التدريب على التكافؤ وتطوير التقنيات الابتكارية في الترجمة السمعية البصرية
لا شك في أنَّ الترجمة السمعية البصرية في عالمنا العربي، خلافاً لممارستها في العالم، لم تبرز في فرع منفصل من فروع دراسات الترجمة، ولهذا، نكاد نجزم أنها لم تُدْرَس ولم تُدَرَّس على نطاق معاهد الترجمة؛ وقد تسبب ذلك بحالة من النقص في الملاكات في هذا النوع من الترجمة مع تزايد الطلب عليه باستمرار من وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية. وأمام هذا التحدي صارت الحاجة ملحة إلى إيجاد معاهد تطوير ابتكارية لتعليم المترجمين وتدريبهم على الترجمة السمعية البصرية. فمن دون نظرية الترجمة القائمة على أساس علمي، لا يمكن أن تكون هناك ممارسة ترجمة ناجحة – وهذه حقيقة ثابتة، لا يمكن دحضها. وفي الوقت نفسه، لا يمكن للمرء أن يعتقد بسذاجة أنَّ المعرفة بأحكام ومبادئ نظرية الترجمة يمكن أن تحل محل مهارة المترجم نفسه. وعندما نؤكد على ضرورة الإعداد يجب أن نتذكر دائماً أن «… الترجمة شيء أكبر بكثير من علم. إنها أيضاً قابلية، والترجمة النوعية تماماً، في نهاية المطاف، هي دائماً فن كذلك.»[1]
كلمات البحث: السمعي، البصري، التدريب، الترجمة، اللغة السينمائية، الابتكار، الدبلجة، شريط الحاشية، التكافؤ.
لن نقوم في هذه الدراسة المختصرة بتقديم تعريف للترجمة وأنواعها ومعايير صحة الترجمة وتقويمها، لأن هذا الموضوع مطروق كثيراً ولا داعي للخوض فيه من جديد.
إن ترجمة النصوص بمختلف أنواعها مطلوبة دائماً، لتشابك العلاقات بين الدول والشعوب. وفي الآونة الأخيرة، ازداد الطلب على الترجمة السمعية البصرية، لاسيما ترجمة الأفلام والبرامج التلفزيونية. ونرى أن الترجمة السمعية البصرية اليوم هي أكثر أنواع الترجمة انتشاراُ وتماساً مع المواطن. لكن في كثير من الأحيان يقوم بهذا العمل في عالمنا العربي مترجمون غير محترفين، قد لا يتوافق عملهم مع قواعد الترجمة وأعرافها.
الترجمة السمعية البصرية ضرورة ملحة
وضعت التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم العربي اليوم أمام المؤسسات الترجمية وكليات اللغات والألسن مهمة الإعداد اللساني لمترجمي المستقبل. إنَّ ازدياد التعقيد في العمل الترجمي الاحترافي في عالمنا اليوم يتطلب من مترجمي المستقبل معرفة السياق اللغوي والثقافي الاجتماعي للحالة التواصلية، وبالتالي تنفيذ الاستراتيجية المختارة والتنبؤ بالطرق المحتملة لتطور المواقف التي تتحقق في إطارها نشاطاتهم المهنية.
إنَّ واقعيات العالم الحديث (العولمة، والتكامل الثقافي، والتطور السريع للتقنيات الرقمية في مجال وسائل الإعلام والاتصال، وتلاقي الحضارات، والمثاقفة) تضع مهاماً جديدة أمام المترجمين والمستفيدين من صنعة الترجمة. وإحدى تلك المهام هي الدراسة المعمقة للأنواع المختلفة من الترجمة السمعية والبصرية، التي كانت حتى وقت قريب في الغرب محصورة ضمن نطاق نظرية الترجمة التي تهتم بالأنواع التقليدية للترجمة والتي استمرت دراستها على مدى قرون طوال.
ربما يبالغ الفيلسوف الإنجليزي الشهير إيفور آرمسترونغ ريتشاردز قليلاً عندما يقول عن الترجمة: «قد يكون من الممكن جداً أننا هنا نتعامل مع العملية الأكثر تعقيداً من بين جميع العمليات التي ظهرت في وقت ما أثناء مسيرة تطور الكون»[2]. وإذا كانت هذه مبالغة، فإنها، على كل حال، ليست بعيدة عن الحقيقة.
تعريف الترجمة السمعية البصرية
النص السمعي البصري هو مزيج من عدة مستويات سيميائية: هي المستوى اللفظي والمستوى السمعي والمستوى البصري. وبناءً على ذلك، يمكن تعريف الترجمة السمعية البصرية على أنها ترجمة للعناصر اللفظية في النص السمعي البصري. وتشمل الدبلجة والترجمة المكتوبة على شكل شريط حاشية ملحق بالنص السمعي البصري. تدخل ترجمة النتاج السمعي البصري في عداد المواد الإعلامية التي تشمل المرئيات والصوتيات ومواد الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت). ظلت ترجمة الأفلام والبرامج التلفزيونية والألعاب الإلكترونية في عالمنا العربي على امتداد سنين طوال تعد ضرباً من ترجمة الأعمال الأدبية شأنها شأن ترجمة الرواية والقصة والكتاب الأدبي، أما ترجمة البرامج الحوارية فتدخل ضمن الترجمة الشفهية وفي حالات البث المباشر تُعدُّ ترجمة فورية.
