لهذه الأسباب طلب السيسي عدم بث لقائه مه CBS
كما كان متوقعا بثت شبكة سي بي إس الأمريكية، المقابلة التي أجرتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورفضت الضغوط التي مورست عليها لمنع بث البرنامج، وجاء في تعليق القناة على اللقاء بأنه “المقابلة التي لا ترغب الحكومة المصرية في إذاعتها”.
وقد دار جدل واسع حول الأسباب التي دفعت بالحكومة المصرية لطلب أيقاف البرنامج، مع ألأخذ بعين النظر أن المحطات الغربية يتم التعامل معها بحرص شديد ووفق آليات مختلفة عن تلك التي تمارس على القنوات العربية.
وكانت الشبكة الأمريكية قد بثت منذ أيام عدة مقتطفات من اللقاء وعلقت قائلة إنها أجرت الحوار مع السيسي أثناء زيارته لمدينة نيويورك أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، ولكنها فوجئت بعد وقت قصير من إجراء الحوار بإبلاغهم من قبل السفير المصري عدم رغبة الحكومة المصرية بإذاعته.
فالمتابع للقاء يدرك بأن هناك أسباب عديدة تجعل من السيسي يطلب عدم بث البرنامج، وأهمها أن مقدم البرنامج سأل السيسي عن وجود 60000 معتقل سياسي إلا أن السيسي نفي وجود معتقلين سياسيين بالأصل، وهو أمر من المستحيل أن يصدقه المشاهدين في الغرب أو حتى في العالم العربي.
أضف إلى أن الرئيس السيسي تجاوز أشكال التطبيع التي يرفضها الشعب المصري والعرب عموما، وأقر بشكل واضح بأن القوات الإسرائيلية تشجن غارات في سيناء بمعرفته والتنسيق معه، وعندما يسأله المذيع عن العداوة التي بين مصر وإسرائيل يجيب الرئيس السيسي لم نكن بعلاقات أفضل من الآن.
الرئيس السيسي بإقراره هذا يدفع إلى الواجهة سؤال حول السماح لقوات أجنبية بضرب مصريين وأراض مصرية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وإذا صدق بأن ما يتم محاربته هو الإرهاب حقا فأين ذهب الجيش المصري وكل المليارات التي تصرف عليه تحت عنوان عريض هو المحافظة على أمن مصر؟!! والمفارقة أن الجيش المصري الذي ينسق مع الجيش الإسرائيلي يحاربون معا 1000 مسلح حسب المعلن من الحكومة المصرية.
المحاور سأل الرئيس السيسي عن اعتصام رابعة ودوره كوزير للدفاع في فض الاعتصام، وأكثر من ألف ضحية ذهبت في العنف الذي مورس ضد المعتصمين، الرئيس أجاب بأن الجميع كانوا إرهابيين ومسلحين، والجواب من المحاور والذي أذهل الرئيس السيسي بأن حكومتك سيدي الرئيس تحدثت عن وجود اثنتي عشر بندقية فقط فكيف تبرر قتل كل هؤلاء على أنهم مسلحين؟!!!
المقابلة كانت أحد الأخطاء القاتلة للرئيس السيسي، والذي عودنا على أشياء مشابهة إلا أننا لم نتخيل أن يصل به الأمر إلى هذا الوضع، والذي يظهر غياب أي شكل من أشكال الاحتراف في التعامل مع وسائل الإعلام وتقدير الوضع السياسي.
خطأ السيسي القاتل هو الموافقة على إجراء لقاء وسط سيطرت الديمقراطيين على الكونغرس الأمريكي، والسيسي، سيكون أول المقدمين للذبح كونه محسوب على دونالد ترامب، وبغض النظر عن كل هذا بما تزال قضية جوليو ريجيني الإيطالي الذي ذبح بدم بارد على يد قوات الأمن المصرية تتداولها الأوساط الصحفية ألأوربية والعالمية، وتؤكد مسؤولية الحكومة المصرية، إضافة إلى الملف الاقتصادي والذي يضع مصر ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم مما يدفع بالسؤال كيف غاب عن المحيطين بالسيسي كل هذا وسمحوا بإجراء اللقاء.