فاطمة محمد عثمان والتي اشتهرت طوال حياتها بالتسول وتسكن في سيارة مهجورة بحي شعبي في لبنان، جمعت خلال عملها ثروة خيالية من التسول قدرت بنحو 5.5 مليون دولار، وقد رحلت عن عمر ناهز 54 عاما لتترك تلك الثروة وتنال لقب أغنى متسولة في العالم بدون أن تنعم بنشوة ذلك الثراء، لكنها حوّلت ورثتها إلى قائمة الأثرياء بعد رحيلها، وباتت حديث جميع اللبنانيين.
تعاني فاطمة من الإعاقة الجسدية وقد اتخذت مسكنا لها منذ نحو 15 عاما سيارة مهجورة، وقد لفظت انفاسها الأخيرة فيها وحيدة، وكان اكتشاف سكان منطقة “البسطة الفوقا”، لجثتها صدمة كبيرة لهم، حيث كانت المرأة الخمسينية مصدر شفقة الجميع، إلا أن الصدمة الحقيقية اكتشافهم أنها أكثر ثراء منهم، وقد طغت آثار الصدمة على أخبار الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان منذ أيام، ذلك أن رجال الامن عثروا داخل السيارة على مبلغ 5 ملايين و700 الف ليرة لبنانية أي ما يعادل 4 آلاف دولار، إضافة إلى رصيد باسم الراحلة في أحد مصارف لبنان بلغ 5.5 مليون دولار. رصيد أغنى متسولة في العالم.
صاحب محل مجوهرات ويدعى نبيل الأسطة ”تاجر ألماس” وكان من أكثر المحسنين إلى فاطمة، لم يخف دهشته التي بدت مسيطرة عليه، وقال لأحد الصحفيين: “ثروتها تفوق ما أملك”، وأضاف: إنه “تعرّف على فاطمة في 2007، حين افتتح محله، وفي ذلك الحين انزعج أصحاب المحلات من وجودها فطلبوا من مركز شرطة المنطقة طردها، غير أن بعض أصحاب المحال رفضوا طردها، وبينهم الأسطة، وقبلوا جلوسها أمام محل المجوهرات، الذي فتح لها باب الثراء بإحسان الزبائن”. وعلى الرغم من أن أصحاب المحال يطعمونها بشكل يومي، وليست بحاجة للإنفاق، إلا أنها كانت جهة إنفاق للزكاة والصدقات من قبل أصحاب المحلات.
لكل شخص بالحي موقف مع فاطمة
لا يوجد شخص في الحي الذي كانت تعيش فيه فاطمة إلا وكان له معها موقف في أمر ما فمنهم من كان يقدم لها المساعدة في التنقل والحركة ومنهم من يقدم لها وجبة طعام ومنهم من يساعدها ماليا، مصطفى خان الذي كان يقلها يوميا مع حلول الليل بسيارته الخاصة إلى مسكنها “السيارة المهجورة”، قال : “لم أكن أدرك أنني كنت أحمل امرأة بهذا الثراء”. كريم بدران عامل في مطعم بالحي يقول قبل يوم من وفاتها كان الثلاثاء شاهدتها متعبة فطلب من بعض الشبان نقلها إلى المستشفى لكنها رفضت، وأضاف بدران قائلا: “في يوم الثلاثاء شاهدتها بالمكان فسألتها عن سبب خروجها، فردت بأن هذا موسم عملها مع حلول شهر رمضان”. عند اكتشاف وفاة فاطمة صباح الأربعاء أفاد شهود من أهالي المنطقة أن أسرتها (شقيقها وشقيقتها وأمها) حضرت لأول مرة من اجل استلام الجثة، وما أثار الدهشة لدى الأهالي رفض شقيق فاطمة نقل جثمانها إلى المستشفى للانتهاء من الإجراءات وذلك من أجل توفير النفقات، وفضل نقلها مباشرة إلى مسقط رأسها، شمال لبنان، لتدفن هناك.