ألا يحق للشعب توجيه الاتهام لبوش الأب والابن بارتكاب جرائم في العراق؟
هذا السؤال، ومنذ سنوات، يتبادر إلى أذهان ملايين البشر ليس في العراق حسب، بل وفي الكثير من أرجاء العالم. جورج بوش الأب هو الذي أعلن حرب العام 1991 ضد العراق بذريعة تحرير الكويت. وجورج دبليو بوش الابن هو الذي أعلن حرب العام 2003 ضد العراق بذريعة وجود أسلحة دمار شامل وإزاحة الدكتاتورية البعثية والصدامية عن الحكم وإرساء الديمقراطية في العراق! وقبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد من الإجابة عن سؤالين آخرين مهمين هما: هل كانت الحرب الأمريكية الأولى ضرورية حقاً لتحرير الكويت أم كان بالإمكان تحريرها دون تلك الحرب؟ وهل كانت الحرب الأمريكية الثانية لتدمير أسلحة الدمار الشامل في العراق ضرورية أم كان وجود هذه الأسلحة كذبة فعلية، إذ كان المفتشون الدوليون وصدام حسين نفسه قد أنهوا قب بدء الحرب وجود هذه الأسلحة، وكانت الولايات المتحدة تعرف ذلك قبل غيرها؟
لقد كتبت ونشرت مجموعة كبيرة من المقالات في حينها أكدت فيها إمكانية تحرير الكويت دون حرب، وإن التحرير سيتم فعلاً ويحتاج إلى فترة زمنية قصيرة جداً لتحقيق الهدف المنشود، أي فرض انسحاب القوات العسكرية العراقية بالكامل من الكويت دون حرب، إذ إن الموقف الدولي وبدء الحصار والكثير من المؤشرات الأخرى كانت تؤكد إمكانية انسحاب العراق من الكويت خلال شهر أو شهرين أو حتى أقل من ذلك. فما هي أسباب شن الحرب؟ الأهداف الحقيقية وراء تلك الحرب كانت واضحة، ومنها بشكل خاص: الهيمنة الفعلية الكاملة على منطقة الشرق الأوسط ونفط العراق ومواجهة إيران ومراقبتها، ومعاقبة صدام حسين على تلك الصواريخ التائهة والعشوائية التي وجهها إلى صحراء إسرائيل، ومعاقبة الشعب العراقي على “تأييده!” لصدام حسين في احتلال الكويت وتهليله لتوجيه الصواريخ ضد إسرائيل، كما صرح بذلك قائد العمليات الحربية في حرب عاصفة الصحراء (Desert Storm 1991) هربرت نورمان شوارزكوف. كما لم تكن حرب الابن الانتقامية في غزو العراق في العام 2003 في أعقاب جرائم 11 أيلول/سبتمبر 2001 وغزو أفغانستان ضرورية بأي حال، لأن النظام الصدامي قد وافق على قرار تدمير أسلحة الدمار الشامل وقام بنفسه وكذلك اللجنة الدولية بتدمير ومراقبة تدمير تلك الأسلحة، ولاسيما الكيمياوية منها، إذ لم يكن لدى العراق قبل ذاك غيرها. وبالتالي كانت الحرب انتقامية يراد بها الهيمنة الكاملة على العراق وعلى نفطه والاستمرار بمعاقبة الشعب العراقي بذريعة تأييده لصدام حسين وحروبه، في وقت كان بوش الابن يعلم علم اليقين بأن الشعب العراقي ضد صدام حسين ونظام البعث في العراق ويناضل للإطاحة به. لقد حذرت المعارضة العراقية من حرب مدمرة لن تكون في صالح العراق، رغم إمكانية إسقاط الدكتاتور صدام حسين، ولكن ماذا بعد؟ الجحيم بصورة أخرى وبينت ذلك في محاضرة بلندن قبل الحرب بعدة شهور وبمشاركة السادة محمد بحر العلوم ومحمود علي عثمان ويونادم كنا.