الدبلجة وشريط الحاشية
نرى أن الدبلجة، على الرغم من كونها مرغوبة من طرف المتلقي لسهولة استيعابه لها، إلا أنها تمثل «قتلاً» للنص الأصلي وروحه. وفيها صعوبات من الممكن دراستها والحد من حجمها. وترجمة شريط الحاشية Subtitling هي واحدة من أكثر أنواع الترجمة السمعية والبصرية انتشاراً، وهي تؤدي وظائف إعلامية، وتعليمية، وتوضيحية. وشرائط الحواشي قد تكون باللغة نفسها التي يصدح بها النص السمعي البصري وقد تكون ترجمة لما يحتويه ذلك النص. وهذا النوع من الترجمة السمعية والبصرية يثير عدداً من الصعوبات للمترجم من بينها: عدم وجود قواعد موحدة لإنشاء شرائط الحواشي، صعوبة تحقيق التكافؤ الديناميكي، وتحقيق التماثل الدلالي.
إنَّ الأفلام الأصلية والمترجمة تمثل مزيجاً معقداً من العديد من الأنظمة الدلالية، اللفظية وغير اللفظية، ومع هذا، لكل واحد منها منطقه الخاص في البنية والنحو الداخلي الخاص به، الذي لا يتطابق مع الآخر، ولكن له تأثير مستمر عليه.
يقول أ. كوزولياييف، المدير العام لمؤسسة «روفيلمز» ورائد مدرسة الترجمة السمعية البصرية في روسيا: إنَّ «الترجمة السمعية البصرية لا تعني ترجمة الأفلام فحسب، وإنما تتطلب من المترجم أن يجمع بين المهارات والقدرات والأسس النظرية للعديد من التخصصات العلمية والمهن»[3].
المعطيات التي يتعامل معها المترجم السمعي البصري
يعمل المترجم السمعي البصري في الواقع مع أربعة تدفقات من المعطيات كبيرة ومتوازية منتظمة في أنظمة مستقلة تغطي القناة البصرية للاستيعاب:
– سلسلة بصرية غير لفظية؛
– سلسلة صوتية غير لفظية (موسيقى ضجيجية)؛
– سلسلة صوتية لفظية (حوار الأبطال)؛
– سلسلة فيديوية لفظية (الكتابات على الشاشة، وشريط الحواشي).
يمكن أن يمثل متفرجو العمل السمعي البصري (وبالتالي المترجم أثناء إعداد ترجمته) في الوقت نفسه: 1) المشاهدين بالنسبة لمنظومة الصور الفيديوية؛ 2) المستمعين بالنسبة للأصوات اللفظية وغير اللفظية؛ 3) القراء بالنسبة لشريط الحواشي والكتابات على الشاشة.
توجد سلسلة الفيديوهات بشكل مستقل عن المترجم، ولا يمكنه تغييرها أثناء عملية الترجمة، وتمثل مصدراً لعدد كبير من القيود التي تحد من نشاطه. وهذا يتطلب من المترجم القدرة على التحليل المسبق لجميع مكونات النتاج السمعي البصري وإجادة التخطيط لضغط النص أو تغييره عند لزوم الأمر.
المقاربة البيداغوجية للترجمة السمعية البصرية
تتطلب المنهجية السمعية البصرية مقاربة بيداغوجية أكثر منها تكنلوجيا آلات باهظة التكاليف إلى حد ما ونافعة إلى حد ما ونعرف كيفية استعمالها… إذ تُمكِّن البيداغوجيا السمعية البصرية من إقصاء اللغة الأم جذرياً من حصة اللغة. لأن الذي يمكِّن من ربط المداليل بدوال اللغة الأجنبية هو الترجمة إلى اللغة الأم بل هو الصورة. ويعمل هذا الربط بين “الدال – النص” المسموع، و “المدلول – الصورة” البصري، على التنسيق الجذري لمبدأ المنهجية المباشرة الذي كانت تعلق به بعض “التحريفات” … حيث يعوَّض “الضجيج” و “الفراغات” بالتنويع النسقي الذي يعتمد الوسائط غير اللغوية (السياق المرجعي أو المقامي)، ويضطلع الحوار هنا بدور الترجيع. والصورة ليست “مدلولاً – محوراً” فقط، ولا يقتصر دورها على تداول المعلومة، بل لها وظيفة نفسية لغوية أيضاً.[4]
إنَّ ما ينتج عن «الترجمة الكلاسيكية» للنص السمعي البصري- ما هو إلا ترجمة حرفية يجب معالجتها وإخضاعها لعمليات تحويل، لأن العنصر اللفظي لديه أعلى مستوى تبعية للسياق البصري ومتفرد بين الأصناف الأخرى في الترجمة، ويتطلب دمجاً للشفرات الدلالية في الخطاب بشكل متكامل.
