إمرأة فرنسية تسجن ابنتها 25 عاما في ظروف غير إنسانية
قضية أذهلت سكان باريس قبل أكثر من مئة عام، لامرأة سجنت ابنتها 25 عاما في ظروف غير إنسانية رغم أن العائلة تعتبر من العائلات الفرنسية الراقية، وتكشفت المسألة بعد أن تَلقى المدعي العام الفرنسي في العام 1901 رسالة من مجهول مفادها: “السيد المدعي العام: يشرفني ان أبلغك عن امر بالغ الاهمية, الا وهو عن فتاة محبوسة في منزل السيدة (مونييه) اذ انها تعيش في وسط القذارة و تكاد تموت جوعا منذ 25 سنة”. السيدة “مونييه” تبلغ من العمر 75 عاما و قد لا تبدو عليها هذه القسوة اذ انها من طبقة راقية مع ابنها الذي كان يعمل محاميا و كان قد حصل على العديد من الجوائز لخدماته الانسانية للمدينة. في تلك الفترة كانت لديها ابنة لكنها اختفت عندما كان عمرها 25 عاما. على الرغم من السمعة الجيدة لعائلة “مونييه” الا ان الشرطة قررت المضي قدما في التحقيقات وتفتيش المنزل. في الطابق العلوي لاحظ الشرطة ان هناك غرفة مغلقة بإحكام، عندما تم ازالة القفل وفتح الباب صدم رجال الشرطة برائحة فضيعة وهي خليط من الفضلات والقيء الذي كان قد غطى ارضية الغرفة بأكملها. وعلى السرير كانت تستلقي امرأة شاحبة ونحيلة على فراش متعفن وكانت تنظر إليهم بعين نصف مغمضة اذ انها لم تشاهد اي ضوء منذ 25 سنة. تم جلب الامرأة الى المستشفى على الفور حيث تم اطعامها وتغسيلها وتبين انها ابنة السيدة “مونييه” وتدعى “بلانش”. اصبحت الفتاة العشرينية امرأة تبلغ من العمر 49 سنة وتزن 27 كيلوجرام. مستلقية على فراش المستشفى وتتنشق الهواء النقي لاول مرة منذ 25 سنة. ابلغت بلانش السلطات ان والدتها حبستها عندما ألحت على الزواج من محامي فاشل وهو الامر الذي اغضب السيدة “مونييه”. فقررت حبسها الى ان تعدل عن قرارها وعلى الرغم من وفاة المحامي في العام 1885 الا ان “مونييه” استمرت بحبس ابنتها لخمسة عشر سنة اضافية لتصبح في طي النسيان. تم القاء القبض على السيدة “مونييه” في اليوم التالي وتجمع حول زنزانتها جمع من الغاضبين وهو الامر الذي سبب لها سكتة قلبية فتوفيت في مشفى السجن بعد 15 يوما. تم اسقاط التهم على اخ “بلانش” حيث لم يتم ثبوت تورطه باي عمل ضد “بلانش” التي عاشت ما تبقى من حياتها في علاج نفسي مستمر الى ان توفيت في العام 1913. لم يتم التأكد من هوية مرسل الرسالة المجهول الا ان بعض التكهنات تقول ان اخ “بلانش” تخوف ان تشير اصابع الاتهام اليه في حال موت والدته بينما تقترح تكهنات اخرى الى ان أحد اصدقاء الخادمات قام بكتابة الرسالة الى المدعي العام وأنقذ حياة الانسة “بلانش”.