في 17 يناير/كانون ثاني 1933 ولدت يولندا كريستينا جيجيليوتي في حي شبرا بالعاصمة المصرية القاهرة لأبوين مهاجرين من جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا، وحملت لاحقا اسم الشهرة داليدا، وقد احتفل محرك البحث الشهير غوغل وعالم الفن بالذكرى الـ 86 لميلادها.
فمن هي داليدا؟
عاشت الطفلة يولندا بدايات صعبة بحي شبرا بسبب عصبية والدها وتزمته ووالدتها المحافظة وقد فرضا عليها رقابة صارمة ولكنها ارتبطت في فترة المراهقة بفتى إيطالي من شبرا اسمه أرماندو وكان الحب الأول في حياتها.
بعد وفاة والدها، الذي كان يعمل عازفا للكمان، عملت سكرتيرة على الآلة الكاتبة بشركة أدوية لتساعد والدتها التي عملت الخياطة. وقد تحايلت في ذلك الوقت على والدتها حتى استطاعت المشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر وفازت بها عام 1951.
وغضبت الأم لرؤية صور ابنتها على أغلفة المجلات بلباس البحر ولكنها تراجعت عن هذا الموقف لاحقا.
واختارت يولندا لنفسها اسم شهرة هو دليلة نظرا للشبه بينها وبين الممثلة هايدي لامار بطلة فيلم شمشون ودليلة.
وبسبب الشبه بينها وبين ممثلة أخرى هي جوان كولينز اشتركت في تصوير فيلم أمريكي في الأقصر هو “يوسف وأخوته” كبديلة في بعض المشاهد لكولينز وكان قد تم اختيارها بسبب وجودها صدفة في الاستوديو، وهناك التقت بممثل صغير كان يبحث عن فرصة أيضا هو عمر الشريف.
وظهرت بعد ذلك في عدة أفلام في أدوار بسيطة منها منها “ارحم دموعي” و”الظلم حرام” و”سيجارة وكأس” وكان آخر فيلم تظهر فيه قبل هجرتها إلى فرنسا عام 1954 لتعود بعد ذلك عام 1986 في فيلم يوسف شاهين “اليوم السادس” الذي جسدت فيه دور فلاحة مصرية.
الانطلاق للعالمية
في باريس فشلت داليدا في الحصول على فرصة في التمثيل ففكرت في العودة إلى مصر، ولكنها التقت برجل يدعى رولند برغر أقنعها بالتحول للغناء فقام بتدريبها وبدأت تغني على المسارح وفي هذه الفترة غيرت اسمها.
فقد التقت بمساعد المخرج الأمريكي الذي عملت معه في مصر فقال لها ان اسم دليلة يبدو غريبا وعدوانيا ففكرت في المزج بين الاسمين دليلة ويولندا فكانت النتيجة داليدا.
كانت أغنية بامبينو عام 1965 هي بدايتها مع الشهرة العالمية فقد احتلت هذه الأغنية الصدارة لأسابيع عديدة.
وقدمت داليدا في حياتها الفنية نحو ألف أغنية بتسع لغات هي العربية والعبرية والإنجليزية والفرنسية والألمانية واليابانية والهولندية والتركية.
ونظرا لغنائها بالعبرية في إسرائيل عام 1965 ظهرت مزاعم تقول إن جدها كان يهوديا من الجزائر وهو الأمر الذي نفاه من يعرفها ويعرف أسرتها حيث كانت تتردد على الكنيسة في شبرا.
ومن أبرز أغانيها ولعلها الأشهر باللغة العربية أغنية “حلوة يا بلدي”
حياتها العاطفية
تزوجت داليدا من لوسين موريس ثم طلقا بعد عدة أشهر وقد حاول طليقها الانتحار بعد ذلك بعدة سنوات لرفضها العودة إليه.
وارتبطت بقصة حب عنيفة بالرسام جان سوبيسكي الذي انتحر بإطلاق الرصاص على نفسه عام 1961.
وفي عام 1967 ارتبطت بقصة حب مع شاب إيطالي صغير هو لويغي تنكو وكان مغنيا ولدى فشله في الفوز بجائزة في أحد المهرجانات انتحر بالرصاص فحاولت هي الأخرى الانتحار وفشلت.
وبعد ذلك أحبت شابا آخر يدعى لوسيو ولقي هو الآخر حتفه منتحرا وكان يصغرها بـ 12 عاما.
وكانت علاقتها بهذا الشاب قد أسفرت عن حملها ثم إجهاضها مما أدى لإصابتها بالعقم وضاعف ذلك من شعورها بالاكتئاب.
وفي السبعينيات عاشت قصة حب قوية مع مغن شاب يدعى مايك برانت انتحر عام 1975.
وفي 3 مايو/آيار عام 1987 نجحت محاولتها في الانتحار هذه المرة بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة تاركة وراءها إرثا فنيا وإنسانيا فريدا ورسالة تقول: “الحياة صارت لا تحتمل، سامحوني”.