تؤكد الكثير من المعلومات التي نشرت في أعقاب الحرب، سواء في كتب أمريكية أم صحافة ومجلات مختصة ووقائع على الأرض أم وثائق دامغة، بأن لم تكن هناك أي ضرورة فعلية لنشوب الحربين بأي حال، ولكن الإدارة الأمريكية بقيادة بوش الأب، ومن ثم بوش الابن، كانت مصرة على شن الحربين بغض النظر عن عواقبهما المدمرة على الشعب العراقي، فمصالح أمريكا الاستعمارية فوق كل اعتبار، وهي السياسة التي لا تزال مستمرة حتى الآن. لم تكن الحربان غير ضروريتين حسب، بل لم تكن ضرورية تلك الأسلحة التدميرية الشاملة التي استخدمت في الحربين أيضا، ومنها استخدام العتاد المنضب باليورانيوم 238 (Uranmunition و DU-Munition) المحرم دولياً والمعروف في قدرته على تدمير وحرق الدروع والعربات ومن فيها من الجنود وضباط الصف والضباط وتلويث البشر والماء والهواء والتربة والمزروعات وكل أجواء المنطقة التي تستخدم فيها تلك الأسلحة. وقد استخدمت هذه الأسلحة في الحربين وجرى بتعمد واضح وبقرار أمريكي صارخ بإرجاع العراق عبر حرب الأب إلى فترة ما قبل التصنيع، على حسب قول وزير خارجية الولايات المتحدة حينذاك جيمس بيكر، وعلى تدمير البنى التحتية في الحربين بشكل كامل تقريباً. وهكذا كان!
عواقب الحرب الصحية فقط
سوف لن أتحدث عن نتائج هاتين الحربين على شعب العراق من حيث النتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والعسكرية، والصراعات والنزاعات الفكرية والدينية والطائفية والمليشيات الطائفية المسلحة ونهب العراق تراثاً وثروة وإيقاف عملية التنمية فيه ونشر الفساد والإرهاب في كل مكان من أرض بلاد ما بين النهرين، أرض الحضارات والتراث الإنساني القديم، وعدم إرساء الديمقراطية في البلاد، بل ما حصل بعد الحرب الابن الثانية إزاحة الدكتاتورية البعثية وإقامة دكتاتورية دينية طائفية محاصصية مقيتة على أنقاضها ووضع العراق فعلياً تحت الحماية الإيرانية. لقد أزال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة دون قرار من مجلس الأمن وخارج الإرادة الدولية والرأي العام العالمي دكتاتورية قومية شوفينية توسعية بغيضة، وأقام دكتاتورية طائفية سياسية مقيتة تابعة وخاضعة لإيران وسياستها في العراق والمنطقة. كما لن أتحدث عن أساليب التعذيب الأكثر وحشية ودموية التي استخدمت ضد المعتقلين في سجن أبو غريب وفي البصرة وسجون ومعتقلات أخرى من قبل أجهزة الأمن والقوات العسكرية الأمريكية والبريطانية وبعلم الحكومة العراقية حينذاك، بل سأتحدث هنا عما فعلته الحربان من نشر للأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية في الولادات الجديدة على امتداد الفترة الواقعة بين عام 1991 حتى الوقت الحاضر لاسيما في محافظة البصرة كلها وفي محافظات الجنوب والوسط وبغداد، والعراق عموماً، كما ظهرت هذه التشوهات في ولادات المجندات الأمريكيات أو انتقل التلوث إلى النساء الأمريكيات عبر الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في تلك الحروب. هذه النتائج كانت وما تزال تقترن بآلام وعذابات جسدية ونفسية قاسية وأحزان مريرة للمرضى ولعائلاتهم وللمجتمع عموماً.
