الرئيس البشير يدعو إلى تعاون أمني مع مصر وهو مستعد لدفع ثمن البقاء في السلطة
أكد الرئيس السوداني عمر البشير على أهمية التعاون الأمني مع مصر في ظل ما وصفه بوجود “منظمات سالبة تعمل على زعزعة الأمن في المنطقة” بالتزامن مع استمرار مظاهرات الاحتجاج في بلاده.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك للرئيس السوداني عمر البشير مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، التي وصلها في زيارة قصيرة الأحد، وقد ذكر البشير في المؤتمر الصحفي إن هناك محاولات لزعزعة الاستقرار في بلاده، من خلال محاولة تكرار تجارب الربيع العربي.
وأقر البشير بأن هناك “مشكلة في بلاده ولكنها ليست بالحجم الذي يعكسه الإعلام وهناك محاولة استنساخ الربيع العربي في السودان بنفس المواقف والشعارات”.
يأتي هذا في وقت جدد تجمع المهنيين السودانيين، وهو تحالف نقابي قاد الدعوات للاحتجاجات، دعوته السودانيين للتظاهر والاعتصام ظهر الأحد ومواصلة المظاهرات في الأيام المقبلة.
وحض التجمع في بيان الناس على التظاهر قرب مناطق سكناهم، وتنظيم اعتصامات في ساحات المناطق الأحد تليها مظاهرات يومية حتى يوم الأربعاء.
ويرى محللون أن زيارة البشير لمصر ومن قبلها لدولة قطر، لا تتجاوز محاولات من الرئيس البشير لتعزيز ركائز حكمه في ظل الغضبة الشعبية التي تعصف بالسودان، وأنه على استعداد أن يدفع الأثمان المطلوبة للبقاء في السلطة.
فقد ذكر الرئيس السوداني في المؤتمر الصحفي ذاته إن “الشعب السوداني واع وسيفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الاستقرار في السودان”.
وأضاف أنه “يقدر لمصر إرسال وفد رفيع المستوى للخرطوم في بداية الأزمة حرصا منها على استقرار السودان”، مشيرا إلى أنه أطلع السيسي على تطورات الأوضاع في السودان “بعيدا عما يثار في الإعلام”.
ومن جانبه أوضح الرئيس المصري أن مباحثاته مع البشير تطرقت إلى المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، مشددا على أهمية مواصلة العمل للتوصل في أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.
وأضاف السيسي أن لقاءاته المتكررة بالبشير تؤكد “التنسيق الكامل بين الدولتين والسعي المستمر والدؤوب لدعم المصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات”.
وقال البشير إن سد النهضة يعد قضية حيوية لمصر والسودان وإن ما يدور الآن من بناء وتشغيل في السد يهم البلدين.
وأضاف “علينا مواصلة الاتفاق بشأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع إثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها”.