وهو من مواليد مدينة بغداد عام 1901م، وأصل عائلته كردية من مدينة حلبجة ويرجع نسب عائلته إلى سلالة بابان وهي من الأسر الكردية في كردستان العراق، وكانت لأسرته مجالس دينية وعلمية وأدبية يتردد عليها الفضلاء والعلماء من أهل بغداد.
كان عمر والده خمس سنوات عندما انتقل اهله للعيش في بغداد.
اكمل السيد احمد مختار بابان دراسته الثانوية في بغداد, ثم درس الحقوق في بغداد.
واول تعيين له كانت في العدلية, وكان دراسته للغة التركية في سن مبكرة لان العراق انذاك كان تحت الحكم العثماني.
وعندما سقطت بغداد عام 1917 وغدت تحت سيرة البريطانيين كان في ذلك الوقت طالبا في الثانوية.
تخرج من كليةالحقوق عام 1923م.
وعندما وصل الامير فيصل الى العراق كان مازل السيد احمد مختار بابان طالبا في كلية الحقوق.
وبعد تتويج الامير فيصل في 23/8/1921 ليكون ملكا على العراق, اسس الديوان الملكي وعين رستم حيدر رئيسا للديوان وقد اختير عدد من الشبان ليعملوا كتابا معه في الديوان فكان السيد احمد بابان واحدا منهم.
اكمل دراسته في الحقوق وهو كاتب في البلاط الملكي الذي بقي فيه حتى عام 1926 وخرج منها وهو بدرجة ملاحظ.
عام 1926 عين قاضيا في الموصل.
عام 1928 حاكما منفردا في الكوت.
عام 1931 حاكما اولا للصلح في بغداد.
عام 1934 مدعي عام ثم مفتش عدلي في بغداد.
عام 1936 حاكم جزاء البصرة وبعدها نائبا لرئيس محكمة البصرة.
عام 1937 نائبا لرئيس محكمة بداءة بغداد ثم مدعيا عام في وزارة العدل في بغداد.
عام 1937 وفي شهر تشرين الاول عين نائبا لرئيس محكمة بداءة البصرة.
من عام 1938 ولغاية 1941م شغل منصب نائب ريس محكمة بداءة الموصل ومن ثم رئيس المنطقة العدلية في الحلة وبعدها رئيس الادعاء العام في بغداد.
عام 1941م عين متصرفا (محافظا) للواء كربلاء.
عام 1942م عين مديرا عاما للتموين في وزارة المالية.
في 5 / 10 / 1942 وزيراٌ للعمل والشؤون الأجتماعية في وزارة نوري السعيد.
في 25 / 12 / 1943 وزير العدلية في حكومة نوري السعيد.
في 4 / 6 / 1944 وزير العدلية في حكومة حمدي الباجه جي.
في 29 / 8 / 1944 وزير الشؤون الأجتماعية في حكومة الباجه جي الثانية.
في 23 / 6 / 1946 وزير الشؤون الأجتماعية في وزارة توفيق السويدي.
في 20 / 6 / 1947 وزير الدفاع ووزير المعارف في وزارة علي جودت الأيوبي الثالثة.
عمل لفترة طويلة رئيساٌ للديوان الملكي.
بعد ألأعلان عن ( ألأتحاد العربي) بين العراق وألأردن وأستقالة حكومة ( نوري السعيد) لكي يتفرغ لرئاسة حكومة ألأتحاد ، كلف الملك فيصل الثاني المرحوم ( أحمد مختار بابان ) بتشكيل الوزارة العراقية ، وجائت الوزارة على الوجه التالي :
1- احمد مختار بابان / وزيرا للوزراء
2- سعيد قزاز / وزيرا للداخلية ..
3- نديم الباجه جي / وزيرا للمالية ..
4- جميل عبد الوهب / وزيرا للعدلية
5- ضياء جعفر / وزيرا للاعمار ..
6- عبد الحميد كاظم / وزيرا للمعارف
7- عبد الامير علاوي / وزيرا للصحة
8- رشدي الجلبي / وزيرا للاقتصاد ..
9- صالح صائب / وزيرا للمواصلات والأشغال..
10- برهان الدين باشا أعيان / وزيرا للانباء والتوجيه ..
11- جميل الاورفلي / وزيرا للزراعة ..
12- صادق كمونة / وزيرا للشؤون الاجتماعية ..
13- عبد الجبار التكرلي / وزيرا بلا وزارة ..
14- محمود بابان / وزيرا بلا وزارة ..
15- علي الشرقي / وزيرا بلا وزارة ..
يقول احمد مختار بابان في مذكراته عند قيام الثورة: اتصلت في نفس يوم الثورة بسيادة الزعيم عبد الكريم قاسم قائد الثورة هاتفيا في وزارة الدفاع لأقدم نفسي له لكنني لم افلح في الاتصال به كما اتصلت بالسيد احمد صالح العبدلي الذي أصبح رئيسا لأركان الجيش والحاكم العسكري العام أيضا في وزارة الدفاع وفي بيته فلم استطع ويبدو ان الاتصالات قد تم قطعها في بغداد من قبل الثوار. وعندما علمت ليلة 16 تموز باني مطلوب اتصلت بوزارة الدفاع هاتفيا وقابلني الزعيم عبد الكريم قاسم استقبالا حسنا وجرى توقيفي وخلال اليومين السابقين لتوقيفي كنت أسير في شوارع بغداد بسيارتي.