في العام 2003 كتب الدكتور كاظم المقدادي عن كميات الأسلحة المحرمة دوليا المستخدمة في حرب عام 1991 وكذلك في حرب 2003 ما يلي: تم في هذه الحرب “استخدام الذخائر المصنعة من النفايات النووية. ومما زاد المخاوف ان أغلب الكمية التي استخدمت في حرب عام 1991 من ذخيرة اليورانيوم سقطت على جنوب العراق، وخاصة البصرة والمناطق المحيطة بها والقريبة من الحدود الكويتية، بينما في حرب عام 2003 قصفت القوات الأمريكية والبريطانية كافة أرجاء العراق، واستهدفت حتى المناطق الكثيفة بالسكان، وتبين ان الذخائر المستخدمة كانت مطورة كثيراً وذات قدرة تدميرية رهيبة، وأكثر فتكاً. وما نشهده حالياً أغلبه من أضرار 320 – 800 طناً استخدمت عام1991 ولا يعرف أحد، غير رب العالمين، ما الذي ينتظر الشعب العراقي من أضرار كمية نحو 2000 طن من القذائف المطورة والأكثر فتكاً بالبشر، استخدمت عام 2003 ضد العراق.” (راجع: كاظم المقدادي، لمصلحة مَن يتسترون على حجم الإصابات السرطانية في العراق؟!! 2- 3))، الحوار المتمدن، 2008 / 8 / 7).
وكشف تقرير لموقع “كاونتر بنج” الأميركي، عن تسبب الولايات المتحدة الأميركية بارتفاع نسب الاصابة بمرض السرطان في العراق الى 600%، مشيرا إلى أن واشنطن القت 970 قنبلة وصاروخ اشعاعي مشبع بمادة اليورانيوم على العراق”. “أشار الدكتور “جواد العلي” المتخصص بالأورام السرطانية وعضو الجمعية الملكية البريطانية للأطباء في إنكلترا، أن “الغبار الصحراوي يحمل الموت للعراق حيث تشير دراساتنا إلى أن أكثر من أربعين بالمائة من سكان البصرة سيصابون بالسرطان. نحن نعيش في هيروشيما أخرى” حسب قوله. (راجع: ازدياد نسب السرطان 600% جراء القصف الأمريكي للعراق، موقع يقين في 8 كانون الأول/ديسمبر 2018).
وجاء في تقرير عن كتاب للدكتور الطبيب كاظم المقدادي يعنوان ” التلوث الإشعاعي والمضاعفات الصحية لحروب الخليج” صادر في العام 2015 بشأن حجم كارثة التلوث النووي في العراق ما يلي: ” أُطلقت على العراق خلال الحربين 1991 و2003 كمية هائلة من ذخائر اليورانيوم خلفت أكثر من 2200 طنا متريا من اليورانيوم المنضب، وهذا اليورانيوم المنضب الذي استعمل في العراق يساوي في ذريته ما يعادل 250 قنبلة ذرية، وهذا وفقا لما قدره البروفسور ياغازاكي Katsuma Yagasaki من الهيئة العلمية في جامعة ريوكيوس في أوكيناوا في اليابان”. كما أشارت الدكتورة موزه بنت محمد الربان من منظمة المجتمع العلمي العربي إلى “إن الأمر لا يقتصر على اليورانيوم المنضب فحسب، بل لقد استخدمت أنواع عديدة من الملوثات في تلك الحروب كان لها أبلغ الأثر على البيئة والصحة لأهالي المنطقة، والدليل القاطع على لا إنسانية من يتشدقون بحقوق الإنسان، وأن هذه الأمة العربية والإسلامية مستهدفة من قبل هؤلاء الحاقدين لتدميرها على كافة المستويات بما في ذلك حياتها ومستقبلها.” (راجع: الجزيرة، منظمة المجتمع العلمي العربي بتاريخ 19/11/2015).