وفي الواقع، كما يقول يوفيس غامبير وعدد من الباحثين، أنَّ في إطار الخطابات السمعية والبصرية يحدث في وقت واحد بسط خمسة عشر نظاماً من أنظمة العلامات، اللفظية وغير اللفظية. من بينها – نظام الصور، وسلسلة الإيماءات وحركات الوجه، والنظام اللفظي للعلامات، والأنظمة الثقافية المرجعية، والتسلسلات الموسيقية الضجيجية التي يحللها المتفرج بصورة منعزلة… وغيرها كثير.[5]
وببرز في النتاجات السمعية البصرية، وفقاً لما يقول يوفيس غامبير، عدد من الشفرات السيميائية. وهذا العدد من الشفرات الدلالية يشكِّل المادة السمعية البصرية، ويؤثر في الوقت ذاته على توليد المعنى. وإنَّ إظهار العلاقة بين العلامات اللفظية والعلامات غير اللفظية واحدة من المهام الأساسية لممارسة الترجمة السمعية البصرية.[6]
يؤدي عنصر النص، في حالة الترجمة السمعية البصرية، دوراً تابعاً فيما يتعلق بالخطاب كله. فالنص هنا يتعرض إلى تحويل وإعادة صياغة لسياقه. وتعمل الصور الفيديوية على خلط الكلام المباشر مع الكلام غير المباشر، وقد تعمل على إزاحة النص الأصلي عن سياقه. إضافة إلى أنَّ النص والصورة لا يحملان كماً متساوياً من المعلومات للمشاهد. فالسلسلة البصرية هي المصدر الرئيس للمعلومات للمشاهد والمترجم، وينبغي تحليلها أولاً. وبعبارة أخرى، في إطار الخطاب السمعي البصري، لا تُعَدُّ التدفقات اللفظية وغير اللفظية شريكين متساوين. وإنَّ بناء التدفق اللفظي وفك رموزه يخضع تماماً لبناء ومنطق فك رموز المكونات غير اللفظية. وبالتالي، هكذا يكون منطق تحليل ما قبل الترجمة للأعمال السمعية البصرية ومنطق تعلم ترجمتها. فينبغي على المترجم أن يولي اهتماماً كبيراً بالعناصر غير اللفظية، وهذا الأمر، كما نرى، لا يأتي إلا من خلال الممارسة العملية المكثفة وتطبيق الدراسات الحديثة لنظرية الترجمة الخاصة بالنتاجات السمعية والبصرية المعتمدة في الغرب.
ترجمة الأفلام السينمائية
معروفٌ أنَّ ترجمة الأفلام السينمائية هي واحدة من أهم مجالات الترجمة السمعية البصرية. ولغة الأفلام السينمائية هي وسيلة للتعبير عن واقع فني معين، وخلق وحدة تأليف زمانية ومكانية مشبعة من الناحية العاطفية والفكرية. ولغة الأفلام السينمائية، خلافاً للغة بمعناها اللساني، اعتباطية في اختيار الصور المرئية والصوتية لنقل الفكرة العاطفية للمؤلف. إنَّ تشظي «الاعتباطية والترتيب المقصود» هو أمر بالغ الأهمية لفهم المترجم السمعي البصري.
وقد نشأت الصورة بعدِّها أداة لها طريقتها الخاصة في عرض المعاني (المضامين) مقترنة بأشكالها المرئية، فلا يوجد فصل بينهما ولا تمييز لأحدهما عن الآخر، فيكتسب حينذاك النص (الصورة) مناخاً يشعرك بالتئام بنية الصورة الزمانية والمكانية مع الفكر بإطار موحد ينهض بسير النص الفني وتحديده مرئياً.[7] إنَّ العلامات البصرية تفوق العلامات السمعية، ومن هنا ينبغي على المترجم السمعي البصري أن يولي الصورة أهمية كبيرة عند الترجمة لكشف المستور بين الشكل والمضمون وبين اللغة والفكرة المتمثل بالصورة المرئية.
« وللسينما لغات خاصة تميزها عن باقي الفنون تتواصل عبرها مع الجمهور، فقد تكون لغتها صامتة… اتخذت من الإيماءات والموسيقى التابعة لغة للتعبير، تعتمد على المشاهدة البصرية أكثر، إضافة إلى هذه اللغة قام “كريستيان ميتز” في دقة إلى استخلاص خمس لغات لها، تتمثل الأولى في “الصورة المتحركة”… ويمثل “الاستتباع القصصي” ثاني اللغات في تلك اللقطات المرتبطة ببعضها والمنتجة لقصة واحدة في النهاية ذات مدلولات عديدة… كما يحتل “الصوت اللفظي” كلغة ثالثة موقع الصدارة في السينما… والتشويشات المرافقة للصورة والكلام، إنه “الضجيج” لغة رابعة…والموسيقى اللغة الخامسة»[8].
السمة الرئيسة للغة السينما هي أنها ذات طابع تركيبي ويمكن أن تضم في طياتها عدداً اعتباطياً من عناصر أنظمة التعبير المختلفة وفقاً لرؤية المؤلف (السيناريو). «إذ تعكس الرموز اللغوية علاقات منطقية معينة بينها وبين العالم فوق اللغوي، وفي الفروق بين الوقت وفي تسميات المشاركين في الأحداث، وفي تصنيفات الحجم والشكل والأسلوب… وتعتبر الرموز اللفظية أساساً رموزاً كيفية»[9]. وذلك واضح من خلال العلاقة الرمزية بين شكل الرمز وشكل المدلول، والعلاقة الكيفية بين أصناف الرموز وأصناف المدلولات، وبين أصناف الرموز وبين أصناف رموز أخرى، ومن خلال وصف أصناف المدلولات، باستثناء أسماء العَلَم.[10]
وللغة السينمائية سمات دلالية مكثفة. وهذه الدلالة المكثفة تمنح المعنى أساساً وهيمنة. ولا يمكن العثور على الدلالة المكثفة إلا بوجود بنية علامات تحيل إلى الشيء أو الشخص الذي يمثل علامة غياب عن تلك البنية. وقد تكون العلامة المكثفة عنصراً سينمائياً مهيمناً على بقية العناصر في فضاء اللقطة أو المشهد. وتختلف الدلالة المكثفة عن المعنى المباشر أو الإيجاز، لأنها تحيل المتلقي إلى ما هو خارج فضاء اللقطة. والدلالة المكثفة تكشف عن معنى أساس واحد، لا يمكن تجزئته مثل الدلالة المباشرة عن المعاني الأساسية. ويمكن أن تشترك مجموعة من عناصر اللغة السينمائية لإنتاج هذه الدلالة من خلال تضافر العلامات الصورية والصوتية.[11]
والصورة السينمائية أصيلة، وهي ليست انعكاساً موثوقاً للواقع بتخيلاته كلها، لأنها تعكس العملية النفسية لفهم المؤلف للواقع وتوصيل هذا الفهم إلى جمهور مستهدف محدد (المتلقي)، الذي خطط المؤلف من أجل الوصول إليه. وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة للمترجم لأنه يمس جوهر أفعال التواصل (حوارات الشخصيات) على الشاشة. ونظراً لخصوصيات اللغة السينمائية، لا توجَّه حوارات الشخصيات بعضها لبعض. إذ يوجد فيها (منذ البداية) عنصر المونتاج والشد البصري، إضافة إلى المتلقي الحقيقي للحوار السينمائي – أي المتفرج. إنَّ المتفرج هو المشارك غير المرئي في الحوار. ففي المواقف الحقيقية لا وجود للمونتاج في المواقف التواصلية. لذا لا معنى لأي عمل نظري يتناول محاولة «تحليل المواقف التواصلية للشخصيات في الفيلم».
