فيما يبدو أنه تحرك باتجاه حماية حقوق الملكية في العالم العربي أصدرت محكمة الإسماعيلية الابتدائية حكمها بالحبس عامين مع الأشغال الشاقة بحق مصرية قامت بسرقة قصيدة لشاعر عراقي ونسبتها لنفسها، وعد كثيرون القرار انتصار للثقافة وللحق وحماية للملكية الفكرية، متمنين ان تكون مثل هكذا محاكم في العراق لكي تعيد الحقوق الفكرية الى اهلها بعد ان صارت السرقات حدث ولا حرج.
اكد الشاعر العراقي علي الامارة صدور حكم على الشاعرة المصرية سماح صلاح الدين السيد عبد الرحيم لسرقتها قصيدته التي تحمل عنوان (الدخول الى مأساة ابي فراس الحمداني) بالحكم سنتين اشغال شاقة كما جاء في قرار محكمة الاسماعيلية الابتدائية الذي ارسله اليه ونشره د محمد اسامة مدير عام دار السكرية للنشر..، موضحا ان القرار هذا يصدر لأول مرة في الوطن العربي لحماية الحقوق الفكرية ..
نص الحكم
وجاء في نص الحكم الصادر عن محكمة الاسماعيلية الابتدائية ما يأتي:
1–حكم عامان سجن نهائي مع الأشغال الشاقة نظير سرقتها عدة قصائد والمشاركة بهم في محال دولية للشاعر الأديب علي الإمارة
2-اربعة أعوام نظير خيانتها للأمانة والتشهير وإنشاء شبكة كاملة للتشهير من خلال أصدقاء لها وشركاء معها
3-استخدام أسماء سيادية للترهيب مثل (ذهبت إلى النائب العام ووزير الداخلية ووو) حيث قامت الجهات المختصة فور بلاغ المؤسسة. بالتحقيق الموسع .. وهذا في عرف القانون يسمى ترهيب واستخدام أسماء ذات سلطة
عبرة لمن يعتبر
وأعلن مدير عام دار السكرية للنشر بيانا اكد ان القرار سيكون عبرة لمن يعتبر، ويكون عقابها درسا لكل من تراوده أطماعه عن شرف الرسالة وأمانة الكلمة وعهود الثقة، وقال: (الحكم النهائي ثلاثة عشر عام على” المدعوة سماح صلاح الدين السيد عبد الرحيم)
بسم الله الرحمن الرحيم
(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)
لو وضع الإنسان هذه الآية نصب عينيه لما خان عهدا ولا باع ودا، ولكن غشاوة أطماعه تحجب عنه هذه المنحة الإلهية والهبة العلوية التي لا يليق بها إلا نقي ووفي.
ونحن دار السكرية باسم مؤسسها: د. محمد سلامة نعلن في جميع المحافل الأدبية، وعلى كافة قنوات الإعلام والتواصل الاجتماعي: أن من خان أمانة مواثيق عملنا, وغدر بعهوده معنا, ونكث بالتزاماته القانونية والأخلاقية, سيكون طريدة لملاحقتنا القانونية وفق الأصول, حتى يتم استرداد حقوقنا منه, ومعاقبته, وتغريمه كل ما تسبب لنا به من خسائر مادية ومعنوية طالت سمعة مؤسستنا بالتشهير الكاذب والافتراء والتزوير والتدليس.
وإننا نعني بإعلاننا هذا المدعوة ((سماح صلاح الدين السيد عبد الرحيم)) والصادر ضدها عدة أحكام نهائية لا تقبل الطعن أو الاستئناف ولتكن عبرة لمن يعتبر، ويكون عقابها درسا لكل من تراوده أطماعه عن شرف الرسالة وأمانة الكلمة وعهود الثقة. .. ولنا عودة قريبا هنا ومن خلال منابر الصحافة وقنوات الإعلام المصرية مع باقي صور الأحكام النهائية
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
كما تحذر مؤسسة السكرية بالرد بقوة على باقي أفراد عصابة المتهمة في حالة محاولة كتابة أي منشور ضد دار السكرية — مع أبوزيد إسماعيل وأحمد البهنساوي وأحمد الحربي و١٩ من الأشخاص الآخرين.
سرقة مفضوحة
وكانت الشاعرة المصرية سماح صلاح الدين، في عام 2017 قد سرقت قصيدة الشاعر علي الامارة التي حملت اسم “الدخول الى مأساة ابي فراس الحمداني”، و نشرتها في ديوانها ( قديسة الضوء)، وهي قصيدة ذات 53 بيتا وهي من البحر الطويل وسبق للشاعر ان فاز بهذه القصيدة في مسابقة مجلة (مرآة الأمة الكويتية) للشعر العربي عام 1984 ومنشورة في نفس العام في العدد 674 من المجلة، كما ان القصيدة منشورة في احد دواوينه الصادرة عام 2015 ومنشورة في صحف ومواقع أخرى، ومطلها (الـى أين تمضي حين يهجـرك البحــرُ / وهل تنفع الذكرى، وهل ينفع الصبــرُ؟) .
وعلى الرغم من تأسفه لهذه الظاهرة واعترافه ان “شعراء سرقوا قصائد لي يقرؤونها في مهرجانات شعرية، ناسبيها لهم”، وانه يخجل حتى من العتاب، الا انه دعا الى (فضح السراق وعدم السكوت على تجاوزاتهم وسرقاتهم ليكونوا عبرة لمن يفكر في سرقة إبداع وجهود الآخرين) .
يذكر ان الشاعر علي الامارة من مواليد محافظة البصرة عام 1960 المعقل وهو من الشعراء المعروفين وقد صدرت له عدة مؤلفات تناولت الشعر والنقد والنثر فضلا عن ابتكاراته الادبية في مزج الصورة مع القصيدة التي اطلق عليها مشروع (القصورة) وكذلك كتب الزهيري بالفصحى وصدرت له عدة مؤلفات من ابرزها الركض ورء شيء واقف ، واماكن فارغة ، ولزوميات خمسميل ، وحواء تعد اضلاع ادم، وهواجس اصحاب الحسين فضلا عن اربعة كتب نقدية،وحصل على جائزة الشارقة للابداع عام 1990 عن مجموعته الشعرية اماكن فارغة وجوائز عراقية وعربية عديدة