كان احمد بابان رحمه الله من الذين يمدون يد المساعده لمن يحتاجها وهنا اذكر قصه حدثت مع الباشا نوري السعيد في عام 1956 وكان نوري في داره ومعه موفد من قبل مدير الدعايه العام ليطلعه على بعض البريد حتى استأذن الشرطي الحارس ليطلب من الباشا دخول الباشا احمد مختار بابان فقال السعيد ليتفضل وبعد المجامله قال بابان للباشا هناك أمرأه في بيتي تبكي وتنوح لان ولدها المقبول في بعثه الى الخارج للدراسه موقوف حاليا لدى الامن العام لخروجه في مظاهره ضد الحكومه وعليه ان يهيء نفسه للسفر بعد خمسة ايام وهو قابع في السجن ؟ فطلب الباشا اسمه واعطاه الى الشرطي وطلب مدير الامن العام بالهاتف وبعد نصف ساعه حضر الشاب وهو في حاله يرثى لها فقال الباشا السعيد اصعد على المنضده ولكن الشاب خجل قال الباشا اصعد او ارجعك للامن فصعد الشاب وهنا قال الباشا ( هوس مثلما كنت تهوس في المظاهره .. ولكن الشاب استحى فصاح الباشا تره ارجعك للامن فقال الشاب وهو يهوس{ نوري سعيد القندره وصالح جبر قيطانها }وضحك نوري باشا وقال للشاب ,, ابني روح ادرس وكمل دراستك وبعدين تعال اشتمني يالله روح ويه عمك )هكذا كانت اخلاق رجال السياسه ايام زمان..
من مذكرات أحمد مختار بابان وزير العدلية في العهد الملكي.. جاء فيه:
نوري السعيد قد سمع لغط من البعض عن اثراء غير مشروع لبعض المسؤولين في الدولة فأوعز الى وزير العدلية “احمد مختار بابان” بتشكيل لجنة سرية من كبار القضاة ممن يثق بهم الوزير للتحري عن مصادر ثروة المسؤولين وسموها ))لجنة من اين لك هذا)) عملت اللجنة بصمت وبعيدا عن الاضواء وجمعت المعلومات وعرضتها على الوزير ولكنه اخفاها عن رئيس الوزراء.
وبعد مدة تذكر “نوري السعيد” الموضوع فطلب مقابلة الوزير ليطلع على ما توصلت اليه اللجنة وسبب تأخرها!! فسكت الوزير ولم ينطق بكلمة ولكن “السعيد” قال له ((اشبيك اخرسيت)).
فقال له الوزير: باشا اسمك اول واحد واخاف من الفضايح !!
ضحك “نوري” وقال:
ولك اني اشعندي غير البيت وهذا الكرسي.
فرد الوزير عندك بستان علشط وانت إجيت كلشي ما عندك…
فقهقه “نوري السعيد” وقال:
معقولة “نعيمة” سجلت البستان بإسمي ويقصد ((زوجته السيدة “نعيمة العسكري” شقيقة المرحوم “جعفر العسكري” وكانت تمتلك بستان ورثتها عن اهلها.
وأضاف “نوري”: خلي يروحون للطابو بلكي تطلع صدك بس هاي متسويها ام فليس..
وطيلة فترة حياته الوظيفية كوزير أو كرئيس للديوان الملكي أو رئيس وزراء لم يلاحظ عليه أية سلبيات من ناحية الجشع والطمع وأستغلال الوظيفة، أما على الصعيد الإنساني والاجتماعي فكان متواضعاٌ جداٌ لايفرق بين الغني والفقير والضعيف والقوي، ولم يكن من أولئك الذين أستغلوا الوظيفة وأستفادوا من تلك الوظائف فعائلته معروفة بالثراء ولهم أملاكهم في بغداد والمحافظات الأخرى وأولاده في عائلته كانوا متمسكين بتلك التعليمات، على سبيل المثال :
أبنته ( سراب ) كانت طالبة في جامعة بغداد، طيلة وجودها في تلك الجامعة لم تتصرف بأي تصرف لكي يعرف الطلبة بأنها أبنة فلان، بل كانت تتصرف كأية طالبة في الكلية من كافة النواحي حتى في الملبس والتنقل ، بعد ثورة 14 / تموز علموا بأنها أبنة أحمد مختار بابان.
في 17 / 10 / 1958 وقف في قفص الأتهام أمام المحكمة العسكرية العليا (محكمة الشعب)، والتي تأسست بعد حركة يوليو 1958، والتي كان يرأسها المقدم فاضل عباس المهداوي.
في تأريخ 19 / 11 / 1958 حكم عليه بالأعدام شنقاٌ حتى الموت.
وبعد أصدار ذلك الحكم القاسي عليه أستطاعت أبنته (سراب) ووالدتها من مقابلة الزعيم عبد الكريم قاسم وطلبتا منه العفو عنه وأخلاء سبيله، وقد لبى عبد الكريم طلبهما وأطلق سراحه فوراٌ.
وفاته
توفي بتاريخ 2 ذو القعدة 1396هـ/24 تشرين الأول 1976م، في مدينة بون وفي فندق King Hoof .
وكان قبل يوم واحد من وفاته قد طلب من ابنته سراب أن تعمل له (تبسي باذنجان) لأنه يشتهي أن يأكل هذه الأكلة المفضلة لديه فعملت له ابنته تلك الأكلة وجاءت بها إلى الأوتيل الذي يقيم فيه، لكن القدر أدركه فمات قبل أن يتناول أكلته المفضلة.
نقل جثمان المرحوم أحمد مختار بابان إلى مدينة ميونخ حيث دفن في مقبرتها الاسلامية فكان قد أوصى بأن يدفن في أرض يموت فيها.
نشرت مذكراته ببيروت سنة 1999 بتحقيق الدكتور كمال مظهر أحمد.
رحمه الله