لابد من التنويه في هذا المقام إلى أنَّ الترجمة الفورية للأفلام في المهرجانات لا تعد، في الواقع، ترجمة سمعية بصرية (متعددة الوسائط) لأن المترجم في كابينة الترجمة ليس لديه الوقت الكافي لمعالجة النص، وما يقوم به هو ترجمة فورية تحمل سمات وخصوصيات ذلك النوع من الترجمة التي لا تطلبها الترجمة السمعية البصرية، التي تهتم، قبل كل شيء، بدمج الخطاب المتعدد الوسائط في كلٍ كامل واحد.
الفعل التواصلي والترجمة السمعية البصرية
يصوغ المؤلف السلسلة البصرية للفعل التواصلي على الشاشة بطريقة تكون مفهومة للمشاهد. والمخرج لديه نموذج للرؤية « في رأسه». وبالتالي ينبغي أن يكون هذا النموذج للرؤية موجوداً كذلك لدي المترجم السمعي البصري. ويجب أن يتطابق هذان النموذجان على حد سواء في ثقافة الأصل وفي ثقافة المتلقي، وبخلافه ينشأ تناقض غير قابل للحسم والتوفيق في الأنظمة الدلالية. ويبدو هنا أنَّ المادة الكاملة لتحليل ما قبل الترجمة بالنسبة للمترجم السمعي البصري هي غير الجملة وغير القول! فالمترجم السمعي البصري أثناء التحليل ما قبل الترجمة لا يقوم، من حيث المبدأ، بتحليل وحدات المستوى اللفظي! وهذه هي نقطة الضعف بالنسبة لجميع الأبحاث اللسانية تقريباً المكرسة للترجمة السمعية والبصرية في عالمنا العربي.
إنَّ الترجمة السمعية البصرية ليست مجرد نوع من أنواع الترجمة، بل هي عملية إبداعية مبنية على أسس علمية. وهنا لا يكفي أن تكون مترجماً جيداً، وكذلك لا يكفي حتى امتلاك الجانب التقني للعملية. فالمترجم السمعي البصري ينبغي إلى حد كبير أن يكون متخصصاً في علم الثقافة. «تشكل اللغة السمة الأكثر تمييزاً لأية ثقافة؛ والتي يمكن وصفها بأبسط العبارات على أنها مجموعة المعتقدات عند مجتمع ما. وعلى الرغم من أنه يمكن اعتبار أية لغة على أنها جزء صغير نسبياً من ثقافة ما، إلا أنه لا مناص عنها بالنسبة لوظيفة أية ثقافة واستمرارها. وتبعاً لذلك، يدرك المترجمون المتمكنون دائماً أنه لا يمكن للكلمات أن تحصل على معنى إلا وفق شروط ومقتضيات الثقافة المستقبلة. ولكن في حين يمكن اكتساب لغة في فترة لا تتجاوز العشر سنوات عادة، يحتاج الأمر لحياة الإنسان كلها كي يفهم ثقافة ما ويصبح جزءاً منها[12]».
يرى جورج مونان أنَّ « الترجمة ( لاسيما في مجالات المسرح والسينما والأداء التمثيلي ) تتضمن بالتأكيد وجوهاً غير ألسنية وخارجة صراحة عن الألسنية. لكن كل عملية ترجمة تستوعب في الأساس سلسلة من التحليلات والعمليات المرتبطة ارتباطاً خاصاً باللسانيات والتي يمكن لعلم اللغة أن يوضحها أكثر من أي مذهب تجريبي حرفي وأفضل منه، إذا ما طبق بشكل صحيح… إنَّ الترجمة فن كالطب ولكنها فن مبني على العلم. ولا يمكن توضيح المسائل النظرية … إلا في إطار علم اللغة…[13]».
