ترامب على موعد مع إجراءات عزل إذا فاز الديمقراطيين بالانتخابات النصفية
بعد سلسلة من الفضائح والإشكالات يصل ترامب إلى مرحلة تؤهله لتحقيق شروط العزل
بعد أقل من أسبوع، يشهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول اختبار حقيقي لرئاسته مع انطلاق انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن هذه الانتخابات لا تحظى عادة بنفس القدر من الاهتمام الدولي الذي يحظى به السباق الرئاسي، إلا أن هذا لا ينفى مدى أهمية التصويت على الصعيد الداخلي الأمريكي وانعكاسه بالتأكيد على بعض قرارات السياسة الخارجية المهمة.
وتأتي أهمية هذه الانتخابات بعد تداول أصبح شبه علني، لإجراءات عزل الرئيس ترامب، حيث شهد العامين الماضيين في ظل حكم ترامب الكثير من العواصف والجدل والأزمات. وبذلك تصبح الانتخابات المقبلة أشبه باستفتاء على ترامب الذي تحوم شعبيته حول 40%، وهي نسبة ضئيلة لرئيس لم يكمل عامه الثاني بعد في الحكم.
ومن الواضح أن دونالد ترامب بالحد الأدنى من الحنكة السياسية أو الذكاء الفطري، اشتبك بالفعل مع أكثر من نصف الجمهوريين في لجنة مجلس الشيوخ، واللذين سيلعبون دورًا رئيسيًا إذا بدأت إجراءات عزله.
في سلسلة من التغريدات، وصف ترامب السيناتور ليندسي غراهام “الباحث عن الدعاية” وقال إنه “لا يمكن أن ينسى وضعه الانتخابي” في إشارة إلى السباق الرئاسي لعام 2016. كما هاجم السناتور جيف فليك، وهو ناقد جمهوري آخر، بأنه “ليس فاعلاً في مجلس الشيوخ” مضيفًا “إنه سام”.
وكلا الرجلين هم أعضاء في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، والتي ستكون محورية في أي إجراءات لعزل ترامب من منصبه.
الحديث عن عزل ترامب انتشر، على وجه التحديد بعد الحقائق التي ظهرت من التحقيقات المختلفة في العلاقات الجنسية المزعومة، إضافة إلى العلاقة بين حملته والكرملين، والتي ندد بها مراراً وتكراراً.
والمناصرين لفكرة عزل الرئيس والذين يزعمون أيضًا أن ترامب غير مؤهل للمنصب، يستندون إلى التعديل الخامس والعشرين للدستور كوسيلة بديلة لإزالته من البيت الأبيض.
ومع ذلك، هناك القليل من الكلام الجاد الذي يتم سماعه في الكونغرس، حيث يسيطر مجلس الشيوخ ومجلس النواب على حد سواء من قبل الجمهوريين المؤيدين لترامب.
ولكن كيف يمكن عزل رئيس الولايات المتحدة المنتخب؟
بموجب الدستور، يمكن إقالة الرئيس ونائب الرئيس وغيره من المسؤولين الأمريكيين بعد توجيه الاتهام إليهم أو إدانتهم بتهمة الخيانة أو الرشوة أو “الجرائم المرتفعة والجنح”.
يمكن لمجلس النواب الشروع في الإجراءات عن طريق تمرير قرار في التحقيق، يؤدي بالنتيجة إلى عزل الرئيس من منصبه.
عند هذه النقطة يعود الأمر إلى زعيم الأغلبية في مجلس النواب، وهو حالياً الجمهوري كيفين ماكارثي، فيما إذا كان سيتم التصويت على التصويت من قبل الدائرة الكاملة، وموعد إجراء مثل هذا التصويت.
يمكن للمجلس الكامل الموافقة على مواد الإقالة من خلال تصويت الأغلبية البسيطة.
ويتمثل قرار الاتهام، بتهمة أو لائحة اتهام، وفي حالة الرئيس ترامب يوجد لائحة كبيرة تتوزع بين تهم جنائية مثل الفضائح الجنسية والتي كشفها محاميه “كوهين” للمحققين، وتهم تتعلق بحملته الانتخابية والتدخل الروسي فيها، وهي وعلى الرغم من عدم ثبوت أي حقيقة واضحة فيها إلا أنها تؤكد أن حملة ترامب كان لها جوانب خفية غير مشروعة.
فإذا ما وصلت القضية إلى هذا الحد فإن مجلس الشيوخ، سيطلب منه تحقيق تصويت من ثلثي أعضائه لتحقيق الإدانة، مما يؤدي إلى إقالة الرئيس من منصبه، وهنا يتولى نائب الرئيس القيادة حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة.
اثنان من الرؤساء الأمريكيين تم اتهامهما وكان هناك محاولات لعزلهم وهم أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1998. ولم يدان أي منهما من قبل مجلس الشيوخ، وكان الرئيس ريتشارد نيكسون، قد استقال بعد ما واجه اتهامًا بشأن فضيحة ووترغيت، في عام 1974.
أقل من أسبوع تفصل الأمريكيين والعالم عن الانتخابات النصفية، والتي ستشهد احتدام غير مسبوق للصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين، فإذا استطاع الحزب الجمهوري الاحتفاظ بأغلبيته فى مجلسي الشيوخ والنواب، فسيفسر هذا على أن رضا من الشعب الأمريكي عن نهج ترامب وسيدفعه للمضي قدما فيه، لكن لو تمكن الديمقراطيون من تحقيق انتصارات جديدة، فقد الرئيس ترامب منصبه ثمنا لهذه الخسارة أو على أقل تقدير سيدفعه لمراجعة سياسته.