فما هي النتائج الفعلية لهذا الاستخدام الهمجي للأعتدة المعاملة باليورانيوم المنضب Depleted Uranium، وأنواع أخرى من الملوثات؟ أشار الدكتور كاظم المقدادي في مقاله إلى حجم الإصابات حتى العام 2008 إلى ما يلي:
أشارت إحصائيات المستشفيات العراقية الى إن عدد الاطفال العراقيين المصابين بالسرطان ارتفع من 32 ألف إصابة في عام 1990، ليصل الى 130 ألف إصابة في عام 1997. وأضيفت لها خلال العقد الماضي عشرات الآلاف من الإصابات السرطانية. وبلغت الإصابات لغاية عام 2001 أكثر من 74 ألف و400 إصابة. وقدر الخبراء أن تبلغ 100 ألف إصابة مع نهاية عام 2007- وفق معدلات الإصابات للسنوات 2000 – 2004. ” (المصدر السابق نفسه). [ملاحظة: كثرة إصابات عام 1990 جاءت بنتيجة استخدام السلاح الكيماوي في الحرب العراقية الإيرانية ولاسيما في جنوب العراق].
وفي العام 2015 أشار، على وفق ما جاء في تلخيص كتاب الدكتور كاظم المقدادي، إلى ارتفاع في الإصابات على النحو التالي: “إن العقدين الأخيرين شهدا انتشارا للأمراض السَرطانيّة في المجتمع العراقي على نحو كارثي، وبلغت الإصابات السَرطانيّة أكثر من مليون إصابة مُسجّلة رسميا، وما زال العدد يرتفع باستمرار. ويموت من هذه الإصابات سنويا ما يتراوح بين 10 آلاف و12 ألف شخص، وهناك عشرات آلاف الإصابات والوفيات سنويا غير المسجلة”. ومن بين العواقب التي ذكرها الدكتور كاظم المقدادي في كتابه المشار إليه في أعلاه نذكر ما يلي:
- كثرة حالات الإجهاض المتكرر والولادات الميتة.
- ظهور حالات من التشوهات الولادية الرهيبة وغير المعروفة من قبل.
- صور ثلاث مرفقة تشير إلى بعض التشوهات الخلقية على جسم الولادات الحديثة لأطفال من البصرة.
- انتشار العقم لدى رجال ونساء.
- كثرة الإصابات السرطانية في المناطق التي قصفت بالأسلحة الغربية.
- انتشار الحالات السرطانية وسط عوائل لم يصب أحد منها من قبل، وأحيانا أكثر من فرد في العائلة الواحدة.
- لاحظ الباحث الدكتور جواد العلي إصابة المريض الواحد بأكثر من حالة سرطانية (2 و3 وحتى 4 حالات) في آن واحد.
- انتشار أمراض سرطانية وسط أعمار غير الأعمار المعروفة طبيا، مثل سرطان الثدي لدى فتيات بعمر 10 و12 سنة، وسرطانات أخرى نادرا ما تصيب شريحة الأطفال.
- ارتفاع الإصابات السرطانية والوفيات بالسرطان بنسب عالية جدا، بلغت أضعاف ما كانت عليه قبل عام 1989. (المصدر السابق نفسه).
وعلينا ألَّا ننسى بأن الضربات الجوية قد دمرت الكثير من المستشفيات والمستوصفات العراقية بحيث عجز العراق عن توفير المستشفيات الضرورية لمعالجة مرضى الرطان والأمراض الأخرى التي اقترنت بعواقب تلك الحروب.