تأثيرات المؤسسات الإعلامية على المترجم السمعي البصري
يقع العمل الترجمي في القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية تحت تأثير اثنين من العوامل الأيديولوجية الرئيسة: أيديولوجية الجماعة المتلقية وأيدولوجية المؤسسة الإعلامية وثقافتها. وهاتان الإيديولوجيتان تخلقان أساساً للأمور الكبيرة المخفية عن المشاهد، التي تصيغ الشروط الخاصة لنشاط المترجم التلفزيوني. هذه العوامل تمارس نفوذها من خلال خلق سلسلة من الإمكانيات والقيود الجديدة التي تحول تدريجياً المترجم التقليدي إلى « شخصية تلفزيونية».[14]
وحتى عندما تقوم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بنقل أخبار الدول الأخرى أو تقديم تقارير مصورة عنها تحدث عملية هيكلة لسياق الخطاب ليلائم المتلقين. ففي هذه الحالة تصبح النصوص الأصلية… بلغة مختلفة، هي اللغة التي يستعملها الإعلامي في التقرير. إنَّ إعادة الهيكلة السياقية تتطلب التغيير الذي تحدده الأهداف والقيم والفائدة. وينطبق ذلك على إعادة الهيكلة السياقية التي تتطلب الترجمة. إنَّ جميع هذه النشاطات ابتداءً من القرار إلى التصوير حول الأعمال والأحداث في دولة أخرى وإلى إنتاج النص النهائي يتم تحديدها بالسياسات والأيديولوجيات المؤسساتية. وتقوم وسائل الإعلام بتمكين التواصل عبر اللغات والثقافات. وهنا لابد أن يحدث تقديم معلومة على معلومة أو قد يحدث منع لنقل معلومة. « إنَّ الترجمة ليست عملاً لإعادة إنتاج يتصف بالأمانة وإنما هي عملية انتقاء وتعشيق وتجميع وهيكلة و “فبركة” بصورة واعية ومتعمدة وحتى في بعض الحالات تزوير ورفض للمعلومات وخلق لرمز سرية».[15]ومحقٌ جاك دريدا حين يقول: «إنَّ صيغة القصد وحدها تحدد مهمة المترجم. فكل شيء بتطابقه المفترض مع نفسه مقصود عن طريق الصيغ المختلفة في أية لغة وفي أي نص يكتب بأي لغة. إنَّ هذه الصيغ هي التي يفترض أن تبحث بينها الترجمة أو تنتج أو تولد تتاماً أو “تناغماً”»[16].
تحقيق التكافؤ في الترجمة السمعية البصرية
الترجمة السمعية البصرية هي نوع خاص من نشاط الترجمة، يعتمد على تحقيق التكافؤ الديناميكي. ومن أجل الإجابة على السؤال عما إذا كانت الترجمة السمعية البصرية هي نوع خاص من أنشطة الترجمة، من الضروري أن نجيب أولاً على السؤال: ما هو الأساسي بالنسبة للمترجم – هل التسلسل النصي أم البصري، في المقام الأول من وجهة النظر الإدراكي الحسي؟ وعلى الرغم من القدر الكبير للدراسات النظرية العامة في هذا الموضوع في الغرب، المكرسة لبحث السياق الثقافي والبصري والحسي للخطاب السمعي البصري، ارتفعت بشكل قوي ومتزايد الأصوات المطالبة بالإصرار على إجراء البحوث التجريبية والعملية.
يذكر أ. ف. كوزليايف أنَّ مجموعة من الباحثين تخلت عن المقاربة اللسانية المركزية للترجمة السمعية البصرية، لأنها كشفت الأولوية المطلقة لسلسة الفيديوهات على غيرها من المكونات غير اللفظية للنتاج السمعي والبصري بوصفها حاملات معلومات للمتفرج، وأكدت الافتراض المسبق القائم على التجربة بأن سلسلة الفيديوهات وما يتعلق بها من الكفاءة في فك التشفير هي المهيمنة من بين كفاءات المترجم السمعي البصري. وقد ربطت هذه المجموعة من الباحثين في دراستها تتبع حركات العين للمتفرج ورسم التخطيطات باستخدام أساليب تخطيط كهربية للدماغ والمسح بالأشعة تحت الحمراء لمناطق نشاط الدماغ. وقد ثبت بشكل قاطع أنه في سياق عرض النتاج السمعي البصري من المحتوى الوثائقي، يُكرَّس ما يقرب من 60 في المئة من الانتباه ومن مجموع النشاط الإدراكي الحسي لفك شفرات التدفق البصري وفهمه، ويُكرَّس 40 في المئة للنص اللفظي. وبالنسبة للنتاج الفني، كانت هذه النسبة: 68 في المئة – للسلسلة البصرية وغير اللفظية، و 32 في المئة فقط للنص اللفظي.[17]
وخلصت دراسة هذه المجموعة إلى أنَّ النصوص السمعية البصرية متعددة الدلالات أصلاً. والمتلقون للمواد السمعية والبصرية هم في الوقت نفسه متفرجون ومستمعون وقراء. وانهم يعالجون المعلومات دفعة واحدة على عدة مستويات من فك التشفير. والعمل على استيعاب النتاج السمعي البصري يتحقق في معظم الأحيان في نظام شبه ذاتي متكامل من التوليف الدلالي المستمر. ومع ذلك، فإن علاقة هذه الأنواع من النشاط الإدراكي والمعرفي الحسي داخل قناة واحدة للاستيعاب تتغير باستمرار وفقاً للبنية المنطقية لوحدات تسلسل الفيديوهات، وليس وفقاً لبنية النص.[18]
وهنا نلاحظ أنَّ مقاربة الخطاب المركزي لترجمة النتاجات السمعية البصرية في الغرب لم تتأكد فحسب من جانب الدراسات النظرية بل اكتسبت تأكيداً عملياً من خلال الممارسة والتجربة، الأمر الذي ينبغي لنا في العالم العربي القيام به. وهذا يقع على عاتق المؤسسات الأكاديمية، التي للأسف لا تمتلك أغلبها الملاكات المتخصصة في هذا المجال. وأنَّ مؤتمرنا هذا سيضع اللبنات الأساسية للقيام بمشاريع من هذا النوع.
