تارة فارس هل هي الضحية الأخيرة لعمليات الإغتيال

تسود حالة من الغضب في الشارع العراقي بعد سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت عدد من النساء العراقيات، كان آخرها اغتيال عارضة الأزياء “تارة فارس” وكان نشطاء قد تداولوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للحظة اغتيال وصيفة ملكة جمال العراق تارة فارس، والذي التقطته كاميرا مراقبة أحد المنازل المحيطة بمسرح الجريمة.

الفيديو يظهر إثنان من المسلحين أحدهما يطلق النار على تارة والآخر ينتظره ليهربا على دراجة نارية وسط حي سكني، مما يبين أن العملية تم الترتيب لها وتدبيرها بشكل مسبق، كما أظهر الفيديو خروج أهالي الحي بعد سماع صوت إطلاق النار لمساعدة تارة التي كانت قد لقيت مصرعها على الفور.

وكانت تارة فارس قد نشرت عبر موقعها فيديو صرحت فيه أن احد رجال الدين عرض عليها أن يتزوجها ضمن عقد المتعة، إلا أنها ردت عليه بأنها ستقبل إذا قبل أن يزوج ابنته لأخيها بنفس الطريقة، وقد هاجمت فيه رجل الدين ددون أن تذكر اسمه أو أن تحدده، وقد نشر عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل اسماء لرجل دين نسب إليه ما ذكرته تارة فارس، وقد ذكر احد النشطاء تفاصيل عن الحادث وعرف عن نفسه بأنه مقرب من تارة فارس وبحوزته معلومات وتسجيلات تؤكد ما يقوله لكنه لم ينشرها حتى الآن.

بيدر من جانبها استطلعت رأي أحد الخبراء الأمنيين العراقيين، الذي فضل عدم ذكر اسمه وقد أعرب لنا عن عدم دهشته مما يحدث وأعتبر أن الحادثة هي مكمل طبيعي للمشهد العراقي وسط غياب شبه تام للأجهزة الأمنية وسيطرت المليشيات المسلحة والمحسوبة على أحزاب حاكمة ولها قرارها المفصلي في العراق.

وأضاف الخبير الأمني أن العراق سيشهد في الفترة المقبلة ما هو أسوء، وأن الاغتيالات ستطال ليس فقط المشاهير بل وحتى السياسين وإن كان معظمهم يختبئ وراء حمايات خاصة وداخل عربات مصفحة، وأن رأي الشارع واستهجانه ليس محل احترام من أصحاب القرار، وأن هناك متنفذين لديهم مصلحة مباشرة في إضعاف الأجهزة الأمنية وإظهارها بمظهر مبتذل لتحل محلها المليشات المسلحة والشركات الأمنية الخاصة.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت مباشرةً البدء بالتحقيق الفوري بشأن الحادث، مبينة أنها تحقق مع شخص كان برفقة تارة فارس أثناء مقتلها. كما شكّلت لجنة من قبل شرطة بغداد لإجراء بحث في مكان الحادث، حسب بيان مركز الإعلام الأمني.

المتحدّث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن صرح بأن “الداخلية فتحت تحقيقاً عاجلاً لمعرفة ملابسات حادث اغتيال الشابة “تارة فارس”، مؤكداً: “أنها أصيبت بثلاث طلقات نارية عصر يوم أمس الخميس، رماها شابان يقلاّن دراجة نارية، أثناء خروجها من سيارتها في منطقة كمب ساره في بغداد، محلة رقم 910. وقد نقلت جثتها إلى مستشفى زايد، وسط تكتّم شديد”.

وأضاف اللواء سعد معن في تصريح لبرنامج “الهوا عراقي” الذي يبث على قناة “الفلوجة”، أن الداخلية تعمل حالياً على تحليل المشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة وتدرس بعض المعطيات المتوافرة في مكان الحادث، لافتاً إلى أنه حصل على بعض التفاصيل التي لا يمكنه الكشف عنها اليوم”.

من هي تارة فارس؟

تارة فارس ولدت قبل 22 عاماً في بغداد، من أب عراقي وأم لبنانية، درست في “إعدادية الحريري” بمنطقة الأعظمية، وتركت الدراسة بعد توجهها للفن وتصويرها لمقاطع صغيرة كانت تنشرها عبر موقع “يوتيوب”.

تم اختيارها عام 2015 وصيفة لملكة جمال العراق في حفل أقيم في “نادي الصيد” الذي يقيم مهرجانات خاصة وحفلات فنية. وانتقلت إلى اليونان ومنها إلى تركيا، حيث عاشت لفترة من الزمن، بسبب تعرضها لتهديدات بالقتل في العراق. لكنها عادت إلى العراق متنقلةً بين بغداد وأربيل.

ومثّل اغتيال تارة فارس علامة فارقة بعد سلسلة من عمليات القتل، حيث سبقها اغتيال الناشطة الحقوقية سعاد العلي، وقبلها رفيف الياسري صاحبة أحد مراكز التجميل في بغداد.