فما هي النتائج الفعلية لهذا الاستخدام الهمجي للأعتدة المعاملة باليورانيوم المنضب Depleted Uranium، وأنواع أخرى من الملوثات؟ أشار الدكتور كاظم المقدادي في مقاله إلى حجم الإصابات حتى العام 2008 إلى ما يلي:
الإجابة عن السؤال الأول الوارد في عنوان المقال تكون: نعم، للشعب العراق وحكومته كل الحق والواجب إقامة دعوى قضائية دولية ضد كل من بوش الأب وبوش الابن وكل من شاركهما في إعلان الحربين واستخدام تلك الأسلحة المحرمة ضد الشعب العراقي، وضد كل من مارس الكذب على المجتمع الأمريكي والدولي لإمرار حرب الخليج الثالثة عام 2003، لاسيما وأن استخدام هذه الاعتدة المعاملة باليورانيوم المنضب في حربين ضد العراق والمحرمة دولياً والجرائم الناتجة عنها لا تتقادم مع مرور السنين، ولا يمنع ذلك وفاة الأب في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، إذ إن الكثير من الجناة ما زالوا على قيد الحياة.
لا يمكن لمنظمات المجتمع المدني ولا للأحزاب السياسية أن تقيم الدعوى ضد هذين الرئيسين للولايات المتحدة الأمريكية، بل لا بد للحكومة العراقية أن تقوم بهذه المهمة. ويبدو إن الحكومة العراقية والأحزاب الإسلامية السياسية التي تشكل قيادة هذه الحكومة، والتي سلمها الاحتلال الأمريكي-البريطاني مقاليد الدولة وسلطاتها الثلاث، لا تجرأ على إقامة الدعوى، وبالتالي سيبقى العراق يعاني من المصائب دون موقف حازم إزاء من يتجرأ على استخدام هذا السلاح في أي حروب قادمة محتملة أيا كان موقعها وأسبابها، كما سيبقى العراق محروماً من التعويضات الدولية لضحايا هذين العدوانين الهمجين ولعوائل الضحايا، ولاسيما تقديم المساعدة الضرورية والعاجلة للضحايا لمعالجة أوضاعهم الصحية ومكافحة الأمراض السرطانية والمواقع الملوثة التي يزيد عددها عن 143 موقعاً حسب المعلومات المتوفرة التالية:
فقد ” كشف فريق علمي قاده إدوارد إليسون، وهو مختص بعلوم التلوّث الإشعاعي، وجود ما يزيد على 143 موقعاً ملوّثاً باليورانيوم المنضّب في 7 محافظات عراقيّة، منها قرابة 40 موقعاً في بغداد، و22 موقعاً في البصرة، و20 موقعاً في الناصرية، و20 موقعاً في مدينة بابل، و16 موقعاً في محافظة ديالى، و14 موقعاً في محافظة ميسان، و11 موقعاً في محافظة واسط.” (راجع: كاظم المقدادي، 14عاماً من تلوّث العراق بإشعاع اليورانيوم، جريدة الحياة بتاريخ 14 شباط/فبراير 2017). في حين كانت وزارة البيئة العراقية قد كشفت في العام 2007، عن وجود 315 موقعاً ملوّثاً بالإشعاع المتأتي من أسلحة اليورانيوم.” (المصدر السابق نفسه)، وهو الأمر الذي يدعو إلى الاستغراب من موقف الحكومة العراقية، لاسيما وأنها لم تمارس اية جهودٍ فعلية لمكافحة المواقع الملوثة حتى الآن.
يبدو إن من واجب الرأي العام العراقي ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب الوطنية والديمقراطية والرأي العام العالمي والقوى الخيرة في العالم أن يمارسوا جميعاً الضغوط السياسية المتواصلة على الحكومة العراقية، واستخدام كل السبل المتوفرة لفرض إقامة الدعوى ضد المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا (ولاسيما توني بلير وأركان حكومته حينذاك) لإشعال الحربين أولاً، واستخدام اليورانيوم المنضب ثانياً، وبسبب حجم الضحايا الهائل أثناء الحربين والإصابات المليونية بشتى الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية بعد ذلك والتلوث الهائل والمستمر في العراق ثالثاً. لا بد لشعب العراق من الوصول إلى هذا الهدف ولا بد من العمل من أجله بكل همة وبلا هوادة.