من الواضح أن المترجم، عندما يقوم بترجمة النصوص السمعية والبصرية، يفعل شيئاً ما يتناقض جذرياً مع الممارسات المعتادة لإعادة الترميز الدلالي اللساني المركزي للمعاني، التي في إطارها تكون سلسلة الكلام هي الأساسية، وجميع العناصر الأخرى المتبقة – تحمل إضافات غير ضرورية. والحقيقة، أن ما يمكن الحصول عليه نتيجة « الترجمة التقليدية » للنص السمعي البصري هو مجرد بداية تحتاج إلى معالجة وتحويل لكي يتحقق فيها ما يسميه يوجين نايدا في كتاباته « التكافؤ الديناميكي ». لهذا ينبغي للمترجم السمعي البصري أن يبتعد عن « التكافؤ الشكلي » ويسعى من أجل تحقيق « التكافؤ الديناميكي ». وفي حالة التكافؤ الديناميكي، يحقق المترجم السمعي البصري انتقاء الخيار الأكثر دقة لوحدة التواصل الأصلية في اللغة الهدف من وجهة نظر التأثير على عواطف وسلوك المتلقي. ويستند التكافؤ الديناميكي إلى مبدأ التأثير المكافئ، أي أن العلاقة بين الرسالة المترجَمة والمتلقي يجب أن تكون هي نفسها بين الرسالة الأصلية والمتلقين لها.
إنَّ المفهوم الأساسي للترجمة الديناميكية هو التحويل، أي إعادة هيكلة متعددة المستويات للنص وفقا لاحتياجات اللغة الهدف. كلما اختلف نص الترجمة أكثر بالمقارنة مع النقل الحرفي للمعنى، كلما كان التحويل أعمق. وكلما ساهم التحويل في نقل المعنى الحقيقي، كلما كانت هذه الترجمة أفضل. والمترجم مدعو لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتحويل وفق مستويات هو يقدِّر نوعيتها اعتماداً على المادة باللغة الأصل ومتطلبات نقلها إلى اللغة الهدف. ولن نتطرق للحديث عن تلك المستويات لأنها مذكورة في الكثير من الكتب المنهجية في مادة الترجمة.
هناك عدة مواد ترجمية تتطلب بلا شك استعمال مبادئ التكافؤ الديناميكي. وهذه المواد تمتاز بخصائص، من بينها تعدد المعاني، أي أنَّ معنى الخطاب الكامل يتكون من عدد كبير من الأنظمة الدلالية. وأنَّ هدف الخطاب يُطرح فيها على مستوى الوحدات التركيبية كلها. وصياغة الخطابات المعنية وترجمتها تتطلب معارف وتخصصات منهجية متقاطعة. لأن الوحدات الأساسية للتحليل ما قبل الترجمة تتعدى إطار اللغة. وقد لا يكون المكون اللفظي مفهوماً بشكل مكافئ ولا يمكن نقله إلا مع التفسير المكافئ لجميع المكونات غير اللغوية. إذ تحمل المكونات غير اللسانية أكثر من 50 في المئة من المعلومات في إطار الفعل التواصلي المتعدد المستويات. يقول جان بول فيني: « يضع التكافؤ طرقاً أسلوبية وبنيوية مختلفة تماماً موضع التنفيذ. وأنه شأن التعديل ناتج عن تغيير في وجهات النظر إلا أنه يذهب أبعد من ذلك بكثير حيث يبتعد عن مجال الكلام ليدخل في مجال اللغة نفسها. وبهذا الأسلوب يتم أخذ الكلام المراد ترجمته بمعناه الكلي والشمولي ولا تتم ترجمة كل وحدة بصورة مستقلة وإنما تترجم كل الوحدات»[19].
إنَّ أنواع الترجمة، التي لا بد أن تتطلب التكافؤ الديناميكي في الترجمة هي:
1 – الترجمة السمعية البصرية؛
- ترجمة الألعاب؛
- ترجمة رسائل الدعاية والإعلانات؛
- ترجمة النتاجات الفنية، لا سيما – ترجمة الشعر والأغاني.
ففي حالة الترجمة السمعية البصرية، لا يقتصر السياق المرئي على شَغل الجزء الرئيس فقط من القناة الإدراكية الحسية للمُشاهد، بل إنه ثابت على حد سواء في النص المصدر وفي النص المترجم، كما أن المترجم ليس في وضع يمكنه من تغييره. وكما يقول زابالبسكوا، « هذا يتطلب من المترجم السمعي البصري معرفة أساسيات بنية التدفق البصري، وبالتالي – معرفة لغة السينما، وطريقة بناء السيناريوهات، والقيود الفسيولوجية على إمكانية الاستيعاب المشترك لتدفقين اثنين»[20].
إنَّ المعامل الموجِّه لإعادة تجميع وصيغة الوحدة المتعددة المعاني، ومنصة تجميع الكل الكامل الجديد هو الصورة – الجيشطالت للنتاج السمعي البصري، المتكونة بمساعدة التخصصات المبنية على لوحة العالم الترجمية[21]. وعناصر لوحة العالم بالنسبة للترجمة السمعية البصرية – هي مهارات المترجم التي تشمل المعارف اللغوية والثقافية ومعرفة دقائق خصوصيات البلدان إضافة إلى المعلومات الخاصة بمجال السينما ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والاطلاع الجيد على مواقع الانترنيت. لا يمكن تحقيق تكافؤ ديناميكي للنتاج في الترجمة السمعية البصرية من دون الإحاطة بلوحة العالم الترجمية. ولا بد من الإشارة هنا إلى أنَّ البحوث الخاصة بلوحة العالم عموماً ولوحة العالم الترجمية في عالمنا العربية تكاد تكون معدومة. فينبغي أولاً الاستفادة من الدراسات والبحوث المنشورة في الغرب وترجمتها إلى لغتنا العربية وقيام المؤسسات الأكاديمية اللسانية بتوجيه الباحثين للخوض في هذا المجال وتشجيعهم على دراسته.
