت الخاتمة.
ساحة الرواية هي سوريا وتتوزع شخصياتها بين فاضل أو “فيديل” وهو الاسم الذي اختاره له والده اسوة بفيديل كاسترو، والشخصية تأخذ كثير من الرمزية بتشكيل المجتمع العربي الذي يترنح بين اليسار واليمن.
شخصية أنيس وهو صاحب بيت حُدد التي أخذت الرواية اسمها، هي شخصية طبيب جراح بريطاني من أصل سوري الذي يقرر بيع البيت ويعود لدمشق لإتمام الأمر إلا أنه يصطدم بواقع تاريخ المنزل، وهنا أيضا يجلب عزام رمزية الحكاية حيث الإيراني يريد شراء البيت والشخصيات الوطنية ترفض بيع المنزل أو البلد.
لا أريد أن افسد على القارئ متعة أحداث “بيت حًدد” لكنها عمل جميل وتستحق الثناء.