تسريب وثيقة سرية للخارجية الإسرائيلية يفاجئ فيها الملك سلمان الإسرائيليين
بعد الجدل الذي دار حول هرولة عدد من الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل، كشفت وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية عن معلومات تحسم الجدل حول التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
حيث أورد موقع قناة “i24” الإسرائيلية، أن المملكة العربية السعودية غير مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو الموافقة على “صفقة القرن” التي يعدّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل النزاع في الشرق الأوسط، دون أن يقدّم الجانب الإسرائيلي تنازلات للفلسطينيين.
وأضافت القناة أن الوثيقة التي اطلعت عليها شخصية دبلوماسية، سرية للغاية، بسبب حساسية العلاقات الإسرائيلية السعودية لكنها تسربت ووصلت لعدد قليل من السفارات الإسرائيلية حول العالم، ولعدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية الإسرائيلية.
وأشارت القناة إلى أن هذه الوثيقة تعتبر “استثنائية” إذ إنها تتناقض مع تصريحات نتنياهو المستمرة في الآونة الأخيرة حول إمكانية تطوير العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول الخليجية وتقوية العلاقات معها ومن بينها السعودية، الإمارات والبحرين.
وكان نتنياهو قد صرح في السابق أن إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دول عربية قد تؤدي إلى تسوية مع الفلسطينيين، لكن الوثيقة السرية كشفت أن احتمال تحقيق ذلك هو “ضئيل جدا” وفقا للقناة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد زار السعودية بعد أسابيع قليلة من تسريب هذه الوثيقة السرية، وطلب بومبيو من الرياض دعم خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
غير أن المسولين السعوديين أبلغوه أن السعودية لن تقدّم الدعم لهذه الخطة إذا ما لم تتضمن خطوات تجيب على المطالب الفلسطينية، وخصوصا بكل ما يتعلق بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وذلك بحسب تقرير القناة الإسرائيلية.
وقالت القناة نقلا عن الدبلوماسي رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية أن الوثيقة السرية تضمنت أيضا موضوع كيفية إدارة التعامل مع القضية الفلسطينية، من قِبَل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن الملك سلمان أعاد موقف المملكة المحافظ تجاه القضية.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال أكثر من مرة إن عملية “تطبيع”، تجري مع العالم العربي، دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين.
وكان نتنياهو في معرض حديثه عن مفاوضات السلام “ما يحدث في الوقت الحالي هو أننا في عملية تطبيع مع العالم العربي دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين”.
وأضاف نتنياهو “كان التوقع هو أن التقدم أو تحقيق انفراجة مع الفلسطينيين سيفتح لنا علاقات مع العالم العربي، كان هذا صحيحا لو حدث، وبدا كما لو أنه كان على وشك أن يحدث مع عملية أوسلو (اتفاق السلام مع منظمة التحرير) ولكن ما حدث هو أن رفض العرب، جنبا إلى جنب مع إرهاب الانتفاضة، كلفنا تقريبا 2000 شخص وشطب هذا الأمل”.
وتابع نتنياهو “اليوم نحن نمضي إلى هناك (التطبيع) دون تدخل الفلسطينيين، وهو أقوى بكثير لأنه لا يعتمد على نزواتهم، الدول العربية تبحث عن روابط مع الأقوياء، نقاط القوة في الزراعة تعطينا قوة دبلوماسية”.
وبرر الزعيم الإسرائيلي هذا التطور، بحاجة “العالم العربي إلى التكنولوجيا والابتكار”، مشيرا إلى أن “هناك صلة متنامية ما بين الشركات الإسرائيلية والعالم العربي”.
ولم يكشف نتنياهو أسماء الدول التي كان يتحدث عنها، لكنه سبق أن زار نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، سلطنة عمان، فيما تتحدث صحف إسرائيلية عن وجود علاقات “سرية” مع عدة دول عربية.