تطوير وتنفيذ أساليب مبتكرة لتدريس الترجمة السمعية البصرية
بعد أن استعرضنا أنواع الترجمات السمعية البصرية وسماتها والمشكلات التي تواجه المترجم السمعي البصري، لابد أن ننوه إلى ضرورة وضع منهج علمي يساعد على تدريب المترجمين في مجال الترجمة السمعية البصرية لإنشاء ترجمات مكافئة من الناحية الدينامية، وفي إطار منهج شامل ومتكامل لتدريب وإعداد المترجمين المتخصصين، ضمن إطار منهج ابتكاري تقوم به مؤسسة متخصصة في الترجمة السمعية البصرية ومنهجية تدريس مبتكرة للترجمة السمعية والبصرية. ويجب أن تحقق هذه المؤسسة التعليمية:
1- النجاح في حل مشكلة تغيير جوهر منهج تنفيذ الترجمة والانتقال من الترجمة المكافئة للنص شكلياً إلى ترجمة مكافئة ديناميكياً للنتاج السمعي البصري، مع الأخذ بنظر الاعتبار لردود الفعل العاطفية والسلوكية المتوقعة من طرف المتفرج (المتلقي للنتاج السمعي البصري المترجَم)؛
2- حل مهمة مواءمة خوارزمية التحليل ما قبل الترجمة للنتاج السمعي البصري، مع حساب تقسيم الخطاب السينمائي (والسمعي البصري) إلى وحدات تركيبية، والأخذ بنظر الاعتبار لخصائص اللغة السينمائية وبنية مضمون وسيناريو العمل السمعي البصري بوصفه من أشكال الحوار المتعدد المستويات بين المخرج وجمهور المشاهدين؛
3- التمكن من بناء منهج شامل لإعداد المترجمين في المجال السمعي البصري، بصرف النظر عن اللغة. وأساس ذلك هو تعليم المهارات الأساسية للترجمة السمعية البصرية، والمرتبطة بسلسلة الفيديوهات وبنية العمل الفني الكامنة خارج إطار اللغة. إنَّ تنفيذ هذه المهمة يساعد على حل مهمة إعداد مترجمي النتاجات السمعية البصرية للعمل بالمحتويات في اللغات التي يندر وجود أساتذة متخصصين لتعليم الترجمة عنها.
وينبغي أن يشمل الابتكار في طرائق التدريس وفق أسس المناهج التي يجب إعدادها:
أ) على برنامج شامل للتمرين على تحليل الخطاب السينمائي ما قبل الترجمة استناداً إلى بنية سيناريوهات أفلام عالمية من أفضل ما أنتجته السينما؛
ب) تقسيم أنشطة الترجمة في إطار العمل وفق مبادئ التكافؤ الديناميكي المبنية على معايير إبداعية موحدة ونموذجية يمكن تطبيقها على جميع أنواع الترجمة السمعية البصرية؛
ج) إعداد مجموعة من التمرينات لإتقان جميع المهارات التخصصية في إطار مفهوم الترجمة السمعية البصرية المكافئة ديناميكياً.
يمكننا القول إن استعمال مبادئ التكافؤ الديناميكي في الترجمة ممكن من خلال إقامة دورات تدريبية للترجمة السمعية البصرية للمترجمين المحترفين تساعدهم على تكوين لوحة عالم ترجمية كاملة تمنحهم الكفاءات اللازمة لتنفيذ هذا النوع من العمل على النحو المكافئ.
إنّ إقامة تلك الدورات وإعداد كتب منهجية تتضمن التمارين اللازمة سيساعدنا على اختبار المترجمين عند تقديمهم للعمل في المشاريع، وسيمنحهم الخبرة اللازمة أثناء عملهم على الترجمة السمعية البصرية بمختلف أنواعها تقريباً.
وفي الختام نقول أن وجود خطط عمل ومناهج تعليمية من خلال نشر الكتب التخصصية والإصدارات الإلكترونية وفي الإنترنت، فضلاً عن الأنشطة الخاصة بإقامة دورات تدريبة في مؤسسات المجتمع المهني كالجامعات وجمعيات المترجمين واتحادات الإعلاميين والسينمائيين، سيضفي الطابع المؤسساتي على الترجمة السمعية البصرية في العالم العربي بوصفها توجهاً علمياً يتمتع بجهاز مفاهيمي وبحثي مناسب.
المصادر والمراجع
باللغة العربية
- جاك دريدا. برج بابل // الاختلاف في الترجمة. تحرير: جوزيف غراهام. ترجمة: ماجد النجار. دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1991.
- جان بول فيني. الترجمة البشرية // الترجمة المعاصرة بحوث وتطبيقات. ترجمة: حسيب إلياس حديد. بيت الحكمة، بغداد، 2010.
- جان رينيه لادميرال. التنظير في الترجمة. ترجمة: محمد جدير. المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2011.
- جورج مونان. المسائل النظرية في الترجمة. ترجمة: لطيف زيتونة. دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1992.
- حسن قاسم. سيمياء الصورة السينمائية. دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2016.
- شوقي الموسوي. المرئي واللامرئي في الفن الإسلامي. دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2016.
- فيصل الأحمر. معجم السيميائيات. الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2010.
