إسرائيل تكشف سبب الاحتلال الامريكي للعراق
في الذكرى الخامسة عشرة للاحتلال الأمريكي للعراق، نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية تقريراً للخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية “نداف إيال” قال فيه: أنه “يجري نقاشا ضيقا في ذكرى اجتياح الولايات المتحدة للعراق، وهي اللحظة التاريخية التي غيرت تماما الشرق الأوسط، وأثرت بطرق ملتوية وخفية على السياسة الغربية كلها”.
وعندما مرت هذه الذكرى، “دون نقاش في إسرائيل، دل هذا على أن الذاكرة الجماهيرية (الإسرائيلية) هزيلة في الواقع الإسرائيلي العاصف”، وفق الصحيفة.
وأشار إلى أن للغزو الأمريكي للعراق “درسا واضحا يرتبط بالواقع الإسرائيلي، وبالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالأزمة الناشبة مع إيران، وبسياسة القوة”.
وذكرت أن “السبب الرسمي للاجتياح هو تزوير أو خطأ إهمالي يتعلق بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، وأما السبب الحقيقي فلا يعرف أبدا”، معتبرة أن “خلفية الاجتياح، والتي تتعلق بهجمات 11 من أيلول/ سبتمبر2001، أهم من السبب الرسمي”.
وأكدت أن رغبة الولايات المتحدة في الثأر “كانت قوية جدا، وانتشرت لدى الإدارة الأمريكية فرضية أنه يجب نقل المعركة لساحة العدو، بل وإعادة بناء إمبراطورية حقيقية”.
ولفتت “يديعوت” إلى أن الكتابات عن الحاجة إلى “إمبراطورية أمريكية وصلت الكتب، وتبلورت في وعي بأوساط المحافظين الجدد، ممن آمنوا بأن العالم يحتاج إلى شرطي أمريكي قوي يسيطر مباشرة على مصير العديد من الشعوب، وفي مقدمتها شعوب الشرق الأوسط”.
كما “تبنى الرئيس جورج بوش بيانا مسيحيا عن الحاجة لتخليص منطقتنا من الأنظمة الدكتاتورية، ووزع بوش على ضيوفه كتاب نتان شيرانسكي (في مديح الديمقراطية) الذي تأثر به، وهو وزير إسرائيلي أسبق متطرف، تولى رئاسة الوكالة اليهودية بأمريكا عام 2009.
يشار إلى أن شيرانسكي، يعتبر “الإسلام حركة إرهابية لا تهدد إسرائيل فقط، وإنما العالم الغربي بأكمله، ويرى ضرورة استئصاله، كما يعتبر أن الإسلام عدو حضاري للغرب”.
وفي المرحلة التالية، “اقتنع بوش باختبار ميدان المدينة الذي قرره شيرانسكي، وبموجبه تقاس الأمة الحرة من الخوف وفقا لقدرة المواطن فيها على السير نحو مركز المدينة، والحديث ضد الحكم”، وفق الصحيفة التي قالت: “كان بوش مصمما على أن حربه في المنطقة هي حرب تحرير (حملة صليبية)، وأراد أن يطبق الديمقراطية”.
وفي هذا الإطار، زعم الكاتب أن “بوش طلب من رئيس الوزراء اريئيل شارون، آنذاك، السماح لحماس بالتنافس في الانتخابات، ورغم تحذير يوسي بيلين، وهو من مهندسي أوسلو، إلا أن بوش أصر، وفازت حماس، ولاحقا سيطرت على قطاع غزة”.
وفي الكونغرس الأمريكي، وقبل لحظة من الاجتياح، وقف بنيامين نتنياهو، “قال جملة لا بد أنه يرغب في نسيانها: إذا ما طردتم صدام ونظامه، يمكنني أن أتعهد أمامكم بأنه سيكون لذلك آثار إيجابية هائلة في المنطقة”.
وكانت الآثار “حربا في العراق، وصعود قاعدة العراق، ونشوب داعش، وضعضعة المنطقة، ولاحقا الربيع العربي”، حيث نبهت الصحيفة إلى أن “ترامب رأى في اجتياح العراق مصيبة”.
وبينت أنه رغم تأييد الساسة الإسرائيليون لبوش، ومعهم الجمهور الإسرائيلي الذي “أحب بوش قبل الاجتياح وبعده، إلا أن كارثة الاحتلال الأمريكي الفاشل الذي انتهى بالانسحاب، وآثار تفكيك العراق، أثرت عميقا وبشكل سلبي على الأمن الإقليمي وعلى إسرائيل”.
وذكرت “يديعوت” أنه “في الولايات المتحدة يعتبر بوش واحدا من ثلاثة رؤساء فاشلين في التاريخ، وأساسا بسبب الحرب على العراق”، مؤكدا أن “أمريكا استوعبت الدرس، وأصبحت حذرة جدا في استخدام القوة البرية”.
وأما “في إسرائيل، فهذه اللحظة الجماهيرية لم تقع بعد، وهي الفهم بأن الاجتياح كان خطأ، وأن بوش كان سيئا، وأن استخدام القوة الأمريكية دون لجام كفيل بأن يحسن وضع إسرائيل، وأن يضرها أيضا”، وفق الصحفية العبرية التي قالت: “تذكروا هذا في المرة القادمة التي يشجع فيها الناس رئيسا أمريكيا للخروج إلى الحرب، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحصل في وقت أبكر من المتوقع”.