- كريستينا شافيز وسوزان باسنيت. الترجمة والخطاب السياسي ووسائل الإعلام // ترجمة الخطاب السياسي. ترجمة: د. حسيب إلياس حديد. بيت الحكمة، بغداد، 2012.
- يوجين نايدا. دور السياق في الترجمة. ترجمة: محي الدين حميدي. الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق، 2009.
- يوجين نايدا. نحو علم للترجمة. ترجمة: ماجد النجار. مطبوعات وزارة الإعلام، بغداد، 1976.
باللغة الإنكليزية
- Gambier, Y. Rapid and Radical Changes in Translation and Translation Studies International // Journal of Com 10 (2016).
- A. Richards. Toward a Theory of Translating. “Studies in Chinese Thought”, ed. by A.F. Wright, 1953, pp. 247-262.
- Zabalbescoa P. The Nature of the Audiovisual Text and its parameters // The Didactics of Audiovisual Translation / Díaz Cintas J. (ed.). – Amsterdam/Philadelphia: John Benjamins Publishing Co., 2008.
- Е. Nida and Ch. Таber. The Theory and Practice of Translation, Leiden, E.J. Brill, 1969.
باللغة الروسية
- Козуляев, А. В. Аудиовизуальный полисемантический перевод как особая форма переводческой деятельности / А. В. Козуляев.
- Козуляев А. В. Обучение динамически эквивалентному переводу аудиовизуальных произведений: опыт разработки и освоения инновационных методик в рамках школы аудиовизуального перевода // Вестник Пермского национального исследовательского политехнического университета. Проблемы языкознания и педагогики. 2015. N 3 (13).
- Чичерина, Н.В. Медиатекст как средство формирования медиаграмотности у студентов языковых факультетов Текст. / Н.В. Чичерина. М.: Издательство ЛКИ, 2008.
[1] Е. Nida and Ch. Таber. The Theory and Practice of Translation, Leiden, E.J. Brill, 1969. p. VII.
(العبارة من ترجمتي – ت.ر.ع.)
[2] I.A. Richards. Toward a Theory of Translating. “Studies in Chinese Thought”, ed. by A.F. Wright, 1953, pp. 247-262. (العبارة من ترجمتي – ت. ر. ع.)
[3] Козуляев, А. В. Аудиовизуальный полисемантический перевод как особая форма переводческой деятельности / А. В. Козуляев.
http://www.russiantranslators.ru/about/editorial/audiovizual. yperevod من موقع
[4] جان رينيه لادميرال. التنظير في الترجمة. ترجمة: محمد جدير. المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2011.
[5] Gambier, Y. Rapid and Radical Changes in Translation and Translation Studies International // Journal of Com 10 (2016), 887–906 p. [من الشبكة العنكبوتية] // URL: http://ijoc.org/index.php/ijoc/article/viewFile/3824/
[6] المصدر المذكور نفسه.
[7] شوقي الموسوي. المرئي واللامرئي في الفن الإسلامي. دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2016.
[8] فيصل الأحمر. معجم السيميائيات. الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2010.
[9] يوجين نايدا. نحو علم للترجمة. ترجمة: ماجد النجار. مطبوعات وزارة الإعلام، بغداد، 1976.
[10] المصدر المذكور نفسة.
[11] حسن قاسم. سيمياء الصورة السينمائية. دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2016.
[12] يوجين نايدا. دور السياق في الترجمة. ترجمة: محي الدين حميدي. الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق، 2009.
[13] جورج مونان. المسائل النظرية في الترجمة. ترجمة: لطيف زيتونة. دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1992.
[14] Чичерина, Н.В. Медиатекст как средство формирования медиаграмотности у студентов языковых факультетов Текст. / Н.В. Чичерина. М.: Издательство ЛКИ, 2008.
[15] كريستينا شافيز وسوزان باسنيت. الترجمة والخطاب السياسي ووسائل الإعلام // ترجمة الخطاب السياسي. ترجمة: د. حسيب إلياس حديد. بيت الحكمة، بغداد، 2012.
[16] جاك دريدا. برج بابل // الاختلاف في الترجمة. تحرير: جوزيف غراهام. ترجمة: ماجد النجار. دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1991.
[17] Козуляев А.В. Обучение динамически эквивалентному переводу аудиовизуальных произведений: опыт разработки и освоения инновационных методик в рамках школы аудиовизуального перевода // Вестник Пермского национального исследовательского политехнического университета. Проблемы языкознания и педагогики. 2015. N 3 (13) С. 3–24.
[18] المصدر المذكور نفسه. (الترجمة والتلخيص لي ت. ر. ع.)
[19] جان بول فيني. الترجمة البشرية // الترجمة المعاصرة بحوث وتطبيقات. ترجمة: حسيب إلياس حديد. بيت الحكمة، بغداد، 2010.
[20] Zabalbescoa P. The Nature of the Audiovisual Text and its parameters // The Didactics of Audiovisual Translation / Díaz Cintas J. (ed.). – Amsterdam/Philadelphia: John Benjamins Publishing Co., 2008.
[21] لوحة العالم – هي مجموع المعارف المرتبة حول الواقع المتكونة في الوعي الاجتماعي (والجمعي والفردي)، وهناك لوحة عالم مباشرة ولوحة عالم غير مباشرة، ولوحة عالم إدراكية تمثل صورة الواقع الذهنية المتكونة في الوعي الإدراكي لشخص أو لشعب بأكمله التي تنتج عن الانعكاس التجريبي المباشر للواقع أثناء التفكير. ولوحة عالم قومية خاصة بجماعة معينة.